ضربات الجزاء «حديث المساء» في موقعة الشباب والعين

لم يقتصر الحوار بين مدربي الشباب والعين على المستطيل الأخضر خلال المواجهة التي جرت بينهما أمس الأول في الجولة السابعة لدوري المحترفين لكرة القدم، بل امتد أيضاً إلى المؤتمر الصحفي عقب نهاية اللقاء، وذلك في ظل الإثارة التي حفلت بها المواجهة على مدار 90 دقيقة، والنتيجة التي ألقت بظلالها على مشوار كل فريق. وقبل الدخول في تفاصيل ما أدلى به المدربان، نشير إلى أن “الزعيم” نجح في التحليق على أجنحة الفوز في سماء “قلعة الجوارح” وحصد ثلاث نقاط غالية خارج ملعبه بالفوز 3-2 وهو ما يؤكد أن “بطل العاشرة” لديه الإصرار على الدفاع عن اللقب بكل ما يملك من قوة وكوكبة من النجوم القادرين على تخطى أقوى المنافسين، حتى لو لعب خارج ملعبه، كما أن كل لاعبي “البنفسج” يملكون مهارة التسجيل بداية من أسامواه جيان، وانتهاء بالمدافعين، والدليل إسماعيل أحمد صاحب الهدف الثالث. وقال البرازيلي ماركوس باكيتا مدرب “الجوارح”، خلال حديثه عن ضربة جزاء العين التي مثلت “منعرج” المباراة : إن حصول العين على 6 ضربات جزاء خلال 6 مباريات، أمر يدعو إلى الاستغراب، ولم أفهم سبب هتاف جماهير الفريق المنافس مطالبة بضربة جزاء، قبل أن يعلن الحكم قراره، وأطالب من الجمهور الرياضي تقييم الاحتكاك، والحكم على القرار الذي اتخذه حكم المباراة، وأرى في الوقت نفسه أن ضربة الجزاء التي منحها الحكم عبد الواحد خاطر لسياو مهاجم الشباب سياو قرار خاطئ، وكان من المفترض إنذار اللاعب. وعن الخسارة الرابعة في رصيده على رأس الجهاز الفني للشباب، أوضح باكيتا أن الأسباب متداخلة فنية وتكتيكية وتحكيمية، وأن فريقه واجه منافساً قوياً ومنظماً، ورغم ذلك لعب بروح قتالية إلى الدقائق الأخيرة من المباراة، وكان حاضراً في الملعب وأدى بندية. وأضاف أن المرحلة الحالية لا تخدم “الأخضر”، إلا أنه بالعمل والتغلب على الصعوبات، بإمكان الفريق العودة إلى مستواه، وحصد النتائج الإيجابية، وأنه متفائل، بتغيير الصورة في المستقبل. وقال باكيتا إن الشباب لا يملك عوائد مالية مثل الأندية الكبيرة، تساعده على شراء نجوم كبار من الأجانب، إلا أنه يملك نخبة من اللاعبين الشباب الذين يحتاجون إلى بعض الوقت، حتى يصلوا إلى أعلى مستوياتهم، ويقدموا الإضافة المرجوة في المرحلة المقبلة. وشدد مدرب الشباب على أن العمل في المرحلة المقبلة، سوف يتركز على تعديل بعض الجوانب المهمة، سواء في تشكيلة الفريق، أو في طريقة لعبه، ومنح الفرصة لبعض الوجوه الشابة، وأبدي تقديره لتفهم إدارة النادي للظروف التي يمر بها الفريق، وتجديد الثقة في الجهاز الفني، ودعم الفريق بقوة، على الرغم من النتائج السلبية، مشيراً إلى أن الشباب في تطور، والعمل يتركز على مزيد الارتقاء بالأداء، حتى يكون اللاعبون أكثر شجاعة وقوة وقتالية وعنفاً هجومياً. أما فيما يخص مستقبله مع الفريق، في ظل الضغوطات النفسية التي يعيشها مع استمرار النتائج السلبية، أوضح باكيتا أنه تعود على الضغوطات النفسية، لأنه عاش أصعب المهمات على رأس الفرق والمنتخبات التي دربها، مؤكداً أن هذه الضغوطات لا تضاهي ضغوطات مشاركته ثلاث مرات في كؤوس العالم، وأن تكهنات وسائل الإعلام المستمرة بإقالته بعد كل جولة قد تصدق في إحدى الجولات المقبلة. بدوره رد الروماني كوزمين مدرب “الزعيم” على استغراب مدرب الشباب، قائلاً: “إن الحصول على 6 ضربات جزاء خلال 6 مباريات يفسر بالإحصائيات والأرقام التي تثبت أن العين الأكثر وصولاً إلى مناطق جزاء المنافسين، والأكثر صناعة للفرص، وتهديداً لمرمى الفريق الذي يواجهها”. وأضاف أن القاعدة تقول إن الحصول على ضربة جزاء يتطلب الوصول إلى منطقة العلميات، وبالتالي فإن الضغط الهجومي الذي يمارسه لاعبو “الزعيم” على دفاع المنافس يجبر المدافعين على ارتكاب الأخطاء لإيقاف الهجمات. وأكد كوزمين أن الحكام لم يحتسبوا ضربات جزاء لمصلحة العين فقط، بل أيضاً احتسبوا ضربات جزاء عليه وآخرها أمام الشاب أمس الأول، بالإضافة إلى ضربة الجزاء غير الصحيحة أمام دبا الفجيرة، والتي كلفت أحد لاعبي الفريق إنذاراً غير مستحق. واعتبر مدرب العين أن ضربات الجزاء تدخل في قانون اللعبة، ولكنها ليست الأساس في فوز فريق أو تحقيقه النتائج الإيجابية. وبخصوص الفوز بالنقاط الثلاث، قال كوزمين إن العين سيطر على المباراة، منذ البداية، وفرض أسلوبه على المنافس، بفضل الفكر الكروي المتميز للاعبي الفريق، والإرادة القوية للفوز، سواء داخل ملعبهم أو خارجه، مما يعتبر أبرز أسباب نجاح “البنفسج” في الفترة الماضية. واعترف كوزمين بأن الشباب قدم أداءً دفاعياً جيداً، ولعب بخطوط متقاربة مع مراقبة أسامواه جيان وعمر عبد الرحمن طوال اللقاء، واستعمال بعض العنف على الاحتكاك مع لاعبي العين، كما أن فريقه ارتكب بعض الأخطاء خلال المباراة مثل إضاعة الكرات بطريقة سهلة، مما جعل الجهاز الفني يكثف من تعليماته بين الشوطين، وتقديم التوجيهات اللازمة، خاصة أن المنافس ينتظر خطأ من لاعبي “الزعيم” للتسجيل. وأضاف كوزمين أن فريقه أضاع العديد من الفرص المواتية في الشوط الأول، والتي كانت كفيلة بحسم نتيجة اللقاء مبكراً، إلا أنه أبدى رضاه على حصد النقاط الثلاث، وتحقيق المهم في المباراة، لأن الفوز سيكون له التأثير الكبير على مسيرة الفريق في بقية المشوار. وعلى الرغم من الفوز وانتزاع النقاط الثلاث إلا أن كوزمين اعترف بأنه مشغول بتصحيح بعض الأخطاء، وتحذير اللاعبين من بعض الجوانب المهمة في طريقة أدائهم، حتى ينتبهوا إلى ذلك في المستقبل، ويواصل الفريق مشواره بثبات. أما عن استراتيجية الجهاز الفني في التعامل مع الوضع، بعد دخوله دائرة المنافسة بقوة، قال كوزمين إنه لا توجد أي تغييرات في طريقة عمل الفريق، لأن الاستراتيجية تم وضعها قبل انطلاقة الموسم، مشيراً إلى أن الجهاز الفني يتعامل مع كل مباراة على أساس أنها أهم من السابقة بغض النظر عن اسم المنافس أو مستواه . تقدم الروماني كوزمين بالشكر والتقدير إلى المهاجم الغاني أسامواه جيان، باسمه واسم اللاعبين كافة، وذلك للموقف المعبر الذي قام به اللاعب أمس الأول وتضحيته من أجل مصلحة الفريق، مؤكداً أن اسامواه لاعب كبير داخل الملعب وخارجه، ويعتبر لاعباً مثالياً بمعنى الكلمة، حيث أصر على المشاركة، رغم الفاجعة التي تعرض لها، وأسامواه جيان يتميز بشخصية قوية وقيادية سيكون لها الأثر الإيجابي على شخصيات اللاعبين المواطنين بالفريق.