الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ركن الفن» بوصلة نحو ملامح الجمال في البيئة المحلية

«ركن الفن» بوصلة نحو ملامح الجمال في البيئة المحلية
10 نوفمبر 2012
على مساحة واسعة، يستقبل الأطفال من عمر سنة واحدة إلى 12 سنة، سمح لهم بالتحليق بخيالاتهم، وإطلاق العنان لمشاعرهم وتشكيلها عن طريق الألوان، أو من خلال تطويع الصلصال والطين، وتشكيل لوحات مستوحاة من أعمال فنانين كبار، ومن البيئة المحلية، فحضرت الصحراء والبيئة البحرية بقوة وأعمال يدوية تراثية، وكل ذلك ضمن فعاليات ركن الأطفال، في إطار معرض فن أبوظبي، بمنارة السعديات، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، ويشهد إقبالًا كبيراً من الزوار. حرصت الجهة المنظمة على تقسيم المكان إلى زوايا مفتوحة على بعضها، تضم منطقة للعب الأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات، ليس ببعيد عنها ورشة مخصصة للأعمار من 3 إلى 5 سنوات تتضمن صناعة الأقنعة، وبناء المشهد، وورشة للذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 9 سنوات، وأخرى للناشئين بين 10 إلى 12 سنة. وشهدت أنشطة ورش ركن الفن، باعتبارها المنصة التي تتيح للصغار الاستفادة من رؤية وتجربة متخصصين كبار في مجال الرسم والتشكيل والنحت، إقبالا جماهيرياً كبيراً من قبل أولياء الأمور وضيوف المعرض، حيث اطلع الزوار على الأعمال الفنية في صالات العرض، وتابعوا جلسات النقاش والحوارات الفنية التي يحفل بها البرنامج العام المرافق للدورة الرابعة لهذا الحدث والتي ستستمر حتى 10 نوفمبر 2012 في منارة السعديات بأبوظبي، وحرصوا على مرافقة أبنائهم للاستمتاع بفعاليات ركن الفن. لوحات عالمية وزعت الألوان والأشكال والأدوات على الصغار في ورش يقودها مجموعة من المتخصصين في الفن، تركوا مساحة واسعة للطفل للتخييل ورسم مشاعره وخلق وإبداع لوحات عالمية مستوحاة من أعمال فنانين عالميين ومحليين ساهموا في نهضة الفن، مثل ميرو، وهو فنان أسباني كان يعتمد على الألوان الأساسية والأشكال الهندسية والخطوط المختلفة لرسم عالمه الخاص على لوحاته، وبيكاسو مؤسس الحركة التكعيبية، إضافة إلى أوكييف، وهي فنانة أميركية كانت ترسم لوحات مقربة للأزهار، كما استوحيت الأعمال من المدرسة التي تنتمي لها بريدجت رايلي وهي فنانة انجليزية تعتبر واحدة من مبتكري فن الحركة البصري، حيث تبدو اللوحة وكأنها تتحرك عندما تنظر إليها، إيميلي كار، وهي فنانة كندية ترسم مناظر طبيعية باستخدام تقنيات فنية حديثة. وتستند بعض الورش على أعمال الفنان الشهير فان جوخ وهو فنان هولندي رسم العديد من اللوحات الفنية التي نالت شهرة كبيرة، و حسن شريف الذي يعتبر أحد الفنانين الذي يعتمد في عمله على أشياء يجدها ويجمعها من حوله، وعبد القادر الريس، وهو فنان إماراتي يصور الثقافة المحلية في أعماله الفنية بطريقة حديثة مختلفة، وسمية السويدي فنانة إماراتية التي عرفت أيضا عرفت من خلال أعمالها الفنية الرقمية وتمتلك خط أزياء خاص بها، ونجاة مكي الفنانة الإماراتية التي تستخدم ألوانا قوية وترسم أشكالا بشرية طويلة وممتدة في لوحاتها. صديقة للأطفال ويحفل ركن الفن ببرنامج يتضمن العديد من الأنشطة، المصممة خصيصا في بيئة آمنة وأجواء ممتعة وصديقة للأطفال والعائلات، لتحفيزهم على المشاركة واستكشاف وإبداع أعمال فنية من ابتكارهم، حيث قالت دجوان بريرة منسقة برنامج الورش في ركن الفن بفن أبوظبي 2012، إن الورش لا تقدم للأطفال مبادئ وأسس فنية بقدر ما تعلمهم الإبداع وتمنحهم حرية التعبير، مستندة في ذلك على أعمال عالمية ومحلية. وأوضحت أن المساحة تستقبل أيضا الرضع الذين فرشت لهم الأرض بالألعاب التعبيرية، التي تحدث أصواتا وتحمل مختلف الألوان وذلك لجعل الطفل ينخرط في عالم الفنون ويشكل جزء من الحدث، ولفتت إلى أن ورشة اليافعين تعتمد على صناعة أشكال وأشجار من الأسلاك، بجانبها ورشة لتلاميذ الابتدائي وتعلم الحياكة والنسيج وكيفية خلق منحوتات طينية، مستوحاة من أعمال فنية ترجع للقرن الرابع عشر، وتعتمد على العمل اليدوي بشكل خاص وأعمالها مستوحاة من التراث الإماراتي، حيث يعلم المشرفون على هذه الورشة التي قسمت إلى 3 جهات، منها واحدة لتعليم كيفية تقنية صناعة السلال وهو عمل إماراتي، إذ يتم تقطيع كؤوس بلاستيكية، ويتم إدخال شرائط حريرية في جوانبها، بطريقة مطابقة لصنع السلال، والجميل في الموضوع أن الطفل يحتفظ بما تم العمل عليه بيديه، إلى جانب هذا، هناك جانب آخر في الورشة يعلم صناعة نماذج قد تكون حيوانات معروفة أو من خيال الطفل عبر تشكيل الصلصال، وهي طريقة لتعليم الصغار وإطلاعهم على صناعة الأجداد الفخارية، ويتم تزيينها بعيون لتعطي للعمل حيوية يحتفظ به الطفل، كما يتعلم الأطفال خلال هذه الورش صناعة الدفاتر تحت عنوان «يوميات فنانس، لتدوين أفكاره وتسجيل مواعيده، وتعلم الورشة طريقة تغليف الكتب. تعليم وإبداع أضافت بريرة أن الورش التعليمية، تشمل جانبا تعليميا إبداعيا، حيث تتفرع الورشة المخصصة للأعمار من 3 حتى 5 سنوات إلى 3 ورش، تتناول صناعة الأقنعة لحيوانات من البيئة المحلية، كالجمال والخيول وبعض الحيوانات الأخرى التي يتعلمها الصغير ليكتسب مهارة صناعتها بنفسه متى شاء ذلك، وتقربه أيضا من البيئة في هذا الجانب، إلى جانب هذا هناك ورشة الطباعة عبر تقنية الإسفنجة وهي مستوحاة من كتب تتحدث عن البيئة الصحراوية والبحرية وهي تزخر بألوان البحر وتشكيلات الصحراء المختلفة، بينما يستفيد آخرون من ورشة فنية جعلت من أغطية الأقراص المدمجة مجالا للعمل عليها بحيث تغليفها بمادة العجين، وهو عمل يرجع للفنان برجيت بارلي يعلم الصغار طريقة تنسيق الألوان. عالم الألوان خارج القاعات وفي مكان مفتوح على البساط الأخضر توزعت الوسائد التقليدية المعروفة باسم “التكي” التي تستخدم في مجالس البيوت، كما يستخدمها الأطفال لصنع ممرات وأنفاق ومخابئ للعب، وفرشت هذه الوسائد لتزيد المكان المحاط بشموع، جمالاً وروعة، وفي حضن المكان الملهم انطلقت أنامل الصغار والكبار معبرة عما يخالجهم من مشاعر عن طريق الحرية في خلط الألوان وتشكيل ما يراه الصغير أو الكبير باستعمال تقنيات مختلفة حرة قد لا تنتمي لأي مدرسة لكنها تنفس عن الشخص وتجردهم من ثقل القيود والتوجيه، إلى ذلك سمح للأطفال إلى جانب أهاليهم بالمساهمة في تشكيل لوحتين كبيرتين، إحداهما مستوحاة من البيئة الصحراوية، والأخرى من البيئة البحرية، رسمت مسبقا ليقوم رواد المكان بتلوينها، فتشكل لوحة متناسقة ستظل ملكا لفن أبوظبي. وعن هذا العمل، قالت ميشيل تيج نوفر المشرفة على اللوحتين: نوفر الأدوات والألوان ونساعد رواد المكان على الإبداع، ونسمح للجميع بالمشاركة، لأن الهدف هو إيجاد ثقافة وحركة إبداعية، ليكون الطفل إلى جانب والده أو والدته، يتشاركان في تجهيز لوحة واحدة، وبالتالي يصبح للطفل القدرة على قراءة مزج الألوان، ليعطي لون الصحراء أو لون الرمال، المتدرج عن طريق خلط مجموعة من الألوان. بعيداً عن الضغوط وقيود الدراسة وقفت دانة العاصي خريجة كلية الفنون الجميلة بالجامعة الأميركية بالشارقة، توجه بحرية وترقب تفاصيل بعض اللوحات التي جلس الصغار أمامها يخطون ما بدا لهم، وقالت إن الرسم والألوان المختلفة ينفسان عن الطفل ويجعلانه يحلق عاليا بعيدا عن قيود الدراسة وقواعد البيت، ويتخلص من الضغوط اليومية داخل الأسرة، وهي مساحة إبداعية حرة، موضحة أن المجموعة تنتمي لمركز جام جار بدبي، الذي تأسس عام 2005، ويعد مكانًا إبداعيًّا يهدف إلى ترويج الفنانين ودعم تطوير المشهد الفني من خلال برنامجه الموسع، ومبادراته التعليمية ومشاريعه الاجتماعية. ولفتت العاصي إلى أن الإقبال كبير جدا، وأن هناك اهتماما أيضا من طرف هذا الجيل من أبناء الإمارات، وأبدت إعجابها ببعض الآباء، الذين يرافقون أولادهم من أجل الاستفادة، بما يتيحه فن أبوظبي بشكل عام، من منطلق أن ذلك سيخلق ثقافة فنية لدى الصغار وينعكس عليهم في كل مناحي حياتهم. وبينت أن هناك اعتقادات خاطئة لدى بعض الأهالي الذين يرددون أن الرسم أو الفن بشكل عام موهبة ويتخلون عن دورهم في دعم أولادهم في هذا الاتجاه، رغم ما تبينه الدراسات، أن الموهبة تشكل 5%، بينما العمل الجاد والسعي وراء الهدف يشكل 95% وهذا ما يؤدي إلى الإبداع، كما أن الاستمرارية تلعب دورا مهما في بلورة جيل مبدع. أما عن قراءاتها لبعض اللوحات فتقول العاصي” نلاحظ أن الأطفال يندمجون تماما في تشكيل لوحاتهم خاصة أن طريقة الرسم مميزة، وتمنح الطفل حرية أكبر وتعطيه الانطباع بأنه فناناً حقيقياً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©