الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كم شمعة ستطفأ بعد ليلك قبل أن يزول؟»

«كم شمعة ستطفأ بعد ليلك قبل أن يزول؟»
1 ديسمبر 2014 23:44
القاهرة (الاتحاد) عاصفة من الحزن تفجرت في نفوس محبي وعارفي قدر رضوى عاشور. منذ اللحظة التي أعلن فيها عن وفاتها، مع الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين الأول من ديسمبر، ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «فيسبوك»، تدثرت بالسواد وانفجرت ألغام الذكريات والمواقف.. الكاتب والروائي الفلسطيني المعروف أنور حامد نعى رضوى عاشور بكلمات تحمل من الأسى قدر ما تحمل من المحبة الجارفة والتقدير لإنجازها ونضالها الثقافي والعروبي، كتب يقول «قرأت الخبر الفاجع.. رضوى لم تحتمل المشهد.. كم شمعة ستطفأ بعد ليلك قبل أن يزول؟»، وروى حامد جانباً من سياق معرفته بها وأسرتها الصغيرة «التقيتها وعائلتها للمرة الأولى في بودابست قبل 34 عاماً، مريد وتميم الطفل.. كانت في أوج عطائها، كما بقيت دائماً، على صغر سنها في حينه. كانت في صوتها لمسات حنان أمومي، لكن مجرد من (الوصاية) على الآخر.. أذكر أننا كنا نتحدث عن رواية (مئة عام من العزلة) لأديب نوبل الراحل جارثيا ماركيز، ولم تكن قد كتبت أياً من رواياتها بعد.. قالت إنها كانت تفكر في مشروع رواية، وحين قرأتها أقلعت، فماذا يمكن أن تضيف للمشهد الروائي بعد (مئة عام من العزلة)؟ قالت. غادرت بودابست بعد فترة عائدة إلى مصرها، جامعتها وطلابها وحياتها، لكنها بقيت تطل علينا بين الفترة والأخرى، بابتسامتها الحانية، ثم غادروا جميعاً، ولم أعد أراها إلا مصادفة، كانت آخرها في لندن قبل سنوات، ولم تتغير.. بقيت ابتسامتها وألمعيتها وصوتها الدافئ الحنون.. رضوى عاشور، وداعاً.. مريد، أيها الصديق المتعَب، قلبي معك». منجزها الأجمل أما المؤرخ والمثقف المحترم عماد أبو غازي، وزير الثقافة المصري الأسبق، وواحد ممن اتصلوا بعلاقة صداقة ومعرفة قوية ووطيدة بالراحلة الكبيرة، فكتب أن «أجمل ما أنجزته رضوى هي رضوى». الكاتب الستيني الكبير، علاء الديب، كتب ينعي رضوى عاشور قائلاً «الله يرحمها كانت من أنقى وأجمل الأديبات المناضلات.. (غرناطة) و(الطنطورية) و(فرج) و(سراج).. (أطياف).. نفحات من الأدب الذي لن يتكرر. انقطع سيل الإبداع من بعدك يا رضوى». المفكرة المناضلة المترجم المصري أحمد صلاح الدين، ودّع رضوى عاشور باكياً حزيناً، وكتب «وداعا رضوى عاشور.. مؤلم جداً أن يسمع الواحد خبر وفاة أحد عزيز عليه جداً، كان نفسي أشوفها بقالي فترة طويلة، بس للأسف محصلش، أول مرة أقابلها كان 1991 لما دخلت قسم إنجليزي، تعلمت منها الكثير، كانت نعم الأستاذة والأخت والأم، لا أنسى أبداً متعة الاستماع إليها في المحاضرات، ولا متعة الجلوس معاها في حجرتها بالقسم، ولا تشجيعها، ولا المرة اللي طلعت لي فيها المسرح عشان تحييني على أدائي لدور في مسرحية، ولا حفلة التكريم اللي عملتها لينا بعد نجاح المسرحية، ولا محاضرتها في تمهيدي الماجستير».. الكاتبة التونسية حياة الرايس، كتبت عن رضوى عاشور «الله يرحمها وينعمها صديقتي الروائية رضوى عاشور. عرفتها أول مرة في مؤتمر الأدباء العرب بالجزائر سنة 1984، ومنذ ذلك الحين ونحن أصدقاء. وكم جاءتنا إلى تونس التي كانت تحبها كثيرا وتصدح بصوتها وإن لم يعجب النظام.. وكم التقينا بالقاهرة.. والآن مريرة زيارة القاهرة بدونك حبيبتي الغالية». أما الشاعرة والناقدة المصرية فاطمة قنديل، فكتبت (رحل تاريخ من «الشرف والنبل» اسمه: رضوى عاشور.. لا أقول لمن كانوا ملء السمع والبصر والقلوب، ولمن صنعتهم مصر على عينيها، ليشبهوها تماماً: وداعاً.. أبداً). رضوى تودع رضوى «أنا مدرسة، أرى في رسائل التشاؤم فعلًا غير أخلاقي. قلت ذات مرة إن كل كتاباتي الروائية محاولة للتعامل مع الهزيمة. قلت: الكتابة محاولة لاستعادة إرادة مَنْفِيَّة. أنهيت رواية «ثلاثية غرناطة» بعبارة: «لا وحشة في قبر مريمة». وعلقت في محاضرة ليّ على ذلك قائلة: «ثلاثية غرناطة» لها طعم المراثي، يسري فيها خوف امرأة من القرن العشرين دارت عليها وعلى جيلها الدوائر، فشهدت نهايات حقبة من التاريخ هو تاريخها. ولكن التاريخ لا يعرف الخوف، إنه صاحب حيلة ودهاء، له مساريُه وديامسُه وجاريه، لا شيء يضيع، هكذا أعتقد».. أسطر في وداع رضوى * الروائي إبراهيم عبد المجيد: رضوى عاشور في ذمة الله.. الأدباء والكتاب يتوافدون على السماء. في 3 أسابيع فقدنا محمد إبراهيم مبروك ثم محمد ناجي ثم الليلة رضوى عاشور. يا أرحم الراحمين عطفك وغفرانك. * الكاتب المصري نعيم صبري: حزني ثقيل فادح هذا المساء. خبر مؤلم لمبدعة عظيمة، حزين جداً، لها الرحمة ولأحبائها السكينة. * الناقد خيري دومة: مثقفة من طراز فريد. يصعب أن ننسى صوتها. فإلى رحمة الله مع من رحلوا من الأحباب. * الكاتبة الكويتية سعدية مفرح: ختام سيئ لهذا اليوم بخبر أسمعه الآن: رحيل الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور، رحمها الله رفيقة درب الشاعر مريد البرغوثي ووالدة الشاعر تميم البرغوثي. * الروائية والناقدة المصرية هويدا صالح: أعراس تتصاعد للسماء، أدباء وفنانون، رضوى عاشور، ومن قبلها محمد ناجي، ومن قبله محمد إبراهيم مبروك، ومن قبله خالد صالح، ثم صباح، ثم سعيد عقل وغيرهم كثيرون في هذا العام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©