الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم محمد وروضة الحاج والميزغني يقرأون للإنسان والوطن

إبراهيم محمد وروضة الحاج والميزغني يقرأون للإنسان والوطن
10 نوفمبر 2012
أقامت ندوة الثقافة والعلوم، في مقرها بدبي مساء أول أمس، قراءة شعرية شارك فيها، الشعراء: الإماراتي إبراهيم محمد إبراهيم والسودانية روضة الحاج والتونسي المنصف الميزغني، وذلك في إطار فعاليات احتفالية الندوة التي انطلقت مساء الأربعاء الماضي بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على تأسيسها. وقدّم الشعراء في الأمسية الشاعر الإماراتي طلال سالم، ثم استهلت الأمسية بقراءة للشاعرة روضة الحاج التي حازت مؤخرا جائزة مهرجان “سوق عكاظ” الذي جرى في المملكة العربية السعودية. كان الشعر هنا يقوم أساسا على سؤال الفرد أمام ذاته وأمام العالم، أي أن الشعر قد غدا مرآة أمكن للشاعرة الحاج أن تحولها إلى شخص وتخاطبها بوصفها ذاتا مقابلة بل ذاتا مطابقة لذاتها، غير أنها لم تكن مرآة صافية بل فيها ظلال وعتمات وليل أيضا، ربما بسبب انعدام اليقين ذاك الذي تشي به كثرة التساؤل من جهة. ومن جهة أخرى عذابات الـذات السـاردة الـتي في القصـيدة: “وأنا كتلة من ضلال / يدحرجها الطين نحو غواياتها”. قرأت الشاعرة عددا من القصائد التي يستدعي البعض منها ذاكرة الشعر الستيني الموزون ذي النزعة الوجودية، من بينها: الطريق إلى الله، وتغريبة المطر، وقصيدة العطش، التي منها: لو أنّي أملك سرّ الإرواء لو كنت صديقي لا سجّاني يا ليل كنّا سنسير يدا بيد كي نعبر هذا البحر اللجيّ المسحور كنا سنوزع خبز الحكمة بالقسطاس على كلّ الفقراء!! أما القراءة التالية فكانت للمنصف الميزغنّي، هذا الشاعر الذي ما زال يسعى، منذ تسعينيات القرن الماضي إلى أن يقدم قراءة الشعر لجمهوره بمسحة من السخرية عبر طريقة خاصة في الإلقاء تمزج القول الشعري بالغناء والتمثيل والإلقاء المنبري الكلاسيكي. والشعرية هنا تتحقق من خطاب شعري مباشر وصادم ومن مفارقة لغوية تتكئ، أثناء الإلقاء، على التكرار إما لحرف في الكلام يحقق حضور التنويع في طبقة الصوت أو في قافية يمكن من خلالها استخدام أكثر من طبقة صوتية أثناء الإلقاء. يضيف الشاعر إلى ذلك شيئا من التنكيت “المر” أو الطرفة بل من السخرية إلى نصّ القصيدة ليشدّ عين السامع وبصره إليه إيقاعيا من جهة، وإلى المقروء بطريقة غنائية طورا ثم بأداء تمثيلي أطوارا أخرى، وليس بأداء الإلقاء المسرحي فقط. هكذا تصبح القصيدة أشبه بكاريكاتور ساخر بالأبيض والأسود، أي الضحك والبكاء معا، إنما بخطاب شعري مباشر فيه صراحة في القول دون مجاز أو استعارة. كما هي الحال في قصيدة “في المجلس” التي منها: “فِي الْمَجْلِسْ فَكِّرْ فِي الْمَقْعَدْ فَالْمَقْعَدْ بِدَمِ الشُّهَدَاءْ لَنْ يَـيْـبَـسْ وأخيرا، إلى إبراهيم محمد إبراهيم، الحائز جائزة الدولة التقديرية للفنون والآداب للعام 2009 وجائزة أفضل كتاب من الإمارات في معرض الشارقة الدولي للكتاب لدورته الحادية والثلاثين التي تستمر حتى السابع عشر من نوفمبر الجاري، حيث قرأ من “أفضل كتاب إماراتي” ويحمل العنوان: “سكّر الوقت” نصفه، إذ هو قصيدة واحدة - كتاب. تدور فكرة القصيدة – الكتاب حول فكرة واحدة، تتمثل في أن المرء عندما يكون في غربة ويتذكر وطنا بتفاصيله الحميمة فإنه لا يتجرع المرارة من شاي حُلْوٍ فقط بل من الوقتٍ بأسره أيضا عندما يصبح الوقت هو العمر وهو الحياة أيضا ويفيض بالحسرات وما هو أقرب إليها: “ سُكّرُ الوقتِ يحتاجُ سُكّرَةً .. ودمي سُكّرٌ تتلاشى حلاوتُهُ .. لا أحِنُّ لصيفي هناكَ ولكنْ إلى سُكّرِ النّخْلِ أرنو بقلبي وترنو إليَّ النخيلُ بلا سُكّرٍ”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©