الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

من السودان إلى الإنترنت.. وطيس الحرب السرية مع إيران يشتد

9 نوفمبر 2012
واشنطن (رويترز) - من هجوم جوي على مصنع سوداني وجهت أصابع الاتهام فيه إلى إسرائيل، إلى الحرب الإلكترونية عبر أثير الإنترنت وإسقاط طائرة دون طيار في إسرائيل، يبدو وطيس الحرب السرية بين إيران وخصومها يشتد وينتشر. ويرى الخبراء أن احتمالات شن هجوم عسكري إسرائيلي مباشر على برنامج إيران النووي قد تراجعت حالياً. وبالنسبة للولايات المتحدة والقوى الأوروبية مازال التركيز ينصب على عقوبات على الصادرات النفطية تتزايد أضرارها على الاقتصاد الإيراني يوما بعد يوم. لكن أميركا وإسرائيل وجهتا موارد للعمليات السرية حملة تحفز إيران على الرد بالمثل. فالشبهات تحوم حول متسللين إيرانيين، فيما لحق بأجهزة الكمبيوتر في منشآت نفطية سعودية من ضرر، كما تم إسقاط طائرة بدون طيار أطلقها “حزب الله” اللبناني فوق إسرائيل، وكلها أساليب وأدوات كانت حكرا على الولايات المتحدة، لكن الشواهد تؤكد الآن أن جميع الأطراف تستخدمها. ويعتقد البعض أن تزايد الخسائر البشرية في سوريا يمثل في جانب منه إحدى عواقب حرب بالوكالة تجري وقائعها على الأراضي السورية. وكافحت وكالات الاستخبارات الأجنبية عشرات السنين لمنع إيران ودول أخرى من الحصول على مواد نووية، بينما عمدت كل من إيران وإسرائيل منذ فترة طويلة إلى وخز الآخر في ساحات حرب بالوكالة، لا سيما لبنان والأراضي الفلسطينية. ويعتقد أن الولايات المتحدة وإسرائيل استخدمتا فيروس الكمبيوتر ستاكسنت لاستهداف أجهزة الطرد المركزي النووي الإيرانية. كما يعتقد أن الموساد الإسرائيلي ضالع بعمليات اغتيال لعدد من العلماء النوويين الإيرانيين، وهذه العمليات أدت إلى استهداف دبلوماسيين إسرائيليين في الهند وجورجيا وتايلاند، وعلى سياح إسرائيليين في بلغاريا، بالقنابل . وما تحاول إيران فعله الآن يمثل في جانب منه المزيد من الرد الانتقامي. لكن ربما تكون هذه إشارة من حكامها إلى أن إيران لديها مجموعة من الخيارات الجديدة تنطوي على أضرار محتملة إذا تعرضت منشآتها النووية للقصف. ويعتقد منذ فترة طويلة أن إيران تخصص موارد لبرنامج لصناعة الطائرات بدون طيار، وربما تكون حصلت على معلومات مفيدة بعد سقوط طائرة أميركية متطورة دون طيار من طراز “سنتينل” على أراضيها العام الماضي. ورغم أن طائرة “حزب الله” التي أسقطت لم تكن مزودة بأسلحة، فقد يكون صعبا منع هجوم بعدة طائرات محملة بالمتفجرات. وازدادت هذا العام الهجمات الإلكترونية التي يعتقد أن منشأها إيران، ورغم أن الهجمات على بنوك أميركية التي يعتقد أنها رد على العقوبات الأميركية والغربية كانت بسيطة نسبيا، فإن الهجمات على حلفاء الولايات المتحدة في الخليج كانت أكثر تطوراً. وأكثر الهجمات مدعاة للقلق تلك التي وقعت على شركة (أرامكو) النفطية السعودية ومنشآت قطرية لتصدير الغاز. وفي الشهر الماضي وصف وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الهجوم على (أرامكو) بأنه أكثر الهجمات التي تعرضت لها شركة خاصة تطوراً حتى الآن، إذ دمر فعليا عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر، لكهنم يصل إلى حد اتهام طهران مباشرة. وقال مسؤول سابق في الاستخبارات المركزية الأميركية “المشكلة أن هذه أشكال سرية من الحرب نادراً ما تناقش علانية، ومع ذلك فإن عواقبها قد تكون هائلة، فماذا نفعل مثلاً إذا اتضح أن بوسع الإيرانيين وقف إنتاج النفط السعودي بأكمله”. وفي غياب المفاوضات المباشرة فإن مثل هذه الأفعال يمكن أيضا أن تصبح أداة دبلوماسية. وقال إرييل راتنر زميل مؤسسة ترومان للأمن الوطني “الهجمات الإلكترونية وطائرة (حزب الله) تعد تصعيداً من المعسكر الإيراني، لكن جانباً كبيراً مما يجري في هذا الإطار مجرد إشارة من أحد الطرفين للآخر”. وربما يفسر ذلك أيضا في جانب منه هجوما يعتقد أنه إسرائيلي على مشارف العاصمة السودانية الخرطوم يوم 23 أكتوبر تسبب في حريق كبير بمصنع اليرموك للسلاح. وقال بلال صعب مدير معهد التحليلات العسكرية للشرق الأدنى والخليج “إسرائيل تستعرض عضلاتها على المستوى العسكري كما أنها تبعث برسالة إلى طهران وواشنطن أنها لن تتردد في استخدام القوة للدفاع عن نفسها”. ورفضت إسرائيل التعقيب بعد أن قال مسؤولون سودانيون إن أربع طائرات إسرائيلية شنت الهجوم. ورفض مسؤولون أميركيون التعقيب، لكن وكالات الاستخبارات تشتبه منذ مدة أن إيران تهرب أسلحة إلى أريتريا والسودان وعبر مصر إلى حركة حماس في غزة. وبدا أن زيارة سفينتين حربيتين إيرانيتين للسودان لأربعة أيام الأسبوع الماضي عقب هجوم على مصنع السلاح كانت عرضاً غير عادي للتضامن بين البلدين. كما أعتقد البعض أن إسرائيل تزيد من دعمها لجنوب السودان المستقل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©