الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البحث عن القصدير يدمر البيئة في إندونيسيا

البحث عن القصدير يدمر البيئة في إندونيسيا
11 ابريل 2007 00:16
سونجين (اندونيسيا)-رويترز: تنتهي فجأة صفوف طويلة من اشجار جوز الهند على الشواطيء الإستوائية لجزيرة بانجكا الاندونيسية لتكشف عن تضاريس قبيحة تتسم بقدر كبير من الدمار من جراء انشطة التعدين في مشهد يعيد للاذهان صورا موحشة لسطح القمر· كما تظهر على سطح الأرض في المنطقة فوهات عميقة في مساحة ملعب كرة القدم الى جانب فوهات اصغر مليئة بمياه لازوردية اللون تتلألأ تحت اشعة الشمس المدارية اما المياه فذات درجة حموضة عالية للغاية· ''هنا·· مرحبا بكم في منطقة تعدين القصدير في بانجكا'' حيث يقوم عمال المناجم بحفر آبار عميقة بالمنطقة للتنقيب عن خام الفلز الثمين الذي يستخدم في طلاء العبوات المعدنية وتبطين الاوعية واشغال اللحام في الاجهزة الالكترونية الدقيقة· وفي مواجهة معارك طاحنة ومستديمة مع الملاريا ومخاطر الحوادث مثل الغرق او الانهيارات الارضية يقيم عشرات من عمال المناجم معسكرات في قرية سونجين الكائنة في ادغال اندونيسيا وهم يبحثون عن مترسبات خام القصدير في مناجم مهجورة· وساهمت ندرة القصدير عالمياً وتضاؤل العرض الى دفع الفلز في اتجاه صعودي ليبلغ سعرا قياسيا عند 14 الف دولار للطن في بورصة لندن للمعادن حيث يجري تداوله· وفي الاونة الاخيرة لم تنتج مناجم بانجكا كميات وفيرة من هذه الثروة ولا يستطيع عمال المناجم كسب قوت يومهم الا بالكاد في هذا الفردوس الاستوائي· واتخذ كثير من السكان المحليين من استخراج خام القصدير حرفة بديلة عن زراعة الفلفل الاسود التي هجروها بسبب تراجع اسعار هذه التوابل في الاسواق العالمية· وقال سوهاندري وهو ينفث دخان سيجارته تحت مكان ظليل بعد ان أمضى ساعات وقد غاص في إحدى الحفر العميقة في سونجين بحثا عن خام القصدير ''ليس لدي من النقود ما يكفي كي ابدأ عملا تجاريا جديدا· لم اكمل حتى تعليمي·'' وتقف الآلات الثقيلة العملاقة التي تقوم بحفر منجم جديد شاهدا قاتما على الدمار الذي يلحقه نشاط التعدين الجامح بالمناظر الطبيعية الخلابة في بانجكا الواقعة الى الشرق من جزيرة سومطرة· وقال سوهاندري وهو اب لخمسة اطفال عمره 49 عاما ''قولوا لي ما هو العمل الآخر الذي يمكنني ان ازاوله·'' واندونيسيا هي ثاني أكبر دول العالم انتاجا للقصدير بعد الصين وتساهم بنحو 40 في المئة من حجم امدادات القصدير في العالم· وكانت شركة بي تي تيماه اضخم شركات البحث عن القصدير في العالم تملك مناجم سونجين وقامت الشركة بردم الحفر بالاتربة وزرعت اشجار السنط (الاكاسيا) واشجار جوز الكاشو بعد ان اوقفت عملياتها في اوائل التسعينات من القرن الماضي· الا ان السكان المحليين عادوا الى حفر المناجم العتيقة عام 1998 خلال ذروة الازمة الاقتصادية الطاحنة في اندونيسيا· وبالاستعانة بأحواض مسطحة وتيار مستمر من المياه يقوم عمال المناجم باستخلاص خام القصدير الاسود الاشهب اللون بترشيحه من الرمال والاتربة التي تنقل من الفوهات· ويصبح الماء عالي الحموضة بدرجة كبيرة عند خلطه بخام القصدير المستخلص من باطن الارض· وقال اندي البالغ من العمر 25 عاما ''الفقراء مثلنا ليس امامهم من خيار·'' واضاف ''مازلت اقوم بالتعدين الا ان عدد المشترين تراجع· لست واثقا من المستقبل·'' وعبر كثير من عمال المناجم عن اسفهم لاغلاق عشرات المصاهر الصغيرة في العام الماضي بعد اتهامها بتلويث البيئة والاضرار بها بخلاف مزاولة النشاط بدون ترخيص· وادت حملة الحكومة على هذه المصاهر في العام الماضي الى الارتفاع الجنوني في اسعار القصدير في اسواق العالم الا ان هذا لم يستفد منه عمال المناجم· واسقط في يد اندي الذي يعمل في العاصمة الاقليمية بانجكالبينانج عندما بلغه ان اسعار القصدير قد تجاوزت التوقعات· وقال ''يبدو ان الحقيقة مختلفة·'' واشارت تقديرات المعهد الدولي لبحوث القصدير الى وجود عجز في انتاجه صناعيا في الاسواق يبلغ 30 الف طن في عام 2007 بسبب القيود المفروضة على امدادات الفلز· ويمول المعهد اساسا المنتجون الرئيسيون للقصدير واصحاب المصاهر ويسعى المعهد الى دعم صناعة الفلز وتشجيع استخدامه· وقال المعهد إن الاستهلاك العالمي زاد بنسبة 8,6 في المئة في عام ·2006
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©