السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«واقعي في صورة».. بعدسات الأطفال

9 نوفمبر 2012
بيروت (أ ف ب) - عندما نظر الفتى الفلسطيني خليل قزوح (13 عاماً) إلى صورة التقطها لسيدة في منزلها المتداعي في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت، قبل ترميمه، تذكر الظروف المزرية هناك، ولكنه سرعان ما أشار بفخر إلى صورة أُخرى بجانبها، حيث تبدل كل شيء وبات منزل السيدة “مرتباً ونظيفاً”. وقزوح، واحد من مجموعة أولاد في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الأحد عشر، يُعرض نتاج عدساتهم في معرض تحت عنوان “واقعي في صورة”، افتتح مساء أمس الأول في “مسرح المدينة” في بيروت، ولكل صورة فيه قصة معاناة وشقاء، وأمل. وضم المعرض نحو 100 صورة ملونة متعددة الأحجام وعدد من الرسوم، وخصصت 50 صورة لموضوع التعليم والتقطت 50 أُخرى لمنازل قبل مرحلة إعادة ترميمها وبعدها. وهي تعبر عن التغيير في حياة سكان المخيمات بعدما أعيد تأهيل منازلها الآيلة للسقوط وتحسين أوضاع مدارسها وظروف التعليم ومناهجه فيها، بفضل مشروعين نفذتهما وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا” بتمويل من الاتحاد الأُوروبي. وذكرت مديرة العلاقات الإعلامية في مكتب “أونروا” في بيروت هدى السمرا، أن الوكالة ستسعى إلى عرضها في مناطق مختلفة من لبنان وربما في بلجيكا ودول أُخرى، لإظهار “الطاقات الإبداعية لدى الطفل الفلسطيني على الرغم من أنه يعيش ظروفاً مادية ونفسية صعبة”. وأوضحت السمرا لوكالة “فرانس برس” أن المعرض هو تتويج لمشروعين: الأول تعليمي، والثاني عن إعادة تأهيل المنازل الآيلة للسقوط من خلال “عيون الأولاد”. وقالت “نعمل منذ سبعة أعوام على تنفيذ المشروع التعليمي الممول من الاتحاد الأُوروبي بقيمة 15 مليون يورو، وقمنا بموجبه بتحسين ظروف التعليم من ناحية المباني المدرسية، فتخلصنا من نظام الدفعتين وبنينا سبع مدارس جديدة، وتحسين نوعية التعليم الذي يقدمه الأساتذة، وزدنا عدد الملاعب ليتمكن الأولاد من ممارسة نشاطات ترفيهية داخل المدرسة، وقدمنا دعماً للتلاميذ الذين يعانون صعوبات تعليمية ويحتاجون إلى دروس إضافية للتقوية”. وأضافت أن الاتحاد الأُوروبي قدم 12 مليون يورو لإعادة تأهيل المنازل وصرف بدلات سكن للنازحين من مخيم نهر البارد شمال لبنان. وتابعت “أردنا أن يكون التعبير عن هذين المشروعين من خلال عدسات الأولاد وعيونهم، فجمعنا 250 طفلاً للتصوير في الشق التعليمي و25 آخرين لالتقاط صور في شق إعادة تأهيل البيوت، وتولت تدريبهم على التصوير الفوتوغرافي المحترف جمعية “مهرجان الصورة-ذاكرة”، المعنية بإقامة دورات تدريب وندوات حول فن التصوير وتنظم معارض للصور”. وقال خليل قزوح إنه تدرب لمدة 8 أشهر على التصوير وأبرز، عبر آلة التصوير، التغيير في حياة عائلات كثيرة في المخيمات. وأوضح أنه أحب هذه الهواية ولكن لم يكن في مقدور والديه أن يشتريا له كاميرا. وتابع “هذا المشروع أتاح لي أن تعلم التصوير وأُصور واقعي اليوم، وصرت أكثر معرفة بقيمة الصورة التي توصل الفكرة”. وقالت المديرة العامة لمكتب الوكالة في بيروت آن ديسمورت، خلال كلمة ألقتها قبل افتتاح المعرض، “إن الصور مؤثرة جداً وتحمل الكثير من الدلالات وتجسد بالفعل واقع الأطفال، والصورة خير من ألف كلمة، ونرى بأم العين أن الأطفال الفلسطينيين في لبنان يستحقون العيش بكرامة وحياة آمنة وصحية والحصول على تعليم عالي النوعية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©