الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبو بكر الصديق .. أول من جمع القرآن

19 نوفمبر 2015 22:26
أحمد مراد ( القاهرة) أبوبكر الصديق، أول من أسلم من الرجال، وأول المبشرين بالجنة، وأول الخلفاء الراشدين، ولقبه النبي بـ «الصديق» لكثرة تصديقه إياه، وكان أكثر الصحابة إيماناً وزهداً. ولد أبوبكر الصديق في مكة بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وكان من أغنياء قريش في الجاهلية، ولما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام أسلم بلا تردد، وهاجر مرافقاً للنبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وشهد كل الغزوات معه، ولما مرض النبي مرضه الذي مات فيه أمر أبا بكر أن يؤم الناس في الصلاة. وبعد وفاة النبي بويع أبوبكر بالخلافة، وفي بداية خلافته ارتد كثير من القبائل العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الردة، بدأ بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشام، واتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عهده. وكان لأبي بكر الصديق دور مهم وبارز في حفظ وجمع كتاب الله عز وجل، حيث توفي النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم لم يجمع في مصحف واحد مكتوب، وإنما كان متفرقاً في الصدور والألواح، وبعد أن تولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة كان هناك العديد من الأسباب التي دفعت الصحابة إلى القيام بجمع القرآن في الصحف، وكان من أبرز تلك الدوافع واقعة اليمامة التي قتل فيها عدد كبير من الصحابة، وكان من بينهم عدد كبير من قراء وحفاظ القرآن الكريم، مما دفع عمر رضي الله عنه إلى أن يذهب إلى أبي بكر ويطلب منه الإسراع في جمع القرآن وتدوينه، حتى لا يذهب القرآن بذهاب حفاظه، وكان أبوبكر أول من أمر بجمع القرآن من الصحابة، وأوكل هذه المهمة إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه. قال زيد بن ثابت: أرسل إلي أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر- أي اشتد وكثر- يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء، فيذهب كثير من القرآن، إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبوبكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، فقال عمر هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر، قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال. وعندما شرع زيد في جمع القرآن، كان يشرف عليه ويعاونه أبو بكر وعمر وكبار الصحابة، وفي ذلك قال عروة بن الزبير، لما استحر القتل بالقراء يومئذ، فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع -أي خاف عليه- فقال لعمر بن الخطاب وزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. وبهذه المشاركة من الصحابة أخذ هذا الجمع للقرآن الصفة الإجماعية، حيث اتفق عليه الصحابة، ونال قبولهم كافة، فجُمِعَ القرآن على أكمل وجه وأتمه. وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: رحمة الله على أبي بكر، كان أعظم الناس أجراً في جمع المصاحف، وهو أول من جمع بين اللوحين، قال ابن حجر: وإذا تأمل المنصف ما فعله أبو بكر من ذلك جزم بأنه يعد في فضائله، وينوه بعظيم منقبته، لثبوت قوله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»، ثم قال فما جمع أحد بعده إلا كان له مثل أجره إلى يوم القيامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©