انطلاقاً من اهتمام مهرجان دبي السينمائي الدولي بالطفل والبرامج الداعمة له، فإنه يفرد في دورته التاسعة في الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر المقبل، مساحةً مميزة للسينما المتخصصة بالطفولة، التي تأتي جميعاً في إطار قصصي وإبداعي يحتفي بالمخيلة، من خلال مشاركات الأفلام التي سيعرضها هذا العام. وتتناغم الأفلام مع ما يترقبه جمهور مهرجان دبي السينمائي الدولي سنوياً من هذا البرنامج، حيث ستظهر على شاشة المهرجان الأميرة الضائعة وجنيات الغابة، وسيطل الدب الموسيقي على الاطفال، وسيتعرفون على الطفل الذئب.
صخر إدريس (دبي) - للحفاظ على جودة ما يقدمه المهرجان من اختيارات مميزة خاصة بالطفل والعائلة، فهناك معايير يلتزم بها القائمون على المهرجان لاختيار الأفلام المشاركة، حيث تقول ميرنا معكرون مديرة برنامج سينما الأطفال إن الاختيارات تكون دائماً، لأفلام لها تأثير على توسيع مدارك الطفل وشحذ خياله، وتشجيعه على إبداء رأيه في العالم من حوله.
مشاركات
ويشارك هذا العام أفلام خاصة بالطفل، من أهمها فيلم «برام المفعم بالحيوية» للمخرجة الهولندية آنا فان در هايدي، الذي يتحدث عن الطفولة الخاصة ومفارقاتها، حيث إن بطل الفيلم «برام» ليس إلا صبياً في السابعة من عمره، في بدايات عمره شديد الحماسة لدخول المدرسة في صفه الدراسي الأول، هذا الصبي الذي يتأمل العالم ملياً من حوله يصادف في الصف الأستاذ فيش، التقليدي المحافظ، الذي لا يلق بالاً ولا يعط اهتماماً على الإطلاق لما يدور في قلب وعقل برام من عوالم غريبة، ويمارس كل ما بوسعه دافعاً الطفل للتصرف بالطريقة التي يراها صحيحة من وجهة نظره، في حين يسعى والدا برام من جهتهما إلى إيجاد توازن ما بين سعادة ابنهما وتكيّفه مع أساليب الأستاذ فيش.
عالم الدببة
كما يخبرنا فيلم «إرنست وسيليستين» الذي قام بإخراجه كل من بينجامين رينير، وفينسنت باتار، وستيفان أوبير، عن مفارقات قد تحصل في العالم من خلال قصة أبطالها من الحيوانات، وهي صراع ينتصر فيه الخير أو لنقل المحبة التي قد تخترق وتكسر كل القوانين، ويخبرنا أنه من غير المستحب في عالم الدببة الطبيعي، أن يقوم دب بمصادقة فأرة. لكن الدب الكبير إرنست، الموسيقي والمهرج الذي يعيش على هامش مجتمع الدببة، يفتح بيته مرحباً بسيلستين رغم استنكار بقية الدببة، فسيلستين فأرة يتيمة هاربة من عالم الفئران تحت الأرض. سيجد كل منهما العزاء في الآخر، ولابد لسباحتهما عكس التيار أن تثير المشاكل.
نجمة عيد الميلاد
أما «ألفي الصبي الذئب الصغير» للمخرج جورام لرسن، فيضعنا أمام قصة تحول ألفي الصغير في ليلة عيد ميلاده السابع، إلى ذئب أبيض فروه كثيف وناعم. وهنا يحضر السؤال: كيف سيتمكّن ألفي من التعامل مع طبيعته الجديدة؟ فلا شكّ أن قدراته الذئبية خلال الليل تفوق بأشواط ما هو قادر على تحقيقه خلال النهار! فيلم خيالي مقتبس من رواية الكاتب بول فان لون، يصوّر أسطورة ألفي بأسلوب طريف ومؤثر يسحر الصغار كما الكبار، ويحتفي بالتفرد وتقبّل الذات وحب الآخر.
وفي سياق متصل يأتي فيلم «رحلة البحث عن نجمة عيد الميلاد»، المقتبس عن قصة من التراث النرويجي، ويروي مغامرات فتاة شجاعة، تسعى للعثور على «نجمة الكريسماس»، بهدف تحرير المملكة من اللعنة التي حلت بها، واستعادة الأميرة المفقودة، وهكذا فإنها ستخوض مواجهات مع الأشرار الذين يحاولون منعها من الوصول إلى النجمة. وليأتي كل ذلك مصاغاً بما يضع المشاهد الصغير والكبير أمام عوالم وشخصيات مبهجة على خلفية طبيعة خلابة، وبناء سينمائي محكم، مؤسس على براءة المخيلة وجمالياتها.
«غاتو»
آخر هذه الأفلام يأتي من الهند بعنوان «غاتو» للمخرج الهندي رجان خوسا، تجري أحداث هذا الفيلم في بلدة هندية، سكانها مغرمون بالطائرات الورقية، حيث تبدو السماء في تلك البقعة بحراً من الطائرات، لكن تبقى «كالي» الطائرة السوداء، الأسرع والأعلى. يحلم الفتى المشرد غاتو بأن تتفوق طائرته على «كالي» العظيمة، ولا ينجح في ذلك، والفرصة الوحيدة المتاحة لتحقيق حلمه تتمثل بالوصول إلى سطح مدرسة البلدة، ولينجح في ذلك فإن عليه التظاهر بأنه أحد تلامذتها. إنها حكاية مبهجة عن روح حرة، جعلته الفيلم المفضل لدى المهرجانات، وغاتو عازم على أن يكون على قدر التحديات!
«وراء كل إبداع طفولة حرة»، بهذه العبارة يعلق المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمر الله آل علي على أفلام برنامج «سينما الأطفال»، وتحت هذا العنوان تندرج مجموعة الأفلام المختارة قائلاً «إنها أفلام حظيت بإعجاب النقاد وصنّاع السينما حول العالم، وهي أفلام يندر عرضها في دور العرض، إنها مساحة لها مكانة سينمائية خاصة بالنسبة للمهرجان، ففيها تجتمع الطفولة بالإبداع».
عدد اليوم
