فراشات في عرس المعرفة

زرع، غرس، كتب، قرأ» دوى الصوت في الأذن الصغيرة ذات نهار، وظل صداه يمضي مع الأيام، كلمات بدأ بها مشوار حياة وعلم وطموح، أحرف جذبتنا إلى الأرفف البعيدة نتقافز لنمسك كتاباً، ونقرأ قصة ونغذي فضولاً كبيراً يتعدى أحجامنا الضئيلة.. هنا بين الكتب يرتع الصغار، يقلبون صفحات ملونة، ويرسم خيالهم قصصاً جميلة، ويحفظون حكماً بسيطة تقودهم في الحياة حتى يشيبوا. للقراءة في نفس الطفل تأثير قوي، فهي تهذب نفسه وتمرر له تجارب خاضها آخرون ليتعلم منها، وفي طراوة عوده يتقبل الصغير أفكار الآخرين بصورة أكبر عن باقي مراحل عمره وبالاضافة إلى مساهمة القراءة في توسيع خبرة الصغار، فإنها تحقق التسلية والمتعة بشكل سليم ومفيد، وتكسب الطفل حساً لغوياً أفضل، فيتحدث ويكتب بشكل أفضل، وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم، وهذا كله يساعده على بناء نفسه، ويعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه. وفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2009 أفردت مساحات خاصة لمكتبات الطفل التي تصدر ما يحتاجه من كتب ومجلات وقصص، تحمل أغلبها المضمون التربوي المناسب للبيئة العربية، وتناسب العمر الزمني والعقلي للأطفال، ويفترض أنها تلبي احتياجات الطفل القرائية، يزينها الإخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة، والأخرى الكبيرة. وبالطبع تفننت بعض دور النشر، فأصدرت كتباً بالحروف البارزة، وكتباً على شكل لعب، وكتباً يخرج منها صوت حيوان إذا فتحت كلها تساعد على جذب الطفل للقراءة. كل هذا جذب الفراشات الملونة لنور الكتب، فتناثروا في أرجاء المعرض يحملون كتبا ويقرأون ويشترون يرافقهم مدرسوهم وآباؤهم ليغنوا احتفالية الكتاب في عرس المعرفة