الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ميركل.. زعيمة تقود أوروبا دون منازع

ميركل.. زعيمة تقود أوروبا دون منازع
20 نوفمبر 2015 02:51
بروكسل (أ ف ب) بعد عشر سنوات من تسلمها منصبها، لا تزال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رغم تراجع شعبيتها في بلدها قائداً بلا منازع في أوروبا التي تواجه عدة أزمات، بحسب محللين. وباسم القيم الأخلاقية للاتحاد الأوروبي، قررت ميركل استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين في ألمانيا بعد أن ساعدت في الحفاظ على تماسك منطقة اليورو في خضم الأزمة اليونانية، وكانت من منسقي الرد الأوروبي على النزاع الأوكراني. وبفضل تفوق ألمانيا الاقتصادي مقابل الضعف النسبي لشركائها الأوروبيين، بات ينظر إلى ميركل بوصفها «إمبراطورة أوروبا»، حتى وإن أحرق متظاهرون دمية تمثلها في اليونان واعتبرتها دول شرق أوروبا مسؤولة عن تدفق المهاجرين. وبسبب أزمة الهجرة، ترنحت شعبيتها في ألمانيا في وقت الاتحاد الأوروبي هو أحوج لقيادة قوية. وبما أن الاتحاد الأوروبي كان عاجزاً عن استباق الأزمات، أصبح من واجب ميركل أن تتجنب انهيار الاتحاد، وفق «جودي دمبسي» عضو مؤسسة كارنيجي أوروبا، ومؤلفة أطروحة عن المستشارة الألمانية، التي تضيف «إنها مهمة لا تحسد عليها، ومحفوفة بالمخاطر». ودلالة على قوة نفوذها، حلت ميركل ثانية في ترتيب مجلة فوربس للشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم بعد فلاديمير بوتين منتزعة الموقع من باراك أوباما. ووصفتها مجلة ذي إيكونوميست الاقتصادية حديثاً على صفحتها الأولى بأنها «الأوروبية التي لا غنى عنها». ويقول «يانيس إيمانوليدس» من مركز السياسة الأوروبية «إنها اضطلعت خلال السنوات الماضية بدور حاسم في حل الأزمات والحالات الصعبة». لكن هذه المرأة التي تمتد جذورها إلى ألمانيا الشرقية السابقة تسلمت قيادة ألمانيا في 2005 حيث حرصت على العمل بتكتم وتدريجياً لإعادة العلاقات مع واشنطن بعد معارضة برلين وباريس للغزو الأميركي للعراق في 2003. وتحمل ميركل دكتوراه في الفيزياء وتميل إلى اتباع نهج علمي في حل المشكلات، لذلك أظهرت في البدء ترددًا حول أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو. وساهمت السياسة المتشددة التي تمثلها ألمانيا الداعية إلى التقشف في البلدان التي تجتاحها الأزمات في جعلها شخصاً غير محبوب خصوصًا في اليونان حيث لا تزال ذكرى الاحتلال النازي حية. ولكنها هي التي تدخلت وحسمت أمر بقاء اليونان في منطقة اليورو الصيف الماضي. وفي ما يتعلق بأوكرانيا، وفي حين نأت سائر دول أوروبا بنفسها، تدخلت ميركل وتوجهت مع الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إلى مينسك للتفاوض حول وقف لإطلاق النار في فبراير الماضي. ويعتقد أن ميركل هي المسؤول الأوروبي الوحيد الذي يحظى باحترام الرئيس بوتين. وكانت أزمة الهجرة مناسبة جديدة لها لتأكيد زعامتها الأوروبية عندما فاجأت العالم بإعلان فتح أبواب ألمانيا أمام اللاجئين السوريين في حين كان عدد كبير من القادة الأوربيين يبدون قلقاً من تصاعد قوة الأحزاب الشعبوية المعارضة للهجرة. لكن هذا الموقف أربك قليلاً مكانتها في أوروبا واتهمتها دول أوروبا الوسطى والشرقية بتشجيع المهاجرين على التدفق إليها للتوجه إلى ألمانيا. وذهب رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان إلى حد رفض «الأخلاقيات الإمبريالية» التي قال إن ميركل تمثلها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©