السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

زواج «عميد الأسرى» يعطي الفلسطينيين أملاً في الحرية

22 نوفمبر 2011 09:19
رام الله (رويترز) - في يوم زفافه الخميس الماضي، قال نائل البرغوثي عميد الأسرى الفلسطينيين المحرر منذ شهر واحد، بعد أن قضى اكثر من 33 عاما وراء القضبان داخل السجون الإسرائيلية، إنه حين كان سجيناً تمنى أن يبني ذات يوم مكتبة عالمية كبيرة للأطفال فقط في فلسطين. وفي منزله في بلدة كوبر قُرب رام الله، تم رسم أو نحت وجهه على كل حائط تقريبا وتدفق الآلاف لتحيته وتهنئته خلال غداء تقليدي من لحم الغنم والأرز. وقدم البعض له الهدايا والبعض الآخر الأموال. وقال إنه يجري الترحيب به ليس كشخص وإنما كفكرة كرمز للفلسطينيين. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي البرغوثي في الرابع من أبريل عام 1978 وحكمت محكمة إسرائيلية عليه بالسجن المؤبد لمشاركته في “عملية خاصة” قُتل خلالها جندي إسرائيلي، وتم الإفراج عنه بموجب صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين حركة “حماس” والحكومة الإسرائيلية. وعلى الرغم من أن العملية ليست شهيرة، إلا أنه يمثل للفلسطينيين رمزا للتضحية والتصميم. الكل سمع به. وقال إنه صدم حين رأى مدى تغير الضفة الغربية المحتلة منذ ذلك الحين لكنه سعيد بحجم نمو الوعي السياسي لدى الفلسطينيين. وأضاف أن العالم تغير وتطور كثيراً منذ أن دخل السجن ولكن كلما استمر الاحتلال ساءت الأوضاع. واشتهر البرغوثي بأنه “عميد الأسرى” لكنه يفضل كنية “أبو النور”. وحين اعتقل البرغوثي كان عضواً في الجناح المسلح لحركة “فتح”، لكنه انضم إلى “حماس” في السجن. وقال إن أهدافه الوطنية لا تزال كما هي على الرغم من تغير انتمائه السياسي. وقال ابن عمه أحمد البرغوثي “إن اليوم هو عيد وطني فلسطيني وليس مجرد زفاف نائل. وذكر أنه لم يقابله قط قبل الإفراج عنه لكنه سمع قصصاً عنه حين كان طفلاً. وأضاف وسط حشد كبير من الرجال الذين وقفوا في انتظار العريس أنه سعيد جدا لأن فصلاً طويلاً وظالماً في حياته وتاريخ الفلسطينيين انتهى. بعد ذلك بقليل وصل نائل البرغوثي محمولا على كتفي رجل. وأحاط به حشد كبير من الناس وأخذوا يرقصون ويغنون. وانتظرت عروسه وحبيبة عمره الأسيرة المحررة أيضاً إيمان نافع (47 عاما) بفستانها الأبيض في كامل زينتها داخل المنزل وحولها أُسرتها ومئات النساء. وعلى مدى سنوات كانت الصلة الوحيدة بينهما الخطابات والرسائل التي كانا يتبادلانها من خلال أفراد العائلة. وسجنت إيمان نفسها عشر سنوات بتهمة محاولة التخطيط لعملية “انتحارية” في مدينة حيفا وأفرج عنها عام 1997. وذكرت أن تجربتهما الفريدة تجمع بينهما وتعني أنهما يفهمان أحدهما الآخر أكثر مما يستطيعه أي أحد غيرهما. وقالت للمدعوين، فيما شقا طريقهما إلى ساحة الرقص، إن الإفراج عن نائل وزواجه منها يعطي للشعب الفلسطيني أملا في أن بوسع الجميع أن يكونوا أحرارا وسعداء. وتوفي والدا البرغوثي وهو في السجن. وأقرب أفراد عائلته الأحياء شقيقته الصغرى حنان وشقيقه الأكبر عمر الذي بقي في سجن إسرائيلي طوال الأعوام الثلاثة والعشرين المنصرمة. وحملت حنان سوارين ذهبيين وخاطبت المئات في قاعة الزفاف قائلة إن والدتها احتفظت بهما حتى تعطيهما ذات يوم لعروس نائل لكنها لم تستطع. وأضافت، بعينين دامعتين، أنها سعيدة بإحضارهما للعروس الآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©