بغداد - ''الاتحاد'' ووكالات الأنباء: في يوم دامٍ بالعراق، قتل 33 شخصاً وأصيب أكثر من 75 في عمليات ''إرهابية'' أكبرها تفجير امراة انتحارية نفسها في طابور لمتطوعي الشرطة في المقدادية· ونفذت القوات المشتركة الأميركية والعراقية عمليات مداهمة واسعة في حي ''الفضل'' بوسط بغداد أسفرت وفقاً لشهود عيان عن مقتل 20 عراقياً وإصابة 30 آخرين، ونفى الجيش الأميركي سقوط طائرة هليكوبتر خلال اشتباكات ''الفضل'' فيما اعترف بمقتل 4 من جنوده في عمليات عسكرية أخرى· وأعلن الجيش العراقي اعتقال 3 من أمراء القاعدة·
امرأة انتحارية
في تحول جديد لتكتيكات ''الإرهابيين''، فجرت امرأة ترتدي حزاماً ناسفاً نفسها وسط تجمع لمتطوعين للشرطة في بلدة المقدادية مما أدى إلى مقتل 17 عراقياً وإصابة 33 آخرين· في أكبر هجوم يستهدف قوات الشرطة العراقية منذ بداية ·2007 وأوضح مصدر أمني أن ثلاثة من القتلى من المدنيين والباقي من عناصر الشرطة·
وقال حارس أمني في المنطقة: ''إن المتطوعين كانوا يحضرون ملفاتهم ويستعدون للاصطفاف عندما وقع الانفجار الكبير فجأة''، وأضاف: ''ان المرأة كانت تتصرف بشكل مثير للريبة أثناء سيرها وسط عشرات المتطوعين''· وقتل 3 عراقيين وأصيب أربعة آخرون بسقوط قذائف ''هاون'' على قرية الشيماء ببعقوبة· وأصيب أربعة أشخاص في حادث مماثل في ناحية كنعان جنوب شرق بعقوبة·
وقتل 6 عراقيين وأصيب 20 آخرون في انفجار سيارة مفخخة قرب جامعة بغداد في منطقة الجاردية· وذكر شهود عيان أن الانفجار وقع في مكان مزدحم بالمارة· وذكر مصدر في الشرطة أن طفلاً قتل وأصيب 10 آخرون جراء سقوط قذيفة هاون قرب مدرسة في شارع فلسطين بوسط بغداد·
وأعلن مصدر أمني عراقي أن مسلحين مجهولين فجروا مبنى سكنياً ببلدة الإسكندرية بمحافظة بابل مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 4 آخرين جميعهم من عائلة واحدة·
وفي تكريت، أعلن مصدر أمني مقتل 3 من عناصر الشرطة وإصابة اثنين آخرين بانفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي جنوب المدينة·
وفي كركوك، ذكر مسؤول أمني أن جندياً عراقياً قتل برصاص مسلحين مجهولين في حي حزيران، كما عثر على 4 جثث مجهولة الهوية في مناطق متفرقة من كركوك·
وعثرت دوريات الشرطة العراقية على 12 جثة في مدينة الفلوجة· وذكر مصدر أمني ''أن دوريات الشرطة عثرت على 12 جثة في أنحاء متفرقة من مدينة الفلوجة لأشخاص قتلوا رمياً بالرصاص''، وأكد شهود عيان أن خمسة أشخاص من الذين عثر على جثثهم كانوا قد اعتقلوا من قبل دوريات شرطة المدينة قبل خمسة أيام·
ومن ناحية أخرى أعلن المصدر أن مسلحين مجهولين اغتالوا يزن محمد عضو الحزب الإسلامي العراقي الذي يتزعمه طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي، عندما أطلقوا عليه النار بالقرب من منزله في حي نزال جنوب الفلوجة·
اشتباكات ''الفضل''
شهد حي ''الفضل'' مواجهات عنيفة بين القوات المشتركة الأميركية والعراقية ومسلحين· أسفرت عن مقتل 20 شخصاً بينهم نساء وأطفال وإصابة 30 آخرين وفقاً لشهود عيان· وأعلنت مصادر عسكرية عراقية مقتل 4 جنود عراقيين واصابة 16 جنديا أميركيا خلال المواجهات التي اندلعت منذ الفجر· فيما تعرضت مروحيات أميركية شاركت في العملية إلى إطلاق نار، ونفى الجيش الأميركي سقوط إحدى الطائرات·
وأكد الموقع الإلكتروني لهيئة علماء المسلمين ''السنية'' أن أعمال عنف اندلعت في حي الفضل فجراً على خلفية عملية مداهمة وتفتيش نفذها الجيشان الأميركي والعراقي وتم اعتقال عدد كبير من الأشخاص، فضلاً عن إعدام اثنين من شباب الحي أمام أعين سكانه مما دفع الأهالي إلى الرد· وقال الموقع إن المروحيات الأميركية قصفت مواقع في الحي المكتظ بالسكان، وإن القوات الأميركية أطلقت الغاز المسيل للدموع لإثارة الرعب بين السكان·
وأشار أحد شهود العيان إلى أن الاقتتال انتقل من حي ''الفضل'' إلى خارجه في منطقة الشيخ عمر الصناعية وحي باب المعظم وأن المحال التجارية أغلقت أبوابها في هذه المناطق كافة·
وذكر أحد أساتذة الكليات في مجمع باب المعظم في اتصال هاتفي مع ''الاتحاد'' أن القوات المشتركة الأميركية والعراقية اتخذت من بعض حدائق المجمع مكاناً لقصف حي الفضل مما أدى إلى انتشار الذعر بين الطلبة الذين وجدوا صعوبة في مغادرة المجمع بسبب شدة المواجهات·
وتعرضت طائرتا هليكوبتر تتبعان للقوات الأميركية إلى إطلاق نار في حي ''الفضل''· وأكد مسؤول بالقوات الأميركية تعرض الطائرتين إلى إطلاق نار، ولكنهما تمكنتا من العودة إلى قاعدتهما· ونفى المسؤول التقارير التي تحدثت عن سقوط طائرة هليكوبتر أميركية خلال الاشتباكات، مشيراً إلى اندلاع النيران في مكان مخصص لإطلاق الصواريخ بها دون أن تسقط، وتمكن الطيار من السيطرة على الوضع· وكانت تقارير إخبارية أكدت تعرض مروحية أميركية لإطلاق نار في منطقة ''الفضل''، وأنها شوهدت وهي تسقط في منطقة الشيخ عمر بحي الفضل· وأعلنت جماعة مسلحة تطلق على نفسها ''حماس - العراق'' أن عناصرها أسقطوا مروحية أميركية وأصابوا أخرى·
وفي الديوانية، رفع حظر تجول دام أربعة أيام عقب اشتباكات دامية بين القوات المشتركة العراقية والأميركية ومسلحين من ''جيش المهدي''·
مقتل 4 جنود أميركيين
وأعلنت القوات الأميركية أنها قتلت مسلحاً واعتقلت 12 آخرين في عمليات عسكرية قرب الحدود السورية وفي بغداد· وأوضح بيان للجيش الأميركي أن قوات ''التحالف'' قتلت ''إرهابياً'' واعتقلت 3 خلال عمليات جنوب مدينة حديثة قرب الحدود السورية· وأضاف البيان أن الجنود الأميركيين اعتقلوا 9 يشتبه في صلتهم بـ''القاعدة'' قرب مدينة بغداد·
وأكد مصدر أمني أن مسلحين اثنين قتلا وأصيب اثنان آخران في انفجار قذيفة هاون كانا يعدانها لإطلاقها على قاعد ''الانكوندا'' الأميركية قرب مدينة يثرب ''70 كلم شمال بغداد''· فيما أعلنت وزارة الدفاع العراقية القبض على 3 من ''أمراء'' تنظيم ''القاعدة'' في منطقة الرضوانية والعثور على أسلحة وسيارة مفخخة معدة للتفجير في الموقع·
في الوقت نفسه، اعترف الجيش الأميركي بمقتل أربعة من جنوده أمس الأول، ليرتفع عدد القتلى الأميركيين خلال شهر أبريل إلى 45 جندياً· ووفقاً لبيان الجيش الأميركي فإن ثلاثة من جنوده قتلوا وأصيب رابع في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في جنوب شرق بغداد، فيما قتل جندي في عملية عسكرية في الأنبار· وعزت المتحدثة باسم القوات الأميركية زيادة القتلى الأميركيين إلى تطبيق الخطة الأمنية، وقالت: ''إنه مع وجود المزيد من القوات في الشوارع، هناك فرصة أكبر لسقوط ضحايا''·
عدد اليوم
