الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نهاية جيل في رباعية المأساة !

نهاية جيل في رباعية المأساة !
9 يناير 2009 00:32
نهاية جيل كامل الآن، حقيقة لابد من الاعتراف بها، ونحن نشاهد مأزقاً كروياً حقيقياً في مباراة سلطنة عُمان البلد المضيف، أمام البطل الآسيوى والتي إنتهت بهزيمة أسود الرافدين أمام الأحمر العُماني برباعية نظيفة في الجولة الثانية من منافسات الدور الأول ضمن المجموعة الأولى لكأس ''خليجي ،''19 فالفريق العراقي انتهى زمنه، وودع المنافسات كأول منتخب يخرج من لعبة الترشيحات لتهنأ المنتخبات الأخرى المرشحة للقب بعد خروج البعبع العراقي· كانت مباراة النهاية لمسيرة منتخب في ''خليجي ،''19 وسطر لاعبو العراق في الوقت نفسه أسوأ مشاركة في تاريخ العراق بالبطولة، وعبر تاريخها الطويل بصفة عامة، بعد الخسارة أمام عُمان بأربعة أهداف دون رد في ''علقة كروية'' إن جاز التعبير· أكد سيناريو المباراة على مدار الشوطين أن الفارق كان واضحاً بين جيل يسعى إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور في مصالحة شعب كامل وتجاوز عقبة قوية نحو الوصول إلى الدور قبل النهائي، جيل يسعى إلى أن ينال شرف أول تتويج خليجى لهم ولبلادهم· في مقابل جيل كانت الظروف كلها ضده، بداية من مدرب كنت أتصور أنه سوف يعيد إلى العراق نشوته مروراً بحالات الطرد والإصابات وهبوط مستوى معظم لاعبي أسود الرافدين· بدأ الشوط الأول، ووضح أن كلود لوروا تعلم من أخطائه، وهذه قيمة المدرب، مثل ما انتقدناه، يجب أن نشيد به في كيفية التعديل، وفي خلال 48 ساعة، وفي مبارة تعد الأقوى في مشوارالبطولة، وفي تاريخ المستضيف والدخول في اللقاء وكأنه الفرصة الأخيرة لنجوم كبار على المستوى الفني وارسال إنذار شديد اللهجة إلى كل فرق البطولة، بأن المنتخب العماني تخطى الكبوة بالتعادل السلبي مع الأزرق الكويتي· نعود إلى تكتيك لوروا في تعديل الأفراد أو العناصر الخاصة بالنواحي الهجومية، فمن الصعب، ومن المستحيل أن يكون لديك لاعب مثل بدر الميمني بكل هذة الفنيات والمهارات وتتركه جليس دكة البدلاء· ورأينا في المباراة كيف أن بدر الميمنى تحرك في النواحي الهجومية، ومدى تعاونه المهاري في تخفيف الرقابة المفروضة على فوزي بشير في الخط الأمامي شاهدنا كيف كانت تحركات الحوسني وربيع ''الدويتو القادم'' لأن هناك ممولا سخيا اسمه فوزي بشير الذي صال وجال مع رأسي الحربة في جماعية لم نشهدها في اللقاء السابق، نظراً لعدم وجود الميمني الذي قلب موازين اللقاء لصالح العُمانيين، وهو ورقة ضحك بها الفرنسي لوروا على البرازيلي فييرا أكثر من 80 دقيقة، حتى قبيل حالة الطرد المتوقعة لجاسم غلام أحد قلبي الدفاع نظراً للضغط الشديد لعُمان من رأسي الحربة على جاسم وحيدر على العمق الدفاعي للعراق بعد أن أغلق البرازيلى فييرا الأطراف من البداية واللعب على الهجمة المرتدة بسلام شاكر بجانب مهدي كريم ناحية اليمين، وأوس إبراهيم بجانب هوار ناحية الشمال، وهو أسلوب حاول المدرب تنفيذه للحد من انطلاقات الشيبة وحسن مظفر، وأيضا للاستفادة من ضعف الأطراف العُمانية دفاعياً بسرعة هوار محمد والأداء أيضاً كصانع لعب تحت رأسي الحربة يونس وكريم في ظل غياب نشأت أكرم· بدأ المنتخب العُماني المباراة بتعديل في وسط الملعب تحسباً لعودة العراق إلى طريقة 4-4-2 برأسي حربة، وبالفعل قد كان، ولكن تعامل لوروا بخبرة وذكاء في إدارة القاء مع 4-1-3-2 بوجود أحمد كانو كلاعب الارتكاز والمحطة الدفاعية الحقيقية من وسط الملعب مع الاعتماد عليه بالتحضير السريع من على ''الدايرة'' لثلاثي الهجوم الأمامي الميمنى والعجمى، والمتحرك بدون التزام بجبهة معينة فوزى بشير، وهو ما ساعد العُمانيون على ارغام لاعبي العراق إلى العودة للخلف والاهتمام فقط بالجانب الدفاعي على حساب الناحية الهجومية، مما فرض عزلة تامة لرأسي حربة العراق في الخط الأمامي والعودة إلى الوراء تلقائياً لعدم وجود رابط لوسط الملعب، هذا التراجع استفاد منه لوروا بتقدم أحد لاعبي خط الدفاع وخاصة خليفة عايل، مما فرض نوعاً من أنواع الضغط في كل بقاع الملعب بالزيادة المفروضة من الخط الخلفي ساعدهم على ذلك اهتمام البرازيلي فييرا بالدفاع بأكثر من سبعة لاعبين الرباعي الموجود وثلاثي الوسط قصي وكروبي ومهدي كريم واعطاء ايحاء للاعبيه أنه ليس لديه الثقة فيهم في النواحي الهجومية ولهذا كان العراق فردياً أكثر منه جماعياً، وتباعد الخطوط كان ثمة الفريق استفاد منها كثيراً لاعبو المنتخب العماني بعرض الملعب بالتمرير الكثير والسريع لارهاق لاعبي العراق المنهكين من المباراة السابقة بعد النقص العددي لثاني مباراة على التوالي· قبل الدخول في الشوط الثاني أعتقد أن التركيبة التي فرضها فييرا من البداية لم تكن مناسبة لطبيعة المباراة وهو دور المدرب قبل وأثناء اللقاء، فالأخطاء بالجملة بعدم الاعتماد على كرار جاسم من البداية وهو لاعب أكثر خبرة من كروبي وأيضاً وضعه لحيدر عبدالأمير كقلب دفاع أضاع كثيراً من قوة الناحية اليمنى الهجومية ليكون الاعتماد فقط على جبهة يسرى ضعيفة هجومياً في ظل عدم وجود اللاعب الخطير باسم عباس للإصابة مما أثر كثيراً على عقل ومخ هوار ملا محمد· وفي الشوط الثاني لم يتبدل الحال كثيراً للمنتخب العُمانى ولمديره الفرنسي لوروا التعليمات بالضغط في كل ركن في الملعب واستخدام الأطراف عن طريق حسن مظفر الذي وجد شارعاً كبيراً بعد خروج مهدي كريم الممتاز في وسط ملعب العراق والتحرك الأكثر لفوزى بشير في الجبهة اليمنى لاستغلال الماسحة الشاغرة طوال أكثر من 45 دقيقة، مع التنويع في الناحية الهجومية بعد أن كانت في الشوط الأول من القلب الدفاعي· كما أن لوروا استخدم أكثر الشيبة والمظفر مع المساعدة القوية للعجمي على الجانب الأيسر والميمني تحت رأسي الحربة وترك كانو في وسط الملعب الدفاعي وحيداً مع تقريب خط الدفاع إلى أقرب نقطة في الوسط وهي كانو مع التعديل للطريقة أثناء الأداء إلى 4-3-3 والاكتفاء بثلاثي خلفي فقط في ظل عدم وجود خطورة حقيقية للهجوم العراقي ويتحرك أكثر الحوسني وربيع قبل تغير الاثنين، وهو اختيار ممتاز للفرنسي باراحة نجمي الفريق بالإضافة إلى الخطير القدير صاحب التغيير المعنوي للمنتخب العماني بدر الميمني لينهي منتخب السلطنة المباراة برأس حربة واحد هاشم صالح ووجود رباعي في منطقة المناورات وثلاثي في الخلف ومن خلفهم قلبا الدفاع وتتحول 2-3-4-1 للسيطرة على وسط الملعب وعدم اعطاء فرصة للعراق في تخطى وسط الملعب· كان العراق في الشوط الثاني على موعد مع أول تعديل خاطئ جداً لمدير فني بحجم البرازيلى فييرا بخروج مهدي كريم المؤثر جداً في الجبهة اليمنى دفاعيا، وكان من المفروض ان يستمر مهدي والعودة إلى مركز المدافع الايمن واعتقد ان التبديل التكتيكي الافضل في ظل ظروف صعبة ودخول سلام شكر إلى القلب ليبقى لاعب لديه مجهود وخبرة جبارة· وبالتالي وبعد تبديل مهدي لم يتبق أي من الأطراف نظرا لدخول هوار في القلب الهجومي تحت رأسي الحربة والتعامل الأمثل 4-2-1-2 وانتشار لاعبي العراق في الأجناب وخاصة يونس وكريم ولكن دون مساعدة من الوسط للضغط العالي للاعبي عمان في كل انحاء الملعب· ويؤخذ أيضاً على فييرا التأخير في اشراك لاعب بقيمة عماد محمد للاستفادة من خبرته وخاصة أن المباراة بدأت تأخذ طابع الهجوم الكاسح لعُمان، ولذلك كان يتطلب وجود مجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرة في كل مركز وهو متواجد لدى العراق من الدفاع والوسط وخط الهجوم لينهي العراق اللقاء بطريقة هجومية نسبياً دون الخوف أو الحذر من نتيجة اللقاء باعتماده على البديل أوس إبراهيم وسلام شاكر وثلاثي الوسط قصي وكروبي وسامر سعيد وصانع لعب هوار ورأسي حربة يونس وعماد محمد أي أن الخطة تحولت إلى 3-3-1-·2 ولم يكن المدرب جورفان فييرا موفقاً بوضعه تشكيل سيئ من البداية، بالإضافة إلى التبديل أثناء اللقاء، وهبوط حاد لمستوى قصي منير وهوار ملا محمد ، على عكس اللقاء السابق، وكما أن العصبية الزائدة للاعبين ولدت أخطاء كانت كفيلة بخروج العراق من البطولة والعملية التحضيرية لفريق بحجم العراق لابد من تداركه قبل الدخول في كأس العالم للقارات والفردية في الأداء لكل عناصر الفريق يدخل فيها فييرا بوضعه عناصراً لأول مرة تتجمع في لقاء رسمي· أبرز عيوب المنتخب العُماني تمثلت في أن الأطراف في النواحي الدفاعية سيئة جداً، وستظهر جدياً في اللقاءت القادمة مع منافس أفضل في الروح والتكتيك والتسرع في انهاء الهجمة كانت أخطر العيوب في بداية المباراة
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©