الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف يتعامل الوالدان مع حب الاستطلاع لدى الأبناء؟

كيف يتعامل الوالدان مع حب الاستطلاع لدى الأبناء؟
18 مارس 2016 04:55
خورشيد حرفوش (القاهرة) أكدت دراسات تربوية، أن الطفل يوجه الأسئلة عادة إما للحصول على معلومات جديدة، أو لجلب الانتباه، وفي كلتا الحالتين يجب على الوالدين الاستجابة بطريقة إيجابية، لأن تجاهل أسئلة الطفل أو التعامل معها بطريقة غير سليمة يخمد حب الاستطلاع لديه، أو يؤدي إلى شعوره بالرفض وعدم الرغبة فيه. وأوضحت أن الوالدين تقع عليهما مسؤولية إشباع حب الاستطلاع عند الطفل، فمنذ اللحظة التي يبدأ الطفل بالنطق يريد أن يعرف كل شيء عما يراه من حوله، ومع تطور قدرته على الكلام لا يقنعه الشرح البسيط، ويبحث عن التفاصيل، وعندما يبدأ الكلام بسلاسة، فهذا يعني أن دماغه قد نضج ولا تعود أسئلة مثل ماذا؟ أو كيف؟ تكفي لإشباع الفضول عنده، بل إنه يلجأ إلى توجيه السؤال الأصعب لماذا؟ وحول الفترة الواقعة بين السنتين الرابعة والسادسة من العمر، أوضح الدكتور محمد عبد العليم، استشاري العلوم السلوكية، أنها فترة يكثر فيها الطفل عادة من توجيه الأسئلة، ويريد أن يعرف أكثر، حيث تزداد علاقاته الاجتماعية وينمو وعيه بنفسه عن طريق المقارنة مع الآخرين، وتصبح أسئلته مباشرة حتى بالنسبة إلى مواضيع مثل: من أين يأتي الأطفال؟ لماذا مات جدي؟ لذا يجب أن تكون الأجوبة التي يعطيها الوالدان أيضاً مباشرة وصريحة، لكن ليس هناك ضرورة إلى الدخول في تفاصيل دورة التناسل، أو المسائل الدقيقة مع طفل يبلغ الرابعة من العمر، ويكفي أن نعطيه جواباً مبسطاً مقنعاً، تجنباً لاستمرار البحث عن مصادر أخرى ليستقي منها المعلومات التي يريدها. ولفت الدكتور عبد العليم إلى أهمية الابتعاد عن خطأين شائعين عند الإجابة عن تساؤلات الأطفال، الأول: عدم إلقاء محاضرة على الطفل الصغير، في حين يمكن إشباع فضوله بإجابة بسيطة، وتجنب المعلومات الصعبة، التي تسبب الحيرة، وأن تكون النتيجة توجيه أسئلة أخرى في المستقبل. أما الخطأ الثاني: الإجابة عن أسئلة الطفل باستعمال مصطلحات الحكايات الخرافية وعباراتها، لأن هذا الأسلوب يؤدي إلى نتائج عكسية في المستقبل، ويعلمه المبالغة غير الموضوعية، فالطفل يصدق عادة ما يقال له على الأقل في البداية، وإذا اكتشف أن الأب والأم كانا يخدعانه، فقد يؤدي هذا إلى فقدانه الثقة بهما واحترامه لهما، مشيراً إلى أن المشكلة الأخرى التي تواجه الوالدين هي كيفية التعامل مع السؤال الذي لا يجدان إجابته، ويعد اللجوء إلى الصدق والصراحة أفضل حل، أيضاً ليس هناك من ضرر إذا اعترف الأب والأم بأنهما لا يعرفان الجواب، ويفضل أن يحاولا أن يقترحا على الطفل إجابة بديلة معقولة، أو مصدراً يمكن الحصول بوساطته على الإجابة. الاعتماد على النفس ويضيف الدكتور عبد العليم: عندما يكتشف الطفل أن والديه لا يعرفان كل الأجوبة يبدأ الاعتماد على نفسة أكثر فأكثر، ومع تقدم الطفل في العمر يمكن أن يتطور هذا الاعتماد على النفس إلى محاولات تلقائية يبذلها الطفل للتعرف على العالم من حوله، ومن العادات الجيدة التي يمكن تطويرها لدى الطفل تشجيعه على اكتشاف الإجابات بنفسه، وهذه العادة ضرورية جداً لتعلم الطفل. وقد يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى استعمال عبارة لا أعرف وسيلة للإجابة عن أسئلة الأطفال والتوقف عند هذا الحد، وهذه وسيلة تنقصها الحكمة، وقد تولد لدى الطفل شعوراً بصعوبة إيجاد الأجوبة عن أسئلته، وقد يقتنع مثلاً بأن السعادة في الجهالة، ومن شأن هذا الأسلوب أن يخمد رغبة الطفل في البحث، ويعيق تعلمه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©