الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مصدر» تسهم في رسم مستقبل جديد للطاقة النظيفة في المملكة المتحدة عبر مصفوفة لندن

«مصدر» تسهم في رسم مستقبل جديد للطاقة النظيفة في المملكة المتحدة عبر مصفوفة لندن
10 نوفمبر 2012
تسهم “مصدر”، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، في رسم مستقبل جديد للطاقة في المملكة المتحدة عبر مشاركتها الفاعلة في إنجاز المرحلة الأولى لأكبر محطة لتوليد الطاقة من الرياح البحرية في العالم، والتي بدأت في تزويد الشبكة الوطنية للكهرباء بالطاقة نهاية شهر أكتوبر الماضي. وتدعم مشاركة “مصدر” في مشروع “مصفوفة لندن” الجهود البريطانية الحثيثة الرامية لتقليص الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة بنسبة 15% بحلول العام 2020، وتعويضها بمصادر الطاقة المتجددة، وفقا لمتطلبات الاتحاد الأوروبي، خاصة ان الطاقة الكهربائية المستخدمة في العاصمة البريطانية توازي تقريبا ما تستخدمه دول بكاملها. وتتطلع “مصدر” من خلال مشروع مصفوفة لندن أن تكون مزوداً عالمياً للخبرة والمعرفة في مجال الطاقة المتجددة، حيث تسعى إلى توفير مزيج متنوع من مصادر الطاقة المستقبلية، وتعمل على بناء شراكات دولية فاعلة مع شركات عالمية تسهم من خلالها بتطوير وتنفيذ مشاريع تساعد على ضمان أمن الطاقة والحد من آثار تغير المناخ وبالتالي تعزيز الدور القيادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الطاقة. وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لـ “مصدر”، إن مشروع مصفوفة لندن لطاقة الرياح البحرية، يعد إنجازاً نوعياً لـ “مصدر” ولشركائها، إذ يعكس هذا المشروع العملاق التزام مصدر بتطوير مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى المرافق الخدمية الكبيرة في مختلف أنحاء العالم. وعبر الجابر عن فخر “مصدر” بتقديم إسهامات كبيرة في محفظة مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة، حيث يقدم المشروع نموذجاً على الإمكانات الكبيرة والجدوى التجارية لقطاع الطاقة المتجددة، ويجسد نموذجاً ناجحاً للتعاون في تنفيذ مشاريع واسعة النطاق للطاقة النظيفة، وذلك في إطار الجهود الهادفة إلى بناء مستقبل مستدام”. وتحظى مساهمة “مصدر” في إنجاز أكبر مشروع لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية في العالم، بإشادة واسعة النطاق من كافة المسئولين في المملكة المتحدة، وكذلك القائمين على المشروع، ذلك لدورها في صناعة مستقبل جديد للطاقة في بريطانيا قائم على الاستدامة. وشكل الإعلان عن بدء إنتاج الطاقة في مشروع مصفوفة لندن لطاقة الرياح البحرية وإمداد سكان مقاطعة كينت بالكهرباء النظيفة، نقطة تحول هامة ليس فقط بالنسبة لأهمية هذا المصدر الجديد للطاقة للمملكة المتحدة، ولكن الأهم من ذلك هو القدرة على تجاوز كافة التحديات التي واجهت انجاز هذا المشروع الضخم ، بداية من التحديات الإجرائية والاعتراضات البيئية، مرورا بالصعوبات الإنشائية ووصولا الى التغلب على تحديات الطقس التي شكلت العامل الأكثر تحكماً في الالتزام بالجدول الزمني للتنفيذ. 4,5 مليون ساعة عمل وفيما كانت عقارب الساعة تقترب من الدقيقة 55 بعد الحادية عشرة من صباح يوم الخميس 25 أكتوبر الماضي وبعد قرابة 4,5 مليون ساعة عمل منذ بداية عملية الإنشاء، كانت قلوب وأنظار القائمين على المشروع تترقب بقلق وحذر نجاح تمت علمية الربط المباشر بين محطة مصفوفة لندن ومحطة كهرباء مقاطعة كينت للبدء في استخدام طاقة الرياح، والتي توجت في يوم 29 أكتوبر بإعلان مطوري المشروع، بدء بدء إنتاج الطاقة في المشروع ونجاح عملية الربط مع الشبكة الوطنية للكهرباء. ومثلت هذه الخطوة انجازا لافتاً على صعيد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى لإنشاء اكبر محطة للرياح البحرية في العالم بمشاركة تحالف ثلاثي يضم الى جانب “مصدر”الإماراتية كل من “دونج إنيرجي” الدنماركية و”إي أون” الألمانية والتي يتوقع الانتهاء من الأعمال الإنشائية لها بنهاية العام الحالي، فيما يتوقع أن يبدأ التشغيل الكامل للمحطة بطاقتها الإجمالية للمرحلة الأولى والمقدرة بنحو 630 ميجاواط في الربع الأول من العام المقبل. وتتوزع الحصص بين أطراف التحالف، حيث تملك دونج إنرجي 50%، و”إي أون” 30%، في حين تملك مصدر 20% من أسهم المشروع. وكشف مسؤولون في للمشروع لـ” الاتحاد” خلال متابعتها وضع اللمسات النهائية لإنجاز الأعمال الإنشائية للمرحلة الأولى في الموقع البحري للمشروع، عن الانتهاء من تثبيت كافة القواعد الحاملة لتوربينات المحطة البالغ عددها 175 توربيناً المتوقع أن تولد طاقة تكفي لإمداد ثلثي المنازل في مقاطعة كينت بالكهرباء. وجاءت باكورة إنتاج المحطة عبر 3 توربينات فقط من اصل 10 توربينات مزودة حالياً بالطاقة، ومن إجمالي 151 توربيناً تم تثبيتها حتى الآن، بحسب ستيفين رينولدس مدير الموقع البحري للمشروع، الذي أشار الى انه يجري العمل تباعاً على تشغيل كافة التوربينات بشكل تدريجي بواقع 10 توربينات أسبوعياً (ارتفاع التوربين الواحد يتجاوز ارتفاع عين لندن)، وذلك وفقاً للأحوال الجوية التي تشكل التحدي الأكبر في عملية الإنشاء والتشغيل، مما يشير الى سير عملية الإنشاءات وفقا للجدول الزمني المحدد بنهاية العام الحالي. وما أن نجحت عملية الربط والبدء في تغذية المحطة الوطنية للكهرباء في مقاطعة” كنت” بطاقة الرياح البحرية، صوب المطورون أنظارهم بشغف للمرحلة الثانية وترقب الحصول على الموافقات اللازمة للبدء في اعمال هذه المرحلة التي ستبلغ قدرتها الإنتاجية 240 ميجاوط، وهي اقل قليلا من القدرة التي كان مخططاً لها في بداية الإعلان عن المشروع للوصول بطاقة إنتاجية اجمالية تبلغ 1000 ميجاواط. وبحسب مصادر في المشروع فقد تم تقليل القدرة الإنتاجية للمرحلة الثانية الى 240 ميجاواط فقط، بهدف الحفاظ على الطيور النادرة في المنطقة. وبحسب ريتشارد ريج مدير مشروع في مصفوفة لندن، بدت توسعات المشروع في مرحلته الثانية لا تفرقها عن التحقيق سوى خطوة واحدة، فالمطورون قاموا بتقديم الطلب للبدء في المرحلة الثانية من المصفوفة البحرية، التي سترفع الطاقة المنتجة من المشروع في حال اكتمالها الى 870 ميجاواط. وأشار ريج الى انه عندما تم الحصول على الموافقة على المخطط الأولى للتوسعة في عام 2006، تقرر أن لا يتم الاستمرار في هذه المرحلة حتى يتم تقديم دليل مقنع يؤكد عدم تأثر طيور الغطس ذات الحناجر الحمراء المستوطنة لمنطقة مصب نهر التايمز، سلباً بالإنشاءات الخاصة بالمشروع. وأوضح ريج ان مطوري المشروع تعاونوا مع الجمعية الملكية لحماية الطيور “ار اس بي بى” وناتشرال انجلند” لجمع وتحليل الطيور التي تسكن هذه المنطقة خلال السنوات الست الماضية، وانه الآن وبعد كل الأبحاث تم التوصل لقرار بأنه يمكن مواصلة التوسع بدون التأثير سلباً على الطيور، ومن ثم تم التقدم بعرضهم الى وزارة الطاقة والتغيرات المناخية: دي اي سي سي” ومنظمة الإدارة البحرية “إم إم أو”. وبحسب ريج يعتمد مقترح المرحلة الثانية على نتائج عمليات الرصد والأبحاث والدراسات النموذجية. وأضاف أن: “مصفوفة لندن تعتقد انه وفقا للخطة المقترحة التي تستخدم جزء واحد فقط من المساحة المتاحة للمرحلة الثانية يمكن ان تحافظ على تكامل منطقة محمية خاصة لا تشكل فيها مواقع محطات الرياح تأثيرا على الطيور. وأشار الى أن المرحلة الثانية التي تم تصميها لتغطي 40 كيلو متراً مربعاً قادرة على انتاج طاقة كهربائية كافة تلبى الحاجة السنوية المتزايدة من الكهرباء لأكثر من 180 ألف منزل، في حين سيوفر المشروع بأكمله طاقة كهربائية تكفي لتغذية حوالي 750 ألف منزل، أو ما يعادل ربع منازل لندن الكبرى، ما يسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1,9 مليون طن سنوياً. مرحلة بناء القدرات والكفاءات اعتبر مديرون ومهندسون بالمشروع المرحلة الأولى من مصفوفة لندن التي بدأت الأعمال الإنشائية بها في مارس 2011، مرحلة هامة على صعيد بناء القدرات والكفاءات في مجال الإنشاءات البحرية، بعد أن مهدت الطريق نحو تعلم مهارات الإنشاءات في البحار. ويرى ستيفين رينولدس أن العمل في موقع بحري لإنشاء محطات لطاقة الرياح يمثل في حد ذاته صعوبة بالغة خاصة اذا كان في منطقة متقلبة، فبعض أجزاء الموقع تشهد انخفاضاً في المياه في كثير من الأحيان مع موجات المد المنخفضة فيما تصل ضحالة المياه في مناطق اخرى الى اكثر من 75 قدماً، بالإضافة الى صعوبة العمل مع الرياح الشديدة والبحار الجامدة، التي تدفع فرق العمل الى الانتظار حتى تراخى المياه وتتوقف عمليات المد والجزر. ورغم هذه الصعوبات أشار ستيفين رينولدس إلى أن عملية الإنشاء في المرحلة الأولى تسير وفقا لجدولها الزمني مع الانتهاء من تثبيت كافة قواعد هذه المرحلة، وتركيب 151 توربيناً من أصل 175 توربيناً، وتمديد جميع الكابلات التي تربط بين التوربينات والمحطات الفرعية في البحر وعلى الأرض. من جهته، قال مات بريتون مدير العمليات التجارية في مصفوفة لندن خلال عرض حول تطور العمل بالمشروع في مقر مكاتب المصفوفة في لندن، إن الوصول بالمشروع الى هذه المرحلة من الإنجاز مرة بمراحل وتحديات عدة لكن التزام الحكومة البريطانية بتعزيز دور الطاقة المتجددة ضمن المصادر الرئيسية للطاقة في البلاد ساهم في استمرار المشروع وبلوغه المرحلة الأولي. وأوضح أن المشروع لكى يصل لمرحلة الإنشاء احتاج الى عشرات الموافقات والتصاريح من العديد من الهيئات والجهات المختلفة وخاصة الموافقات البحرية نظرا لأن الموقع يقترب كثيرا من ميناء رامسجت وفي منطقة تشهد حركة كبيرة من السفن الداخلة الى القنال الانجليزي، بالإضافة الى الموافقات البيئية لاسيما وان المنطقة كان تحتاج لدارسة التأثير على الطيور المستوطنة لموقع المصفوفة وما هي البدائل المتاحة، مشيرا الى ان الموقع تم تحديده بناء على حركة وسرعة الرياح فيه. الكوادر المواطنة تشارك في صنع طاقة المستقبل لندن (الاتحاد) - لم تقف مكاسب مساهمة مصدر في تنفيذ وتشغيل اكبر محطة للرياح البحرية في العالم عند حدود الاستثمار الرأسمالي والجدوى التجارية للمشروع فحسب، بل تخطته الى ما هو أبعد من ذلك وهو الاستثمار في رأس المال البشري والاستفادة من توربينات المصفوفة في تفجير طاقات الكفاءات المواطنة في مضمار الطاقة المتجدد ونقل المعرفة للأجيال المقبلة. وعلى الرغم من أن الهدف الرئيسي لمساهمة “مصدر” في مشروع مصفوفة لندن، يتمثل في تطلعها لأن تكون مزوداً عالمياً للخبرة والمعرفة في مجال الطاقة المتجددة، وتوفير مزيج متنوع من مصادر الطاقة المستقبلية، إلا أنها وضعت في صدارة اهتمامها ضرورة أن يكون للكفاءات الإماراتية المواطنة دور في صنع المستقبل للجديد للطاقة، لهذا قامت بابتعاث مهندسين إماراتيين من “مصدر” هما محمد الخواجه، مهندس الكهرباء الأول، وناصر اليماحي، مهندس المشاريع، للعمل في “مصفوفة لندن” ليكتسبا الخبرات العملية حول إنشاء وتشغيل واحد من أضخم مشاريع الطاقة المتجددة وأكثرها أهمية استراتيجية في المملكة المتحدة والعالم. ويشير المهندس محمد الخواجة الذي عكس مدى قدرة الكوادر الوطنية المساهمة في صناعة المستقبل الى أن الهدف من الانتداب من قبل مصدر الى مصفوفة لندن، ليس تمثيل الشركة في المشروع فحسب، لكن الهدف الرئيسي هو اكتساب الخبرات العملية في عملية الإنشاء وتشغيل اكبر مشاريع الطاقة المتجددة في المحطات البحرية في العالم، لافتا الى أن مشاركة مصدر في المشاريع الخارجية تشمل كافة الجوانب، بما فيها التخطيط والتصميم والتنفيذ وصولاً إلى تشغيل المشروع وإدارته. ويشدد الخواجة الذي يحمل درجة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية وشهادة ماجستير في إدارة المشاريع، على تصميمه على الاستفادة القصوى من فرصه انتدابه للعمل في أحد أهم مشاريع “مصدر” الخارجية والتي تنطوى على الكثير من المزايا، وذلك في إطار جهود الشركة الهادفة إلى تعزيز كفاءات المواطنين الإماراتيين وتنمية مهاراتهم عبر إرسالهم في مهمات خارجية. وأكد محمد الخواجة أن خطوة مصدر لإرسال شباب إماراتيين لاكتساب خبرات عملية في المشاركة بإنشاء و تشغيل واحد من أضخم مشاريع الطاقة المتجددة في العالم و أكثرها أهمية، تسهم في اكتساب الخبرات ونقل المعرفة وإرساء مكانة متميزة لأبوظبي كمركز عالمي رئيسي لعلوم الطاقة المتجددة و أساليب تطويرها وتوظيفها. ويؤكد الخواجة الدور الهام الذي تلعبه مصدر في مشروع مصفوفة لندن، والذي يأتي في اطار طموحاتها لأن تكون مزودا عالمياً للخبرة والمعرفة في مجال الطاقة المتجددة، لافتا الى انه ولتحقيق هذه المساعي الهادفة الى توفير مزيج متنوع من مصادر الطاقة المستقبلية، تعمل مصدر على بناء شركات دولية فاعلة مع شركات عالمية رائدة مثل شركة “دون” وشركة “اي او ان” ضمن تحالف رئيسي لتطوير المشروع. وأوضح الخواجة انه من خلال الشراكات الفاعلة مع الشركات العالمية، تسهم مصدر بتطوير وتنفيذ مشاريع تساعد على ضمان أمن الطاقة والحد من آثار تغير المناخ وتعزيز الدور القيادي لدولة الإمارات في قطاع الطاقة.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©