السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيليون يطلبون شراء يهود كوبا من كاسترو

11 ابريل 2007 01:57
الاتحاد - خاص: لن يأتوا إلى الشرق الأوسط لـ ''يموتوا هناك''· لكن الإسرائيليين الذين اكتشفوا وجود 1500 يهودي في كوبا، وكانوا 15 ألفاً قبل الثورة هناك، يلحّون على ''شرائهم'' من ''فيدل كاسترو''، ما دامت الدولة العبرية بحاجة إلى أي يهودي من الشتات· غير أن فكرتهم عن أرض الميعاد غائمة، ورغبتهم للرحيل محدودة جداً، ولا حاخام لديهم، ورغم ذلك تأتيهم المساعدات الروحية من أميركا اللاتينية· البرتقال أم السلاح ؟ لولا الـ''نيويورك تايمز'' ربما كانت الوكالة اليهودية العالمية قد نسيت أن هناك يهوداً في كوبا، وأنّ هؤلاء من دون حاخام، وقد يكونوا عرضة لـ ''الانحراف'' في اتجاه ديانة أخرى· في إسرائيل اندلع الجدل، هل تعمل حكومة ''ايهود اولمرت'' لـ''استعادتهم''، أم من الأفضل أن يبقوا هناك، إذ أن وجود جالية يهودية في منطقة الكاريبي قد يكون ضرورياً لتسويق المنتجات الإسرائيلية، لاسيما وأن ''فيدل كاسترو'' يدنو من الغياب، وقد تتجه كوبا نحو اقتصاد السوق·· ليس المقصود هنا تسويق البرتقال، بل الأسلحة والمعدات الإلكترونية، فكل شيء في الدولة العبرية يخضع لميكانيكية السوق، فيما الرابط الإيديولوجي يستخدم تكتيكياً ولأسباب معروفة·· عندما قام ''كاسترو'' بثورته كان عدد اليهود في الجزيرة 15 ألفاً· وكانوا نشيطين جداً في التجارة التي كانت تتراوح بين قصب السكر والأفيون، وصولاً إلى السيجار، بطبيعة الحال، وكانت علبة السيجار الأنيقة والمذهبة ترسل من هافانا إلى ساسة ورجال أعمال بارزين في هذا العالم· لكن الرجل الذي انقضّ في عام 1959 على حكم الكولونيل ''باتيستا''، أفتتن بالماركسية التي ترجمت هكذا ''الانغلاق الاقتصادي'' وتطبيق اشتراكية أقرب ما تكون إلى العبثية· هذه، بطبيعة الحال، ليست البيئة اليهودية الملائمة، فكان نحو 90 في المائة من الجالية اليهودية قد غادروا كوبا إلى الولايات المتحدة أو غيرها· الفريق النيويوركي الباحثون عرفوا كيف يستفيدون حتى من الانغلاق· صحيح أن السوق السوداء ضيّقة، ولكن هناك مَن يستطيع أن يلعب بدهاء داخلها· إدارة الحانات والمطاعم عملية مربحة أيضاً· والواقع أنه ليست الصحيفة النيويوركية الكبرى هي التي فتحت ملف اليهود في كوبا، بل أن فريقاً من ''وستشستر جويش سنتر'' في ضاحية مامارونيك الفاخرة في نيويورك، وهو مؤلف من 30 عضواً توجهوا إلى كوبا لتفقّد أحوال ''إخوانهم'' هناك· لاحظوا أن ما بين 1500 يهودي، هناك الى 1100 يتمركزون في العاصمة هافانا، فيما ينتشر الآخرون في مدن مختلفة من البلاد· الفريق ''ذهل'' لأنه لا يوجد حاخام هناك، ودون أن يكون هناك سوى جزار وحيد (للكاشر)، مع حصول تبدّل دراماتيكي في النشاطات السابقة والحالية للجالية· أحد أعضاء الفريق قال إن البعض كانوا يتكلمون من عيونهم، وكان هناك عتب شديد، ليضيف ''إنهم أقوياء، أقوياء جداً، حتى ولو لم يعيشوا بمنطق الغيتو''· يتابعون باهتمام أخبار إسرائيل وسياساتها وحروبها· خائفون عليها من الانهيار· بالطبع هم بعيدون عن العرب ويعتبرونهم ''نوعاً بشرياً آخر''، لكنهم يعتبرون أن الدولة العبرية في خطر من الداخل· والطريف أن يسمع أحد أعضاء الفريق من يهودي في هافانا هذا السؤال: ''لماذا لا يهاجر الإسرائيليون إلى أميركا''، أي أنّ فكرة ''أرض الميعاد'' غائمة جداً لديهم وقد لا تكون لها علاقة بفلسطين· الصلاة في المدخنة في كل الأحوال، حاولوا دوماً الحفاظ على التقاليد والعادات والطقوس، يقول أحدهم: ''إن تكون كوبياً ويهودياً في آن، هذا يعني أن تخوض كفاحاً مزدوجاً من البقاء''، لكن القليلين جداً أولئك الذين أبدوا رغبة في الهجرة إلى إسرائيل· تعبوا كثيراً من الظروف المتوترة· يفضلون البقاء في بلادهم، ولكن على أمل أن تتطوّر الأمور اقتصادياً، ودون أن تكون عندهم مشكلة في ممارسة طقوسهم الدينية·· الدين كان محرّماً قبل زوال الاتحاد السوفيياتي، فالماركسية هي التي تقدم الحلول حتى للأسئلة الميتافيزيقية التي يطرحها الكائن البشري· وفي عام ،1992 أطلق ''كاسترو'' حرية الأديان: ''ولم نعد نصلي في المدخنة''· الذين بقوا بعد مجيء ''كاسترو'' لم يكونوا يمارسون الطقوس بصورة منتظمة، حتى أنّ الذين كانوا يلتقون للصلاة لم يكونوا يؤمنون الـ''مينيان''، أي النصاب، إذ يفترض أن يكون هناك عشرة أشخاص للتمكن من إقامة الصلاة، ولأن ذلك لم يكن ممكناً، اخترعوا تلك الفتوى الغريبة، وهي اعتبار كل نسخة من التوراة موجودة في المكان شخصاً، وهكذا باستطاعة شخص واحد مع 9 نسخ من التوراة أن يصلي· وبعدما كان هناك خمسة معابد (كنس) لليهود في هافانا، اختفت جميعها، ليستأنف النشاط مجدداً في منتصف التسعينات مع وصول حاخامات من تشيلي والأرجنتين وبنما والمكسيك لـ''المساعدة الروحية'' وتعليم اليهود الصلاة وإقامة الشعائر، فيما بادرت الهيئات اليهودية الكندية إلى إرسال أطعمة الكاشر إليهم· التقاليد والبوب المعابد عادت إلى العمل، وهناك يتم توزيع المأكولات· والمسؤولون في كل كنيس يشجعون الذين يأتون إليهم على العودة إلى شعائر السبت والأعياد اليهودية، وخلال عشر سنوات، أصبحت هناك مدرسة دينية يقصدها الأطفال بين الـ6 سنوات والـ14 سنة لـ''التدرّب'' على التقاليد والطقوس اليهودية، وقد قفز العدد من 10 إلى ·60 والطريف أن مجموعة من النساء اليهوديات تضم 150 امرأة يلتقين كل ستة أسابيع لمناقشة مسائل مختلفة مثل العنف المنزلي، واستعادة بعض مظاهر العيش اليهودي في قرون غابرة، حتى أنه كان على جدول أعمال جلسة أخيرة موضوع التوافق بين التقاليد اليهودية وموسيقى البوب· الإسرائيليون ''هالهم'' ما شاهده الفريق اليهودي· انطلقت دعوات بعض الحاخامات للضغط على هافانا من أجل ترحيلهم· والواقع أن أسئلة طُرحت على بعضهم ما إذا كانت لديهم الرغبة في الذهاب إلى إسرائيل، فكانت الإجابة: ''هل نذهب إلى الشرق الأوسط لنموت هناك ؟''· يبدو واضحاً ان حنين اليهود إلى أميركا وأوروبا أكبر بكثير، وإن كان العديدون يقولون: إنهم التصقوا بالمكان ''والأفضل ألا نتناثر أكثر''· هذا لا يقنع البعض في إسرائيل التي كان ''كاسترو'' قد قطع علاقات بلاده معها· يقولون بـ''شرائهم'' من ''كاسترو''· منطق الصفقة دائماً··· ''أورينت برس''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©