أبوظبي (الاتحاد) - أعلنت شركة ستراتا للتصنيع، المتخصصة بصناعة مكونات هياكل الطائرات ومقرها مدينة العين والمملوكة بالكامل من قبل شركة مبادلة للتنمية، نجاحها في توسيع سلسلة مورديها المحليين لتصل نسبتهم إلى 50% من مجمل قاعدة مورديها.
وبلغ عدد الموردين المحليين 210 موردين من أصل 404 موردين.
كما استطاعت الشركة رفع نسبة مشترياتها من السوق المحلي بنسبة 65% مقارنة عما كانت عليه في العام المنصرم، حيث وصلت قيمة المشتريات إلى ما يربو على 78 مليون درهم في الفترة ما بين شهري يناير ونوفمبر في العام الحالي، مقارنة بما يصل إلى 43 مليون درهم في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وبلغت نسبة إنفاق الشركة في السوق المحلي 29% من مجمل إنفاقها، فيما بلغت القيمة الإجمالية للمشتريات 268 مليون درهم.
وتأتي هذه النجاحات كثمرة مباشرة للتعاون الوثيق بين شركة ستراتا من جهة ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي من جهة أخرى، في سبيل تشجيع المزيد من شركات السوق المحلي على دخول قطاع صناعة الطيران، وذلك في إطار مشروع الروابط الاقتصادية الذي أطلقته الدائرة لتحفيز الشركات المحلية على اكتشاف واستغلال الفرص المتاحة لتعزيز التعاون بين بعضها البعض.
وكانت ستراتا قد عقدت في السابع من نوفمبر الحالي، وبالتعاون مع الدائرة، ورشة عمل استعرضت فيها الفرص الاستثمارية المتاحة للشركات المحلية في قطاع صناعة الطيران.
وفي هذا الصدد، قال بدر العلماء، الرئيس التنفيذي للشركة “سعت شركة ستراتا منذ إنشائها إلى تشجيع الشركات المحلية على دخول قطاع صناعة الطيران لما يلعبه هذا القطاع من دور محوري في تحقيق رؤية أبوظبي 2030 والهادفة إلى تنويع الاقتصاد الإماراتي بعيداً عن النفط والغاز وبناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة”.
كما وتعمل ستراتا بتعاون وثيق مع صندوق خليفة لتطوير المشاريع لتشجيع الشركات المسجلة في الصندوق على تقديم خدمات التوريد للشركة. وأثمرت هذه الجهود عن انضمام مجموعة من هذه الشركات إلى قاعدة موردي ستراتا.
كما دعت ستراتا جميع شركات الصندوق ذات العلاقة إلى زيارتها للإطلاع على الفرص الاستثمارية التي توفرها الشركة في قطاع صناعة الطيران.
يذكر أن إجمالي قيمة عقود ستراتا مع شركات تصنيع الطائرات وصل إلى ما يقرب من 30 مليار درهم.
من جهته، رحب عبدالله سعيد الدرمكي الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع بما تقوم به شركة ستراتا للتصنيع من دعم للشركات المحلية، مشيداً بدعم ستراتا للشركات والمؤسسات المنضوية تحت مظلة صندوق خليفة.
وأوضح الدرمكي أن الصندوق زود ستراتا بقائمة تضم أسماء وعناوين كافة الشركات العاملة الممولة والمدعومة من صندوق خليفة في مختلف المجالات، حيث لفت إلى أن هذا التعاون أثمر عن منح نحو 10 شركات عقوداً لتوريد بعض ما تحتاجه ستراتا في مختلف القطاعات سواء الغذائية أو الصناعية أو الخدمية.
وأكد الدرمكي أن اعتماد ستراتا للتصنيع على شركات محلية تحت مظلة صندوق خليفة مؤشر مهم على مدى تفوق هذه الشركات وقدرتها على تلبية الشروط والمواصفات القياسية العالمية، داعيا الجهات والشركات الكبرى الأخرى لأن تحذو حذو ستراتا في دعم المشاريع التابعة للصندوق.
من جانبه، قال حمد عبدالله الماس، المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الاقتصادية الدولية في دائرة التنمية الاقتصادية- أبوظبي: “تقوم دائرة التنمية الاقتصادية- أبوظبي بالتعريف بالخطة الاقتصادية للإمارة 2030، من خلال دعم القطاعات المستهدفة في الخطة والترويج عنها دولياً. كما تسعى إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، والشركات الريادية العالمية، والعمل معهم عن قرب من خلال إقامة الملتقيات الاقتصادية، وورش العمل، والمعارض والمؤتمرات، وكذلك الزيارات المتبادلة للوفود، للتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة في إمارة أبوظبي، وللاستفادة من نقل المعرفة والخبرات والتقنيات، وريادة الأعمال التي يتسمون بها”.
وأضاف “من هذه القطاعات، التي أولتها الرؤية الاقتصادية اهتماماً كبيراً يأتي قطاع الطيران، الذي يشكل واحداً من أهم محركات النمو الاقتصادي غير النفطي، مما يساهم بتحقيق رؤية أبوظبي الاقتصادية في الانتقال من الاقتصاد المبني على النفط، إلى الاقتصاد المبني على المعرفة”.
وتسعى الدائرة إلى تعزيز ثقة المستثمرين في هذا القطاع الحيوي، الذي سيسهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي، وذلك لما يشتمل عليه هذا القطاع من فرص استثمارية مهمة مثل نقل المعرفة، وتطوير البنية التحتية، وصناعة الطائرات، مما يساهم في صناعة كوادر وطنية في مجالات تقنية متطورة، بحسب الماس.
وأضاف “إيماناً من دائرة التنمية الاقتصادية بهذا القطاع، فقد قامت بتشجيع شركات السوق المحلي على دخول قطاع صناعة الطائرات، وذلك لتحفيز الشركات المحلية على اكتشاف واستغلال الفرص المتاحة وتعزيز التعاون فيما بينها”.
ومتابعة لهذه الجهود، فقد قامت الدائرة بتنظيم زيارات عديدة إلى مختلف دول العالم، كما قامت باستقبال العديد من الوفود الزائرة للإمارة، للتعريف بالخطة الاقتصادية 2030 وقطاعاتها.
ونتيجة لهذه الجهود الحثيثة، فقد تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع دول عديدة، ومؤسسات حكومية، وشركات مرموقة، وذلك بهدف نقل الخبرة والمعرفة، والاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى هذه الدول.
كما تم تشكيل العديد من المجالس الاقتصادية المشتركة مثل مجلس أبوظبي اليابان الاقتصادي، ومجلس الأعمال الإماراتي البريطاني، وجاري العمل على تشكيل مجلس اقتصادي مع الولايات المتحدة الأميركية، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات، وتذليل المعوقات التي تواجه المستثمرين، مما يسهم في دعم جميع القطاعات المستهدفة في الرؤية الاقتصادية 2030، ومنها قطاع الطيران.
وتعتزم مبادلة التعاون مع صندوق خليفة من جهة أخرى من خلال استخدام البوابة الإلكترونية للصندوق، الأمر الذي سيتيح لها الاتصال المباشر مع أعضاء الصندوق المسجلين في البوابة.
ووقعت شركة ستراتا مؤخراً عقداً مع الشركة الإماراتية بريميير كومبوزيت تكنولوجيز، والتي تعد من الشركات الرائدة في توريد الهياكل المركبة المتطورة خفيفة الوزن، لتوريد المواد المركبة المعروفة بأقراص العسل، والتي تستخدم في صناعة أجزاء هياكل الطائرات.
وقال العلماء “تمثل الزيادة المطردة في إنفاق شركة ستراتا في السوق المحلي دليلاً على التزامنا بالاقتصاد المحلي وسعينا لنكون مساهماً رئيسياً في تنمية اقتصاد مدينة العين”.
وأضاف “لا نقيس نجاحنا في ستراتا بقدرتنا على تحقيق نمو في عائداتنا فحسب، بل بقدرتنا على تحقيق آثار إيجابية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، ولعب دور المحفز على التغيير نحو قطاع خاص قوي يلعب دور المحرك الأساسي للنمو”.
عدد اليوم
