الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكعبي: البحر كان مصدراً رئيساً للرزق وري الأرض كان بالسواقي

الكعبي: البحر كان مصدراً رئيساً للرزق وري الأرض كان بالسواقي
22 نوفمبر 2011 21:43
قال مطر الكعبي المدير السابق لبلدية دبا الفجيرة إنه سمع عن اتحاد دولة الإمارات من تجمعات الأهل حول« الراديو» الذين كانوا يلتفون حوله في نهاية اليوم ليتابعوا من خلاله أخبار العالم ويستمعون إلى بعض الأغاني والفقرات الإذاعية، مشيراً إلى أن أهالي المنطقة استبشروا خيرا بالاتحاد الذي بدأت خيراته تظهراً سريعاً على المنطقة والمناطق المحيطة. وأشار إلى أن أهالي المنطقة كان اعتمادهم الأساسي في الرزق على خيرات البحر من الأسماك والغوص للبحث عن اللؤلؤ، بالإضافة الى اعتماد بعضهم على الزراعة وقت أن كانت تروى الأرض بالسواقي. خاصة من كبار السن، بدت تكثر تجمعاتهم ونقاشهم لأحوال المنطقة واحتياجاتها، التي كانت تعرض على القيادة الرشيدة لتلبي في أول زيارة ميدانية، أو بمجرد علمها بتلك الاحتياجات. عند إعلان قيام الاتحاد كان مطر الكعبي في مقتبل العمر، لكن المنطقة لم تكن بها مدارس قبل ذلك كي يتمكن من الدراسة، إلا أن الحكومة كانت قد أسست مدرسة في دبا الحصن لأبناء المنطقة والمناطق القريبة، وقد كانت تلك الفرصة التي ينتظرها كل ولي أمر في تلك الفترة، لأجل أن يلحق أبناءه بالتعليم. وأضاف إنه كان قد تعلم في الكتاتيب حفظ القرآن والقراءة والكتابة، ولكن والديه كانا يحلمان مثل اي أبوين بأن يكون لأبنهما شأناً كبيراً، خاصة أن عددا لا بأس به من أبناء المنطقة قد سبقه للتعليم، لكن ذلك الشهد لم يقطف بسهولة حيث كانت الدولة لا تزال تبدأ خطوتها الأولى نحو التقدم والرقي، ولذلك كانت تلك المنطقة لا تزال تخطو بخطوات بطيئة، وكابد أبناء تلك المناطق لأجل بلوغ المرام، حيث لم تصل لهم الكهرباء ولا تمديدات المياه بعد، والإضاءة في الشارع عبارة عن مصباح صغير على عمود خشبي موصول بالكهرباء. وذكر الكعبي إن الاتحاد جاء بالخير وبدأت الأحوال تتحسن، حتى شعر هو وأقرانه بالتغيرات عن طريق المواد الاستهلاكية التي دخلت المنطقة، والرواتب التي أصبح الأهالي يتحدثون عنها وبأنها ستغير حياتهم للأفضل، وتم فتح مكاتب ثمثل الجهات التعليمية والصحية والعمل وتوفرت فرص العمل، واتجه الكثير من الناس للوظائف، وبينهم الرجال الذين لم تتسنَ لهم فرص التعليم. ذكرى البدايات وأوضح الكعبي أن تلك البداية الكبيرة للدولة التي جاءت ثمرة تكاتف القيادة الرشيدة قد أثمرت عن تلك الخيرات التي مكنت المواطن من تحسين حياتهم المعيشية بالعمل، كما كانت القيادة تحرص بنفسها على أن يلتحق جميع أبناء الدولة بالمدارس، ومن كانت ظروف اهلهم تتطلب أن يعملوا في مهن مثل الزراعة والصيد، تم صرف مبالغ للطلاب كي تقدم للأسرة حتى تمكن الأبناء من التعليم بدلا عن العمل. وأكد أن ذلك جعله وجميع أقرانه لا يقبلون إلا أن يحصلوا على النجاح والتميز سواء في فترة تعليمهم أو عملهم، وقد حصد وجميع مواطني الدولة مكاسب أخرى، من أهمها العديد من التشريعات التي كفلت الحقوق الدستورية، ومنها حق العمل والمساواة بين المرأة والرجل في الأجر والضمان الاجتماعي، واتيحت للمرأة أيضا فرص عديدة. وقال المدير السابق لبلدية دبا الفجيرة إن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، يواصل العمل بنهج القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والسير على خطاه بالتعاون مع إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الاعلى للاتحاد حكام الامارات لتعزيز المسيرة الاتحادية. ويفيد الكعبي أن الثاني من ديسمبر عام 1971، فاصل في تاريخ الإمارات، وهو بداية لمرحلة تعد الحصن الذي يحمي المواطن، ويمثل تدفقاً لمشاعر الود التي تجمع بين أبناء الوطن. وأشار إلى أنه وبوضع الدستور تشكلت ملامح تلاحم الإمارات مع بعضها، وبعد إعلان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله اتحاد الإمارات بدأت مرحلة من العمل الجاد ووضع الخطط الاستراتيجية، وبذلت القيادة الرشيدة كل ما في وسعها، حتى وصلت الإمارات إلى مكانتها الحالية، واتخذت لنفسها موقعاً متميزاً على المستوى الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن الذكرى الأربعين لقيام دولة الإمارات تعيد إلى الأذهان ذكرى البدايات في الثاني من ديسمبر عام 1971، التاريخ الذي بدأ مع اتحاد دولة الإمارات وانطلقت مرحلة البناء والنهضة، حيث تحولت معظم المناطق التي كانت تكتسي باللون الصحراوي الأصفر إلى واحة غناء يزينها اللون الأخضر، حيث امتدت الزراعة إلى كل المناطق وحصل المزارع على الدعم اللازم لمزرعته، حتى يتوفر الإنتاج المحلي من مختلف المحاصيل. مرحلة جادة وأضاف الكعبي أن إعلان اتحاد دولة الإمارات صاحبه مرحلة جادة من النهضة الصناعية وأقيمت المشاريع الكبرى، لتعلن الإمارات بذلك بداية عهد جديد، إضافة إلى الاهتمام بالنواحي التجارية والاستثمارية، حتى أصبحت الدولة تحتل مكانة بارزة في مختلف هذه الجوانب. وشدد على أن الدولة تبوأت مكانة إقليمية وعالمية كونها بوابة التجارة الأولى لدول المنطقة ومركزا متقدما في خريطة التجارة العالمية وذلك بفضل السياسة التجارية التي انتهجتها الدولة المبنية على أسس الإنفتاح الاقتصادي وتحرير التجارة، إذ بذلت الدولة خلال السنوات القليلة الماضية جهودا مكثفة لفتح الاقتصاد أمام التجارة والاستثمار بهدف زيادة فرص النمو وتحقيق الرفاه لأبناء شعبها. وقال مطر الكعبي إن الدولة قدمت الكثير في مجال العمل الإنساني في الداخل والخارج، حيث امتدت يد العون إلى الدول الشقيقة والصديقة خاصة في حالات الإغاثة وإعانتها على مواجهة الكوارث الطبيعية والعمل على رفع المعاناة عن أبناء الشعوب في تلك البلدان، مشيراً في هذا الصدد إلى توجيهات مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الانسانية وما تقدمه من عمل إنساني لقطاعات عديدة داخل الدولة وخارجها وتلمسها كل محتاج خاصة داخل الدولة لتقدم له العون والمساعدة الضرورية، كما انطلقت خارجيا لتشارك في التخفيف عن الشعوب المنكوبة من الزلازل والفيضانات ومختلف أنواع الكوارث الطبيعية وأو الحروب. العمل الخيري كما أشار إلى سعي مؤسسة زايد للاعمال الخيرية والانسانية إلى تعزيز دورها في مجال الاعمال الخيرية والانسانية لتحسين مستوى حياة المستهدفين من خدماتها والالتزام بتطبيق نظام ادارة الجودة على جميع انشطتها الخيرية والانسانية والعمل على تعميم هذه السياسة على جميع شركائها داخليا وخارجيا، وتقديم المزيد من الدعم من خلال برامجها سواء على المستوى المحلى من خلال المساعدات الانسانية والتعليمية والطبية، وعلى المستوى الخارجى عبر اقامة مشاريع شاملة من بناء جامعات وكليات ومستشفيات ومساجد وحفر آبار مياه. وقال إن الإمارات اليوم في عمر الرشد، وقد بدأت تجني ثمار جهد وتعب القيادة الرشيدة على مر السنين، حيث تتمتع بالأمن والاستقرار الذي عم ربوع الوطن، فبدلاً من الحياة القاسية التي يتحملها الإنسان بالكاد في الفترة التي سبقت ما قبل اتحاد دولة الإمارات، أصبح المواطن يعيش في راحة بعد أن توفرت الوظائف في القطاعات المختلفة، وامتدت شبكات من الطرق والجسور العملاقة لتربط بين الإمارات وتزيد من تمسكها، وتسهل حركة التنقل بين المناطق، لتقرب المسافات، بدلاً من الطرق الوعرة في السابق. قيادة واحدة وأكد مطر الكعبي أنه بعد قيام اتحاد دولة الإمارات تحت قيادة واحدة، بدأت بشائر الخير تعم البلاد وتبدلت أحوال المواطنين، وحصلوا على المساكن الحديثة حيث كان يقيم بعضهم في الفترة التي سبقت الاتحاد بمساكن وانتقلوا من وبر الشعر أو سعف النخيل ، وعرفوا الدفء والماء النقي الذي يصل دون مشقة البحث عنه، حيث كان الحصول على الماء يتطلب العثور على بقعة بها ماء، ليتم حفر البئر أو يذهبون لأحد الآبار التي حفرها الأجداد، كي يتم استخراج الماء باليد بواسطة القرب المصنوعة من الجلد، وفيما بعد بواسطة الآنية المعدنية، ويتم ملء الأواني وتحملها النساء على رؤوسهن وتحت أذرعهن في مسيرة شاقة للعودة إلى المنازل. ويكمل مطر الكعبي المدير السابق لبلدية دبا الفجيرة: مع اتحاد دولة الإمارات سخرت القيادة الرشيدة للدولة خيرات هذه الأرض في خدمة أبناء الوطن وتوفير متطلباتهم، مشيرا إلى أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بذل كل ما في وسعه لإسعاد المواطنين، وكان يقوم العديد من الجولات الميدانية ويتملس بنفسه حاجة أبناء شعبه ويأمر فورا بتلبيتها، وهو ما يسير عليه الآن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، حيث يرعى شعبه ومصالحة ومكارمه تشهد له، حيث عم الخير في عهدة ربوع الوطن، وتواصل الإمارات الحفاظ على تميز مكانتها واستقرارها. خيرات الأرض وقال الكعبي إن شعب الامارات منحه الله نعماً كثيرة وأعطاه من خيرات الأرض ، فكم من شعوب لا تعرف حتى ليومنا هذا الخير ولا رغد العيش الذي يعيش فيه أبناء الوطن، فكم من شعوب فقيرة لم تنعم بما نعم به أهل الإمارات، التي فاض عليها كرم الله وتوفيقه بقيادة حكيمة وضعت راحة الشعب نصب أعينها وسهرت الليالي لتضع خطط التطوير، التي كان المواطن ركيزتها الأساسية، فعاش في راحة وآمان يشعر بهما المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة التي تحتض بين ذراعيها مئات الجنسيات دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنسية. ويستطرد مطر الكعبي المدير السابق لبلدية دبا الفجيرة: تمر علينا هذه الأيام الذكري الأربعون لقيام اتحاد دولة الإمارات الذي بزغ فجره في الثاني من ديسمبر عام 1971 ليعلن للعالم ميلاد دولة، حققت في فترة وجيزة من عمر الدولة، ما تعجز عن تحقيقه دول أخرى في مئات السنين، وقلوبنا تعتصر حزناً وألماً على رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي قدم الكثير للوطن ولأبناء الأمة العربية، حيث نسترجع مع احتفالاتنا الكثير من مواقفة وآرائه السديدة التي كانت سبباً في تميز الإمارات وعلو شأنها وارتفاع رايتها خفاقة بين الدول. وعاد الكعبي بذاكرته مرة أخرى إلى مرحلة ما قبل اتحاد دولة الإمارات وما شهدته تلك الفترة من صعاب ومعاناة كان يواجهها المواطن بكل صعوبة، والتي تبدلت مع قيام الاتحاد، حيث عانى أبناء الوطن قديماً عدم توفر الإمكانيات، وكان بعضهم لا يجد قوت يومه وكان الجار يطعم جاره خوفا عليه من الجوع، لذلك من يرى الحال لن يتخيل الوضع الذي كانت عليه سابقا، إلا من عايش واقع الماضي، حتى المناطق السكنية كانت متناثرة لا ترابط بينها، فكانت عبارة عن حارات صغيرة، يستعين الرجال ببعضهم على طلب الرزق والبناء، وكذلك كانت تفعل النساء، ولكن بعد الاتحاد عرف معنى الراحة والرفاهية، لذلك يدين المواطن بالحب والولاء لقيادة الدولة الحكيمة التي قدمت الكثير للوطن. وقال مطر الكعبي إن الدولة لاتوجد بها اليوم ما يسمى بالمناطق النائية، ونستطيع القول إن أبناء الدولة فخورون بدولتهم وما تحقق لها، فلم يعد هناك بعيد وناءٍ بفضل شبكات الطرق الحديثة، ولم يعد الإنسان الإماراتي يعرف مشقة الدروب التي كانت قاحلة أو موحلة أو موحشة ليلا، وقد كانت مخيفة وهو يقطعها من منطقته إلى منطقة أخرى سيرا على الأقدام، كي يجلب غذاء أو دواء أو يعود مريضا أو ليبيع بضاعته. واختتم كلامه: بالطبع كان لاتحاد الإمارات الأثر الكبير في إسباغ ثروة الأرض عليها وعلى الرعية، ولذلك الرعيل الأول والأجيال التي أنجب جيل الثلاثينيات والأربعينيات الفضل الكبير، وهم أكثر الناس شعورا وإحساسا بالفرق، ونتمنى أن يقوم كل أب وكل أم بزرع معنى الاتحاد داخل نفوس الأجيال الجديدة التي أصبحت اليوم شابة، وأيضا لدي الأجيال الصغيرة.
المصدر: دبا الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©