أبوظبي (الاتحاد) - اختتمت أمس أعمال قمة الشرق الأوسط للإضاءة والطاقة الذكية في فندق روكو فورتي بأبوظبي، والتي كانت قد انعقدت برعاية بلدية مدينة أبوظبي، وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، وبمشاركة محلية وإقليمية وعالمية، حيث استمرت أعمالها يومين، وشهدت العديد من أوراق العمل المحلية والإقليمية والعالمية.
وقدمت المهندسة منى رزق، من بلدية مدينة أبوظبي، خلال أعمال اليوم الختامي للقمة، ورقة عمل، تطرقت من خلالها إلى استراتيجية بلدية مدينة أبوظبي في مجال تطبيقات الإضاءة الذكية، وخططها لترشيد استهلاك الطاقة في عدد كبير من المشاريع التي قامت بها مؤخراً.
وأشارت زرق إلى أن البلدية تعمل على تطبيق أجندة إمارة أبوظبي، والتزامها نحو خلق بيئة مستدامة للبنية التحتية، تماشياً مع الرؤية والتوجيهات التي أطلقتها حكومة أبوظبي، والخاصة بالتأكيد على أهمية تبني السياسات والبرامج الهادفة إلى تطبيق معايير الاستدامة والترشيد في استهلاك الطاقة واستثمار الطاقة المتجددة في مسيرة النمو والتطور التي تشهدها إمارة أبوظبي، واعتماد أعلى معايير الاستدامة الدولية في المشروعات التي يتم تنفيذها في الإمارة، وذلك بالشكل الذي يعزز من جودة الحياة لسكان الإمارة والمساهمة في تحقيق “رؤية أبوظبي 2030”، وذلك ضمن بيئة اقتصادية مستدامة تمكن من تنويع مصادر الدخل وترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
واستعرضت رزق خلال ورقتها أهم المشاريع التي انطوت تحت عنوان استراتيجية ترشيد استهلاك الطاقة عبر اعتماد أنظمة إضاءة حديثة أقل استهلاكا للطاقة وأكثر فعالية في إنارة الشوارع والجسور والمرافق العامة، مشيرة أن هذه الخطة قد خولت البلدية للحصول على جائزتين عالميتين في مجال الإضاءة.
وأشارت إلى أن أنظمة الإضاءة الحديثة شملت العديد من المنشآت ضمن خريطة بلدية مدينة أبوظبي واختصاصاتها مثل إنارة جسر الشيخ زايد وجسر المقطع وجسر المصفح ومسجد الشيخ زايد ومتنزه خليفة وكورنيش أبوظبي وشارع المرور وشارع الشيخ راشد وحديقة بين الجسرين وحديقة بني ياس.
وأوضحت أن البلدية أولت اهتماما كبيرا ليس على صعيد ترشيد استهلاك الطاقة فحسب، بل وفي مجال تقديم تصاميم مبتكرة لأنظمة الإضاءة، تعكس مشهدا جماليا للمرافق والشوارع والجسور، وفقاً لمعايير ومواصفات عالمية.
كما قدمت رزق دراسة مقارنة ما بين مفاهيم الإضاءة في السابق والرؤية العصرية للإنارة، موضحة أن الانتقال من الإضاءة المعتمدة على المصابيح الغازية التقليدية إلى اعتماد أنظمة”أل أي دي”الحديثة ساهم في التقليل الكبير من استهلاك الطاقة وقلل نسباً كبيرة من الانبعاثات الغازية الناجمة عن إنتاج الطاقة واستخداماتها، وبالتالي حقق الجدوى من برامج الترشيد. مشيرة إلى أن استخدام الإنارة الحديثة أعطى بعدا جماليا وحضاريا لنوعية الإضاءة وفعاليتها، سواء في الشوارع أو في المباني والمرافق العامة.
وأشارت إلى أن بلدية مدينة أبوظبي تمضي قدما في تطبيق مشروعها الرائد في مجال تطبيقات الإنارة المستدامة، وذلك انطلاقا من مشروع شارع السلام، والذي حصلت البلدية بموجبه على جائزتين عالميتين في مجال الإنارة الذكية والمستدامة المبتكرة.
كما شهد اليوم الختامي عدداً من أوراق العمل العربية والعالمية، حيث قدمت أمانة مدينة الرياض نبذة حول مشاريع الإنارة الحديثة في الرياض، ومشروع استبدال أنظمة الإضاءة في الشوارع. كما قدم ممثلو الوفود المشاركة أوراق عمل حول آليات وأهداف تغيير أنماط الإضاءة في المدن، وورقة أخرى حول أنظمة التحكم وإدارة الطاقة والإنارة في الشوارع وفي المنشآت والمرافق العامة، وأخرى حول مستقبل الإضاءة.
وقد أكدت جميع الدراسات المقدمة وأراق العمل أهمية تفعيل ثقافة الاستدامة في استخدام الطاقة، والانتقال بشكل منهجي إلى استخدم الإنارة الذكية والحديثة، والعمل على تقليل الانبعاثات الغازية، وحماية البيئة، من خلال تطبيق برامج فعالة لترشيد استهلاك الطاقة، والاعتماد أكثر فأكثر على الطاقة المستدامة والمتجددة.
كما اتفق المؤتمرون على أهمية متابعة التطورات التكنولوجية في مجال صناعة الإنارة التي تحمل جديداً كل يوم في مجال منتجات الإنارة صديقة البيئة الأكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة، واجمعوا على وجوب إدخال أنظمة تحكم للإنارة العامة أكثر فاعلية في عمليات التشغيل والتخفيض التدريجي لمستويات الإضاءة في الفترات المتأخرة من الليل، من دون أن يؤثر ذلك على السلامة العامة.
يذكر أن القمة نجحت في استقطاب أكثر من 200 شخصية من كبار ممثلي الحكومات والبلديات والشركات المعمارية والهندسية وشركات الطاقة، وكوكبة من أميز المتحدثين الذين شاركوا في قمة الشرق الأوسط للإضاءة الذكية والطاقة 2012، وتناولت محاور المؤتمر الفرص والتحديات التي تواجه مبادرات الإضاءة الذكية، كما طرحت أحدث التقنيات ودراسات الواقع الراهن للطاقة والإضاءة وتحديات المستقبل.
عدد اليوم
