الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عشرات القتلى والجرحى في اعتداءات إرهابية بالجزائر

عشرات القتلى والجرحى في اعتداءات إرهابية بالجزائر
12 ابريل 2007 00:41
الجزائر- انشراح سعدي: هزت اعتداءات إرهابية باستخدام سيارات مفخخة يقودها انتحاريون العاصمة الجزائرية امس ، واحدثت المواد الناسفة الشديدة الانفجار التي استخدمت هلعا كبيرا في أوساط المواطنين و أسفرت في حصيلة أولية غير نهائية عن سقوط 23 قتيلا وجرح ما يزيد 162 جريحا حالة بعضهم خطيرة جدا حسب حصيلة رسمية، وفي اخرى غير رسمية وصل عدد الضحايا الى 30 قتيلا استنادا إلى الحالات الموجودة في مستشفيات العاصمة· واستهدف التفجير الأول، الذي تم تنفيذه بواسطة 3سيارات مفخخة فيما قالت مصادر أمنية إنها كانت سيارة واحدة و خلف 9 قتلى وما يزيد عن 32 جريحا ، مدخل قصر الحكومة الواقع بشارع الدكتور سعدان بالعاصمة الجزائر ، والمعزز بإجراءات أمنية ونقاط تفتيش و رقابة دائمة، حيث نسف جانب من مبنى القصر الحكومي الذي كان يتواجد بداخله لحظة وقوع التفجير رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم ، وما يزيد عن 1200 موظف ، في حين أحدث التفجير هلعا كبيرا في محيط القصر الذي توجد بقربه مبان حكومية مثل المديرية العامة للجمارك والجامعة المركزية وتجاوره عمارات ومبان شعبية تصدعت جدران بعضها وتكسر زجاج معظم نوافذها ، وهرع سكانها بالأخص النساء إلى الخارج باتجاه المدارس المجاورة ظنا أن التفجير مسّ أيضا أطفالهم الذين كانوا لحظة التفجير داخل الأقسام· وشهدت منطقة باب الزوار التابعة لدائرة الدار البيضاء والتي تبعد عن مكان تواجد قصر الحكومة بـ 15 كلم فقط ، حيث سمع سكان المنطقة دوي انفجار قنبلتين شديدتين المفعول الأولى استهدفت مقرا لمحافظة الشرطة يقع على الطريق السريع المؤدي لمطار الجزائر الدولي هواري بومدين ، حيث انهار جزء كبير من المبنى المقابل لمقر مصالح الحماية المدنية التي هرعت لإنقاذ ما يزيد عن 50 جريحا من أعوان الأمن و المواطنين الذين كانوا داخل المحافظة و انتشال جثث ما يزيد عن 8 رجال أمن بعضهم مفتشي شرطة ومحافظين· ولقد استهدف التفجير الثاني بنفس المنطقة حيا شعبيا للسكان يحاذي مقر المحافظة و هو حي 5 يوليو ، أوقع بدوره ضحايا من الأبرياء ، من بينهم 7 طلبة جامعيين كانوا يمرون بمحاذاة الحي الذي لا يبعد كثيرا عن أكبر جامعة جزائرية وهي جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا· ووصف رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم التفجيرات بـ '' الجريمة الشنعاء '' وقال بلخادم إنها '' عمل جبان وخيانة '' في وقت '' يناشد فيه الجزائريون المصالحة الوطنية '' · وتعد تفجيرات أمس ثاني أكبر عمل أرهابي تشهده العاصمة الجزائر خلال أقل من شهرين بعد التفجيرات السبعة بالسيارات المفخخة والقنابل التقليدية الصنع التي وقعت في 13 فبراير الماضي بأربع بلديات تابعة لولايتي بومرداس وتيزي وزو شرق العاصمة الجزائر، استهدفت مقرات للدرك الوطني والأمن الحضري وأسفرت عن حصيلة ثقيلة أودت بحياة 7 أشخاص من بينهم 2 من عناصر الأمن و13جريحا من بينهم 10من أفراد الأمن الحضري حسب بيان للداخلية · كما تتزامن مع عمليات عسكرية ضخمة تقوم بها قوات الجيش بمنطقة أميزور التابعة لولاية بجاية 250 كلم إلى الشرق ، حيث أسفرت عمليات التمشيط عن مقتل ما يزيد عن 30 إرهابيا من بينهم زعماء في التنظيم الارهابي الذي كان يطلق على نفسه ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، وغيره بعد ذلك إلى ''تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي'' واعلن تبنيه للتفجيرات في اتصال هاتفي مع قناة'' الجزيرة'' الفضائية · وقد سارعت العديد من الدول والمنظمات الاقليمية والدولية الى ادانة تفجيرات الامس في الجزائر· وجاءت تفجيرات العاصمة الجزائر في وقت تستعد الجزائر لتنظيم الانتخابات البرلمانية التعددية الثالثة من نوعها منذ توقيف المسار الانتخابي العام 1991 الذي فازت فيه جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة بغالبية المقاعد البرلمانية ، والمزمع تنظيمها في 17 مايو المقبل ، وقرار وزارة الداخلية منع النشطاء الإسلاميين السابقين في الحزب المحظور من المشاركة في الانتخابات، ورفضها عشرات القوائم بدعوى أنها تشتمل أسماء أشخاص يهددون الأمن الداخلي وآخرين مطلوبين قضائيا · ومن شأن التفجيرات الجديدة أن تفتح النقاش مجددا حول جدوى المصالحة الوطنية التي رفع شعارها عاليا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة منذ وصوله الحكم العام 1999 ، ورفض أن يضع آجالا محددة لانتهاء العمل بها ، سعيا منه لفتح باب التوبة و العودة إلى جادة الطريق أمام من يعلنون تطليق العمل المسلح ، و هي المصالحة التي عززها الرئيس بوتفليقة بتدابير عفو سمحت بإطلاق سراح ما يزيد عن 2000 ناشط إسلامي سابق كانوا يقبعون في السجون منذ العام 1991 ، وعودة قيادات في الحزب المحظور من الخارج على رأسهم رابح كبير · ولا يزال الرئيس بوتفليقة يرى في المصالحة المخرج الوحيد من الأزمة الأمنية التي تعصف بالجزائر منذ مطلع التسعينيات ، رغم التوجه الاستئصالي الذي تبنته المؤسسة العسكرية في الآونة الأخيرة و إصرارها على ملاحقة الإرهابيين مثلما تفعل اليوم في التمشيطات العسكرية الضخمة التي تقوم بها في عدد من معاقل الجماعات المسلحة ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©