الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الغارات الجوية تزيد من تدفق النازحين في سوريا

9 نوفمبر 2012
باب الهوى (سوريا) (ا ف ب) - تشهد مخيمات اللاجئين العشوائية التي أقيمت داخل الأراضي السورية قرب الحدود التركية كل يوم تدفقاً للاجئين الذين شردهم تكثف غارات الطيران في شمال غرب البلاد. ويبذل المتطوعون أقصى جهودهم لمواجهة الأزمة الإنسانية، لكن الوضع يدفع البعض إلى أن يفضلوا العودة إلى منازلهم رغم القنابل التي يلقيها الجيش على مناطق لم يعد يسيطر عليها ميدانياً، بدلاً من قضاء فصل الشتاء في خيمة. وتقول فاطمة غربية التي وصلت الثلاثاء مع زوجها وأولادهما الأربعة إلى مخيم لا يزال قيد الإنشاء قرب مركز باب الهوى الحدودي “ننتقل من قرية إلى أخرى، لكنه يقصفون الآن كل مكان”. وهذا المخيم هو الثالث الذي يقام في هذه المنطقة الحدودية الصغيرة بعد مخيمين في اطمة والقاع اللتين تستضيفان آلاف اللاجئين. وبالنسبة لمحمد غربية ابن عم فاطمة، فإن الانتقال إلى المخيم كان نزوحاً ثانياً. فقبل شهر، أغلق محله في دمشق على أمل أن يكون بمنأى عن المعارك في مسقط رأسه في محافظة إدلب. وأخيراً كان الخطر هناك أكبر، ويأمل الآن أن يؤدي القرب من الحدود التركية إلى ثني قوات الرئيس السوري بشار الأسد عن القصف. وقال “لا يمكننا العودة طالما أن النظام لا يزال قائماً، لأننا شهدنا أموراً رهيبة قام بها”، مضيفاً “إنهم يقصفون بشكل دائم وفي كل مركز تفتيش، مجرد كون الشخص يتحدر من منطقة إدلب، يمكن أن يؤدي إلى مقتله أو أن يؤدي به إلى السجن”. وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 2,5 مليون شخص تضرروا بقوة من جراء الحرب، وبينهم حوالى 360 ألف لاجئ مسجلين رسمياً في الدول المجاورة لسوريا. والقادمون الجدد إلى المناطق الحدودية يأتون من بلدات شهدت غارات والمعارك الأعنف في الأسابيع الماضية. ويقول غسان الشيخ المتطوع البالغ من العمر 52 عاماً الذي يساعد في مخيم اللاجئين في مدرسة اطمة إن “تدفق اللاجئين رهن بكثافة القصف. في بعض الأيام يصل حوالي مائة، وفي أحيان أخرى 500. وأول من أمس استقبلنا ألف لاجئ”. وفي مخيم القاع الذي أقيم قبل أقل من شهر، كان هناك أربعة آلاف لاجئ. لم يعد هناك خيم، والواصلون الجدد سيكون عليهم النوم تحت أشجار الزيتون أو في سيارات أو في مسجد في انتظار أن يصبح لهم مكان في المخيم. وليس هناك كهرباء ولا مراحيض كافية. الأطفال يعانون الإسهال وليس هناك سوى وجبتين في اليوم مؤلفة من خبز وجبن وطماطم وبعض الزبدة والمربى في الصباح، وعشاء يحضر في مدرسة اطمة. وتقول فدوى الصالح (40 عاماً) الأم لسبعة أطفال، إن هذا الوضع لم يعد يحتمل وإنها أصبحت تفضل العودة إلى منزلها رغم القصف. وتضيف أن ليس هناك أي تجهيزات في المخيم لابنتها المعوقة البالغة من العمر 11 عاماً وتدعى ابتهال. وفدوى التي انهارت بالبكاء تنتظر من دون جدوى وصول زوجها لإعادتهم إلى المنزل. وقالت “أريد العودة إلى المنزل، ولا شيء آخر يهم”. ولم تكن تهتم أبداً بالسياسة، لكنها تقول الآن إن السلام غير وارد قبل رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. لكن ابنها مصطفى البالغ من العمر ثلاثة أعوام يقول “أحب بشار لأنني لا أريد أن يطلقوا النار علي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©