معتز الشامي (دبي) ــ أبدى الإيطالي كولينا رئيس قطاع تطوير التحكيم بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم سعادته البالغة بقرار لجنة التحكيم الإماراتي بتطبيق آلية الاستعانة «الحكم الخامس» من خلال تواجد حكمين خلف المرميين، والتي تستعد اللجنة لبدء تطبيقها مع بداية الدور الثاني لدوري الخليج العربي بعد أسبوعين.
وعلمت الاتحاد أن كولينا قدم مبادرة «فردية» بصفته رئيساً لتطوير قطاع التحكيم الأوروبي، عبر توفير خبير أوروبي متخصص في تعليم قضاة القارة العجوز طريقة تحرك وعمل الحكم الخامس، وذلك لضمان نجاح التجربة كما هو منتظر، كما اتفق كولينا «مبدئياً» مع محمد عمر رئيس لجنة الحكام على البدء في إعداد مذكرة تعاون يتم بمقتضاها تبادل الخبرات مع لجنة التحكيم بالاتحاد الأوروبي، وابتعاث محاضرين إماراتيين لدورات تأهيل بـ «اليويفا»، وكذلك قضاة ملاعب مميزين لتطوير قدراتهم، والاستعانة بأبرز المحاضرين بالاتحاد الأوروبي، لمنح قضاتنا محاضرات متكاملة. وكان كولينا قد حضر بصحبة بوساكا رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولي «الفيفا» لمقر اتحاد الكرة مساء أمس الأول، وذلك للاجتماع بقضاة ملاعبنا على هامش البرلمان الأسبوعي الذي تعقده اللجنة لمناقشة أداء القضاة خلال الجولة الـ 12 لدوري الخليج العربي ودوري الدرجة الأولى.
واصطحب محمد عمر رئيس اللجنة، ضيوف كولينا وبوساكا في جولة تفقدية بمختلف المرافق الرياضية، كما تفقد الاسطورتان السويسري والإيطالي، آلية عمل لجنة الحكام والطريقة المتبعة لاختيار وتحليل الحالات التحكيمية كل أسبوع عبر استخدام أحدث الوسائل والتقنيات التي يوفرها الاتحاد للجنة، وحرص عمر على عرض الحالة التي أثارت الجدل في الجولة الماضية، خلال لقاء عجمان والأهلي واحتساب ضربة جزاء للأخير إثر عرقلة أحمد خليل في الثواني الأخيرة من مباراة عجمان والأهلي، والتي قام بسببها أحمد عبد الله إداري عجمان بالاعتداء على الحكم حمد الشيخ.
واتفق بوساكا وكولينا على صعوبة الحالة، لكنهما أقرا بصحة احتسابها، وأشادا بسرعة وجرأة قرار الحكم، كما أبديا استياءهما من التعدي على الحكم نتيجة لقرار داخل الملعب وأعلنا تأديهما لحمد الشيخ ولجنة الحكام.
ووجه بوساكا دعوة لمحمد عمر ولأحمد يعقوب مدير إدارة التحكيم والسنغافورى شمسول المدير الفني للجنة، لزيارة مقر اللجنة بالاتحاد الدولي في زيوريخ مارس المقبل، وذلك لعرض آخر وسائل التدريب والتقنيات المتبعة لتطوير القضاة، بالإضافة لتوقيع مذكرة التفاهم الخاصة بتبادل الخبرات بين الطرفين.
حظ سعيد
من جانبه، أكد محمد عمر أن حظ القضاة واللجنة عموماً كان سعيداً بتواجد أسطورتين يقودان التحكيم في «اليويفا» و«الفيفا»، ويقومان بجهود جبارة لتطوير المستوى التحكيمي حول العالم، وقد حرصا معاً على الحضور لدعم القضاة الإماراتيين معنوياً لأنهما على دراية بما تقوم به اللجنة من محاولات جادة لتطوير القدرات التحكيمية لمختلف الأطقم الإماراتية، فضلاً عن الاستعانة بأحدث ما وصل إليه علم التحكيم الكروي الحديث.
وقال: «حرص كولينا وبوساكا على الحضور والاجتماع بالقضاة أشبه بتقديم دعم معنوي هائل لجميع القضاة والأطقم التحكيمية الإماراتية»، وأوضح أنهما أكدا كامل دعمهما لخطط تطوير قضاة ملاعب الإمارات، كما اثنيا على مستوى التحكيم الإماراتي في آسيا، وهو ما أسفر عن تأييد عملي عبر توفير خبراء من «الفيفا» لتقديم محاضرات لقضاتنا وابتعاث المميزين منهم أيضاً إلى أوروبا، فضلاً عن حرص لجنة التحكيم بـ«الفيفا» على التعاون مع لجنة التحكيم في مختلف المجالات وهي كلها تعكس المكانة والثقة الكبيرة التي يتمتع بها التحكيم الإماراتي في الوقت الذي يعاني من بعض المشككين.
وكشف عمر أن كولينا وبوساكا أعلنا تأييدهما للحكم حمد الشيخ وأكدا على صحة ضربة الجزاء التي سببت الأزمة عقب مباراة عجمان والأهلي.
وقال «اللجنة تعمل بكامل طاقتها للارتقاء بمستويات قضاة ملاعبنا، لكن يجب أن يعرف الجميع أننا نعمل لتقليل الأخطاء وليس القضاء عليها لأن الخطأ وارد طالما كان الحكم بشر».
وتابع: «خطط التطوير بدأت منذ اشهر قليلة مضت، والعمل الذي يقدم ضخم للغاية، والكل يتسرع جني الثمار، يجب أن نعي أن المستوى لن يتغير بين ليلة وضحاها، ولا يعني ذلك أننا سيؤون لكننا نسعى لأفضل مستوى عالمي ممكن».
وأضاف «أعتقد بعد تطبيق تقنية الحكم خلف المرمى ستقل نسبة كبيرة من الاعتراضات وهناك نية للاستعانة بقضاة ساحة مميزين للقيام بدور الحكم الخامس في المباريات كما نصحنا كولينا، حيث سيقوم بإرسال خبراء في هذا المجال لضمان أفضل ظهور للحكم خلف المرمى بالدوري الإماراتي».
شرف كبير
من جانبه، أكد بوساكا أهمية دعم التحكيم الإماراتي للقيام بواجباته في تطوير مستويات القضاة، وقال: «الاعتداء على أي حكم في العالم، هو اعتداء صريح على هيبة «الفيفا»، وهيبة لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي، ونحن لا نقبل بذلك تحت أي ظرف، ويجب على جميع أطراف اللعبة عندكم الحرص على نبذ روح التعصب لأنها غريبة عن هذا البلد الذي نستمع في كل مرة نزوره فيها».
وألقى بوساكا كلمة أمام قضاة الملاعب في البرلمان الأسبوعي عبر خلالها عن سعادته بالاجتماع مجدداً مع قضاة ملاعب الإمارات لثاني مرة في أقل من شهرين وقال: «إنه شرف كبير بالنسبة لي أن أكون معكم اليوم، ومعنا كولينا أفضل حكم في العالم وصاحب الخبرات والرؤية المميزة دائماً».
وتابع: «يجب أن يدرك الجميع أننا بشر في النهاية، ورغم ذلك نعمل بجد وقوة لتطوير قدراتنا كحكام للساحة أو حكام مساعدين، وحتى «الفيفا» والاتحاد الأوروبي يعملان معاً من أجل منح القضاة أفضل ما لديهم من خبرات، وكل ذلك لتقليل الأخطاء التي ترتكب داخل الملعب منهم، لأننا ندرك تماماً أنه لا يمكن تجنب الوقوع في أخطاء تحكيمية لأنها جزء من جماليات اللعبة، من السهل انتقاد التحكيم في الإعلام، لكن من الصعب أن يقدم أي فرد ما يقدمه الحكم من تضحيات وجهد لتطوير قدراته، لذلك يجب أن يؤمن الجميع بما يتم من عمل ضخم على ارض الواقع لديكم». وكشف بوساكا أنه يتابع بشكل مستمر ودائم خلال الفترات الأخيرة، عمل لجنة التحكيم بالاتحاد الإماراتي ويراقب كيفية تنفيذ الخطط التطويرية والمبادرات المتتالية للنهوض بالتحكيم الإماراتي وهو أمر مميز ويعكس مدى الاهتمام والحرص الذي يلقاه هذا القطاع من المسؤولين عن اللعبة.
وقال: «نحن فخورون بما تقدموه من عمل هنا، يجب عليكم أن تثقوا في أنفسكم و«الفيفا» يعي تماماً الجهود التي يبذلها الاتحاد الإماراتي للنهوض بقطاع التحكيم، والمهم أن يعي الجميع أن هناك محاولات مستمرة للتحسين، لكن الأخطاء ستقع مهما بلغتم من تفوق، نحن نحاول إيصال هذه الرسالة للعالم كله، كما أهنئكم على التضحيات التي تقدمونها للوصول للكمال في التحكيم، الأمر ليس سهلاً، لأنكم تعيشون في بلد مهم للغاية بالنسبة للمنطقة وللعالم، ومؤخراً بات هناك تطور كبير في مستوى الدوري الإماراتي، ولديكم لاعبون محترفون ومدربون عالميون، لكن رغم ذلك انتم غير مفرغين ما يعني أنكم غير محترفين رسمياً مثل اللاعبين والمدربين في دوريكم، ورغم ذلك تقدمون تضحيات رائعة، لكن لو أردتم الوصول لمستوى متطور فعليكم أن تكونوا محترفين بالفكر والعقل والثقافة حتى لو لم يكن بينكم وبين الاتحاد عقد احتراف».
وأوضح أنه عانى عندما كان حكماً بسبب غياب الاهتمام الكاف بالتحكيم في اتحاد الكرة ببلاده وفي المجتمع السويسري بشكل عام، وقال: «كنت أتدرب بجدية وقدمت تضحيات كبيرة للغاية وعليكم أن تقوموا بما قمت به أيضاً».
عدد اليوم
