الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن.. وسجال التدخل البري ضد «داعش»

19 نوفمبر 2015 22:29
كانت هجمات باريس سبباً في تدشين جولة جديدة من المطالبات الداعية لإرسال قوات برية أميركية إلى سوريا، لاستئصال شأفة منظمة إرهابية أظهرت الآن، أنها تنوي ضرب أهداف في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الغرب نفسه. وفي حين أن الجدل حول نشر أعداد كبيرة من القوات الأميركية سيشتد، فإن احتمال حدوث تحول في استراتيجيات الولايات المتحدة في أي وقت قريب، وإرسال جنود أميركيين لشن حرب برية جديدة على تنظيم «داعش»، يبدو أقل رجحاناً بكثير. الشيء الأكثر دلالةً في هذا الشأن أن أوباما مازال معارضاً بشدة للفكرة، كما صرح بذلك مرة أخرى يوم الاثنين الماضي في مؤتمر صحفي في تركيا حين قال إن إرسال عدد كبير من القوت لسوريا سيكون «أمراً خاطئاً»، لأنه سيكون- كما قال- تكراراً لشيء فعلته الولايات المتحدة من قبل وهو محاولتها حل مشكلة، لا يمكن حلها في نهاية المطاف إلا بوساطة السكان المحليين أنفسهم. ولكن الخبراء الإقليميين والعسكريين يظلون، مع ذلك، منقسمين حول فكرة «وضع جنود على الأرض» في سوريا- وما إذا كانت مثل تلك الخطوة ستؤدي على نحو سريع للتخلص من تهديد داهم للأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها، ام أنها ستسفر عن ورطة أخرى على غرار ورطتي العراق وأفغانستان. حول هذه النقطة يقول «ديفيد شانزر» الأستاذ المساعد في مدرسة السياسة العامة بجامعة «ديوك» ومدير معهد تراينجل لشؤون الإرهاب والأمن الداخلي في دورهام- نورث كارولينا: «مثل هذا الغزو سيعمق رواية المتطرفين عن صراع الحضارات بين الغرب والمسلمين، وسوف يزج بقواتنا في حرب أهلية معقدة، وقذرة، ولا يمكن كسبها». على الرغم من أن الاستراتيجية الأميركية الحالية في سوريا، التي تقوم على «احتواء» داعش، قد تبدو «غير مرضية» في نظر «د. شانزر»، إلا أنه يرى مع ذلك «أن خطوطها الأساسية سليمة». الأمر ليس كذلك في نظر خبراء آخرين، يصرون على أن الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها الولايات المتحدة «تدمير» داعش هي نشر قوات برية على الأرض. يقول «جيمس جيفري» سفير الولايات في العراق من 2010-2012، وواحد من أشد المنادين بإرسال قوات برية ضد «داعش» الرئيس يقول إن هدفه هو تقليص قدرات داعش وتدميره، ولكن ذلك لن يتحقق من خلال المزيد من الضربات الجوية، التي وإنْ كان يمكنها تحقيق نجاحات تكتيكية، إلا أنها لن تؤدي وحدها لهزيمة «داعش». يذكر في هذا السياق أن أوباما كان قد قال إن استراتيجيته تحقق نتائج بعد أن نجح المقاتلون المحليون، في استردد أراض كانت حتى فترة قريبة محتلة من قبل «داعش»، وأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قام بتوقف مفاجئ في باريس لإظهار تضامن الولايات المتحدة مع فرنسا كان قال في تاريخ سابق إن الولايات المتحدة في طريقها لهزيمة داعش. ولكن التقدم البطيء الذي يجري تحقيقه في الحرب ضد «داعش»، لم ينجح في الحيلولة بين هذا التنظيم وبين تعزيز قضيته، وزيادة نطاق ومدى تأثيره، وقدرته على الوصول، على نحو لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح باستمراره، كما قال السفير السابق جيفري. خلال الشهر الماضي فقط- الكلام مايزال لجيفري- رأينا اربع هجمات رئيسية للتنظيم خارج منطقة الصراع في سوريا والعراق «جيفري يشير بذلك إلى تفجيرات انقرا في انقرا، وتفجيرات بيروت، وإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، والهجمات الأخيرة في باريس. يواصل «جيفري» إن أوباما على صواب في رغبته في تجنب إرسال قوات، ولكن ليس هذا ما نتحدث عنه هناك... فمجرد أن تتمكن من هزيمة هؤلاء الأشخاص كتنظيم وكجيش تقليدي، يمكنك بعد ذلك الانسحاب والتركيز على فلول ذلك التنظيم مثلما حدث في أفغانستان. الجدير بالذكر أنه قبل أن يعقد أوباما مؤتمره الصحفي يوم الاثنين الماضي، كان مستشارو البيت الأبيض مشغولين في التأكيد للمراسلين الصحفيين على أن أي حديث عن قيام الولايات المتحدة بتكثيف جهدها العسكري في أعقاب هجمات باريس، لن يمتد ليشمل نشر قوات برية أميركية في سوريا. تعقيباً على ذلك يقول جيفري إن ذلك قد يظل صحيحا في المدى القريب ولكنه يضيف أن خبرته الدبلوماسية علمته شيئا وهو «أن الرؤساء يمكن أن يتغيروا». ويضيف من دون تغيير جذري في الاستراتيجية فإن أوباما سيسلم هذه المشكلة لخليفته. هاورد لافرانتشي* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة « كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©