منتدى بديل يهاجم استحواذ الشركات على الثروات المائية

بدأ ناشطون حقوقيون وبيئيون ونقابيون أمس الأول تحركاً في اسطنبول على هامش المنتدى الدولي الخامس للمياه لإدانة استحواذ الشركات الدولية على الثروات المائية حول العالم· وفي افتتاح ''منتدى المياه المضاد'' قال الاقتصادي الإسباني بدرو اروخو ''إن تحويل المواطنين إلى زبائن يشكل كارثة، لا سيما بالنسبة إلى الأكثر فقرا لأنه يستثنيهم ويهمشهم''، كما انتقد النيوليبرالية السائدة وخصخصة خدمات المياه· اما الكاتب البريطاني جوناثان نيل الناشط في مجال مناهضة الاحتباس الحراري، فوصف المحتجين المجتمعين في حرم جامعة بيلجي التي تبعد مئات الأمتار من مقر المنتدى ''الرسمي''؛ بالمستقبل المعقد، وقال ''عندما يحدث تغير مناخي كبير في ظل إدارة المياه على ما يجري حاليا، فانه سيؤدي إلى مجاعة، يقضي بسببها مئات الملايين، وإلى نزوح، بحيث سيضطر مئات الملايين إلى الهرب، وإلى حروب·· ففيما نحيا في زمن حروب النفط، سنشهد في المستقبل حروب المياه''· ووفد الناشطون المناهضون للمتاجرة بالمياه من كافة أنحاء العالم، ومن المقرر أن يواصلوا حتى يوم الأحد تــــبادل تجاربهم في ''الإدارة البيئية للمياه'' ومناقشة موضوع ''المياه والنساء''· الأمر الوحيد الذي يجمعهم هو اشمئزازهم من منتدى المياه ''الحقيقي'' الذي يجمع منذ الاثنين ولمدة أسبوع حوالى 28 ألف مشارك من بينهم وفود لوزارات وشركات وجمعيات وجامعات· وقال النقابي الهندي ويلفرد داكوستا ''المنتدى الاخر مؤسسة تمثل القوى الرأسمالية والحكومات واولئك الذين يتوخون الربح من المياه''، وهو يجلس بين أكشاك تبيع أعمال ليون تروتسكي الكاملة، وفطائر ''بوغاتشا'' التركية التقليدية، وتقارير منظمة العفو الدولية· اما اوي هورينشي الناشط في جمعية بيئية يابانية، فشارك في المنتديين قبل اختيار معسكره، وقال فيما علت وجهه علامات الاشمئزاز ''هناك، حضرت الجلسات المخصصة للتمويل· تحدثوا عن الوسائل الأكثر فعالية كي يسدد الأكثر فقرا الفواتير''· ووجه الناشطون تحية عبروا عنها بالتصفيق الحار لناشطتين تسللتا إلى حفل افتتاح المنتدى ''الرسمي'' ورفعتا يافطة تدين بناء السدود، ما أدى إلى توقيفهما لاحقا وطردهما من تركيا· وقال جوكشن شاهين الناشط في جمعية تركية لمكافحة الاحتباس الحراري ''اشك في توصلهم إلى نتيجة·· ففي المكسيك (في المنتدى الرابع للمياه) حاولت بعض دول أميركا اللاتينية الضغط لإقرار مبدأ أن المياه حق إنساني·· وفي النهاية؛ صدر إعلانان مختلفان''· وأبدى الناشطون تشكيكا في جهود بعض الدول لإدراج المياه ''كحق''، لا ''كحاجة'' فحسب في الإعلان الوزاري الختامي للمنتدى·