الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بالتكنولوجيا.. اليابان تكافح التدخين والخمر

بالتكنولوجيا.. اليابان تكافح التدخين والخمر
12 ابريل 2007 00:30
اليابان، أقدر من غيرها على تسخير التكنولوجيا في خدمة المجتمع، وهي المشهود لها عالميا في مجال التقنية· بنهاية العام ،2008 ستصبح سائر أجهزة صرف علب التدخين الآلية البالغ عددها 600 ألف جهاز، مزودة بأداة الكترونية لتحديد عمر الشخص، وذلك في محاولة لمنع الطلاب المراهقين ممن هم دون العشرين، من شراء علب السجائر أثناء ذهابهم إلى مدارسهم· وبموجب هذه التقنية، يتوجب على المشتري مستقبلا أن يدخل بطاقة الكترونية، في جهاز قارئ مدمج بجهاز صرف السجائر الآلي، لكي يثبت أنه فوق السن القانونية، وهي سن العشرين، لكي يسمح له بالشراء· وتعرض البطاقة التي تصدرها ''مؤسسة السجائر اليابانية'' صورة الشخص واسمه، ورقم العضوية، وتاريخ الانتهاء، وهي مزودة بشريحة مدمجة بحيث يستطيع المشتري دفع ثمن السجائر الكترونيا· أما عملية الشراء فتتم على النحو التالي: تفاصيل عملية الشراء، تنتقل لاسلكيا من جهاز صرف السجائر الآلي، إلى نظام كمبيوتري توفره مجموعة من الشركات اليابانية وعلى رأسها وحدة خخش فُّف التابعة لشركة ''نيبون للتلجراف والهاتف'' العملاقة· يذكر أن أجهزة صرف السجائر الآلية منتشرة في أي مكان في اليابان، تجدها في المتاجر والأسواق والمطارات وحتى الساحات العامة، بحيث يستطيع مراهق في السابعة عشرة من عمره مثلا، شراء علبة سجائر من نوع ''مايلد سيفن'' ذات الشعبية الواسعة في اليابان، بسهولة ويسر· سيتم تنفيذ المشروع على مراحل، وبالتدريج، وقد تمت تجربته في أكثر من منطقة في العاصمة طوكيو منذ عام 2002 ورغم أن هذا النظام الذي بلغت تكاليفه نحو 763 مليون دولار أميركي، سيضع المزيد من التعقيدات أمام المدخنين المراهقين في اليابان، غير أنه لن يردعهم عن التدخين نفسه، لأنه سيكون بمقدورهم الشراء من المحال التجارية مباشرة، أو استعارة بطاقات الشراء من الكبار· من جانب آخر، تسهم التكنولوجيا في اليابان، في كبح جماح السائقين السكارى في الشوارع، حيث قامت شركات النقل باستخدام الهواتف المحمولة المربوطة بأفواههم لكي تمنع السائقين العاملين لديها من القيادة تحت تأثير الخمر· والهواتف المحمولة هذه مزودة بأدوات استشعار تستطيع تحسس الهواء الخارج من أفواه السائقين، وموصولة بالهواتف المحمولة، وتستطيع قراء مستويات الكحول لديهم، في الزمن الفعلي· وللتأكد من أن السائق المعين، هو نفسه الذي يتنفس داخل الجهاز، فإنه يكون متصلا مع رئيسه في مركز العمليات عبر هاتف الفيديو الذي بمقدور رئيسه من خلاله، توجيه الإرشادات والنصائح الأخرى له أثناء القيادة· وتقول شركة DoCoMُ التي طورت أجهزة استشعار الكحول، إنها باعت أكثر من 1500 جهاز من هذا النوع، لأكثر من 150 شركة نقل في اليابان، منذ إطلاق هذه التقنية في يونيو من عام ·2006 وهناك نظام مشابه، طورته شركة ثة المنافسة، ويستخدم البريد الإلكتروني بدلا من هاتف الفيديو، ويعمل حسب نظام تحديد المواقع العالمي بواسطة الأقمار الاصطناعية، مما يساعد شركات النقل على تحديد مواقع السائقين بدقة بالغة· ويرحب أصحاب الشركات بهذه التقنية الجديدة وخاصة بعد أن شددت الحكومة اليابانية قيودها، وفرضت الغرامات على أصحاب شركات النقل التي لا تشرف على السائقين العاملين لديها الإشراف الحقيقي· كما أن التغطية الإعلامية للحوادث المرورية المأساوية، أسهمت بدورها في رفع مستويات الوعي العام، وزادت من اهتمام الجمهور في شؤون السلامة العامة على الطرق· يذكر أن حوادث المرور المميتة التي يتسبب بها سائقون مخمورون قد انخفضت في اليابان بنسبة 14 بالمائة في عام 2006 مقارنة بالعام السابق، وذلك يعود إلى القوانين الصارمة التي فرضتها الحكومة، غير أن مجموع الحوادث بقي على حاله، وهو 611 حادثة مرورية· يقول صاحب شركة توصيل في اليابان: إن نظام تحري الكحوليات كان له أثر مهم لدينا، لأننا به استطعنا أن نبرهن لزبائننا أن أمور السلامة والأمن، هي من أولوياتنا· وتكثر أجهزة بيع السجائر الآلية في اليابان، وبمعدل جهاز واحد لكل 23 شخصاً، وتعد اليابان إحدى أكثر الدول في العالم اقتناءً لها، وتوجد في المدن الكبرى كلها، والبلدات الصغيرة، بل وفي الأرياف أيضاً· ولم تتعرض أي من هذه الأجهزة للسرقة أو الكسر، أو تعطلت عن العمل· فضلاً عن ذلك، تبيع هذه الأجهزة أصنافاً أخرى بدءاً من الحليب، والسناك، والأطعمة السريعة، والمشروبات الغازية، وانتهاءً بالكاميرات المستعملة· وتفيد الإحصائيات أنه بحلول 2008 ستصل أعداد أجهزة بيع السجائر الآلية إلى أكثر من 600 ألف جهاز، وتفيد الإحصائيات الحكومية لعام 2004 ، أن أعداد المدخنين في أوساط طلاب المرحلة الثانوية، هي 42 بالمائة بين الذكور، و27 بالمائة بين الإناث·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©