نشهد هذه الأيام معاناة العديد من دول العالم من التفكك والتقسيم، ولكن ها هي الإمارات العربية المتحدة تضرب أروع الأمثلة باحتفالها بيوم اتحادها الـ 43 بفضل من الله ثم من حكمائها، وهذا ما يستحق الوقوف عنده مطولاً لاستخلاص العبر والدروس ولإدراك سبل وأسباب المحافظة على هذه الوحدة المباركة بإذن الله.
لقد سعى جاهداً الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) لتوحيد الإمارات والتي تكللت بالاتحاد ولم يتحقق ذلك من دون التخطيط والبذل والعطاء والتنسيق والتضحية وهذا يحتاج لمبحث مستقل ومطول، لكن ما نريده هنا أن ندرك سبل نجاح الاتحاد، وأعتقد بأن هنالك عدة محاور أساسية عملت ومازالت الدولة بقيادتها الرشيدة تعمل عليها كالمتابعة المباشرة من أصحاب السمو لشؤون الدولة والرعية، وسيادة القانون وخدمة الإنسان وتطوير مؤسسات وأجهزة الدولة والعمل الخيري.
لقد تميز الشيخ زايد بن سلطان (رحمه الله) بخصال عديدة ومنها سعيه الحثيث للمتابعة المستمرة لمختلف شؤون الدولة والرعية ولأدق التفاصيل المهمة وقد سار على نهجة صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد (أطال الله في عمره) وكذلك أصحاب السمو الشيوخ الأفاضل، فمنذ إنشاء الاتحاد حرصت القيادة الرشيدة على احترام سيادة القانون فبجانب تطوير القوانين الناظمة للحياة فقد عملت الدولة على صياغة ثقافة قانونية للناس وتطبيق القانون بذراعيه الشرطة والقضاء بكل عدالة بعيداً عن التمييز والواسطة والمحاباة.
أما في خدمة الإنسان فقد كان مركز اهتمام الشيخ زايد (رحمه الله) ونهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد (أطال الله في عمره) أن الإنسان هو الأساس وأن الموارد كلها لخدمته ورفعته فكانت التوجيهات واضحة وانعكست على أرض الواقع فتسعى الدولة لتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين وتقديم أرقى الخدمات من خلال مؤسسات ووزارات تتسابق في التميز لتقديم أفضل الخدمات للمراجعين.
أما العمل الخيري الذي أصبح طابعاً يلازم الدولة وقيادتها الكريمة فقد وصل لأقصى بقاع الأرض بمشاريع ومعونات وإغاثات لكل من تطالهم من البشر دون تمييز لعرق أو دين أو جنسية.
حفظ الله دولة الإمارات العربية المتحدة تراباً وقيادة وشعباً وأدام الله الأمن والأمان.
سامي أحمد الساكت
مستشار وزارة الداخلية الأسبق
مدير كلية الشرطة في أبوظبي الأسبق
عدد اليوم
