الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

صراحة عمار

22 نوفمبر 2011 23:51
لم يكن حديث سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي عن إخفاقات المنتخب الأول حديثاً عادياً بقدر ما كان حديثاً صريحاً لامس الجروح، ومشخصاً للواقع الذي يتهرب منه الجميع عقب كل إخفاق نمنى به ويعلو الصراخ، ونتقاذف التهم لكل الأطراف والجهات من الاتحاد والمدرب واللاعبين والإعلاميين، ويصل الأمر أحياناً إلى الجماهير لتقاعسها في دعم المنتخب، دونما تحديد لجهة بعينها. واستشعر سمو الشيخ عمار بعد أن عايش الواقع المرير وتابع كل وسائل الإعلام وحملة الانتقادات التي وجهت لكل أطراف اللعبة والجهات الرياضية، بما فيها اتحاد كرة القدم، حيث أنصف سموه الاتحاد بعدم تحمله مسؤولية إخفاق المنتخب الأول والنتائج السلبية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 وأن الأندية واللاعبين هم من يتحملون مسؤولية ما حدث والانعكاسات السلبية على الأداء والنتائج. وذهب سموه إلى أبعد من ذلك وطالب الاتحاد بأن يكون له وقفة مع اللاعبين، بعد أن وفر للمنتخب كل عوامل النجاح خلال فترة التحضيرات، وأشار سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي إلى ضرورة أن تبادر الأندية بالاهتمام بلاعبي المنتخب الذين هم واجهة كرة الإمارات في المحافل القارية والدولية وتهيئة مقومات النجاح لهم لتقديم كل ما عندهم، مشيراً إلى أن عدم اهتمام الأندية بلاعبي المنتخب كان أحد الأسباب التي وقفت حجر عثرة أمام تطوير المنتخب من أجل تحقيق النتائج المرجوة. إنها عين الحقيقة وكل الحقيقة في إخفاقات المنتخب في بلوغه النهائيات والخروج “الصفري” من التصفيات، وهذه الحقيقة التي ظللنا ندور حولها، دون أن نشير إليها بشكل مباشر، وتحميل أطراف أخرى سعت لتحقيق المهمة والعوامل التي ذكرها سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، هي كل الحقيقة التي تحاول الأندية إخفائها أو الإشارة إليها لأنها أحد أهم واجباتها في بناء ودعم منتخب كروي يقارع نظرائه في القارة، وخارجها من خلال الضوابط التي اقترحها والسلبيات التي أشار إليها. هكذا هم أولوا الأمر دائماً منصفين مع الجميع، ويقفون على مسافة واحدة من الجميع، دون تفضيل جهة على أخرى، ودون مرآة للحقيقة، فسمعة الإمارات ومكانتها هي الشغل الشاغل لهم، وإن كان سموه قد أشار إلى طرفي اللعبة الأساسيين، وهي الأندية واللاعبين في أزمة المنتخب الأول فإن الأطراف الأخرى تتحمل جزءً من المسؤولية كل حسب موقعه، ولكن لا ينبغي أن نهضم حقوق من قدموا لكرتنا الكثير وتحملوا العبء الأكبر، فكما للفوز وجوه عدة كذلك للخسارة. فإن كانت الأندية هي من تقع على عاتقها النهوض بكرة القدم بما توفرت لديها من إمكانات واللاعبين بما تمتعوا بها من مزايا، فإن عليها أن تدرك بأن المسؤولية مشتركة بينها والجهات الأخرى في الميدان الرياضي، فالاتحاد وحده وبمعزل عن الأندية لا يمكنه تحقيق كل طموح الشارع الرياضي، وكذلك اللاعبين الذين يقع على عاتقهم كل المسؤولية، لأنهم هم الأدوات الرئيسية في رسم معالم الطريق لمستقبلنا الكروي الواعد، واختلال هذين العنصرين نفقد معهما كل السبل المؤدية إلى منتخب كروي يمثلنا في المحافل الخارجية ويحقق لنا أمنيات المنافسة قارياً والتأهل للمونديال القادم بإذن الله. وصح الله لسانك يا بوحميد، فقد أصبت كبد الحقيقة بصراحتك. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©