الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤتمر العلاج بالقرآن يناقش أسس وشروط التداوي والرقية

12 ابريل 2007 02:01
خديجة الكثيري: انطلقت صباح أمس فعاليات جلسات اليوم الأول لمؤتمر ''العلاج بالقرآن بين الدين والطب'' والذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وبتنظيم مؤسسة التنمية الأسرية، حيث بدأت الفعاليات بالمحاضرة الرئيسية حول عنوان ''الإعجاز العلاجي في القرآن الكريم'' والتي قدم لها رئيسا للجلسة الدكتورأحمد المزروعي، ثم تحدث فيها الدكتور زغلول النجار· وأكد النجار أن الآراء حول قضية العلاج بالقرآن الكريم تنقسم إلى مجموعات ثلاث على النحو التالي: القرآن الكريم هو الشفاء من أمراض سوء الاعتقاد، والابتداع في العبادات، والانحراف في الأخلاق والمعاملات والسلوك، لأن هذه القضايا تشكل ركائز الدين الذي علمه ربنا تبارك وتعالى لأبينا آدم عليه السلام لحظة خلقه، ثم أوحاه إلى مائة وعشرين ألفا من أنبيائه ورسله، وأنزله في ثلاث مائة وبضع عشرة رسالة سماوية ختمها برسالة النبي والرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم التي أكمل بها الدين· ويؤكد زغلول النجار أن هناك أراء في هذا المجال ، فالرأي الأول يحصر العلاج بالقرآن في النواحي الروحية فقط، ولا يرى دوراً لعلاج أي من الأمراض العضوية أو النفسية بالقرآن، وينصح باللجوء إلى الطب والأطباء وإلى التداوي بالأدوية المناسبة لكل مرض كما حددتها المعارف المكتسبة· والرأي الثاني يؤمن أصحابه بأن القرآن الكريم هو شفاء من الأمراض غير العضوية والتي قد تنتج عن بعض المسببات الغيبية كالأمراض الناتجة عن الحسد أو المس أو السحر وبعض الحالات المرضية الأخرى التي لا تجد لها العلوم المكتسبة تفسيرا منطقيا مقبولا في عالم مليء بالغيوب وفي ظل الاعتراف بمحدودية الإنسان· يستند أصحاب هذا الرأي إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بالتطبب والتداوي، كما أوصى بالرقية الشرعية وبالأدعية المأثورة· والمجموعة الثالثة ترى أن القرآن الكريم بكونه كلام رب العالمين فلابد وأن يكون فيه الشفاء من كل داء ومن هنا يؤكدون على ضرورة الاستشفاء بكلام الله مع الالتزام بالضوابط اللازمه لذلك ومع الاستعانة بجميع معطيات الطب وعلاجاته في كل حقل من حقوله العضوية والنفسية ومن حاجة الجسد إلى العلاج العضوي وحاجة النفس إلى العلاج النفسي وحاجة الروح إلى كلام الله تعالى أخذا بالأسباب انطلاقا من تكون الإنسان من جسد ونفس وروح· مناقشة الآراء ثم قدم زغلول النجار صفحات لمناقشة هذه الآراء الثلاثة ومبررات كل منها والتأكيد على مساندة الرأي الأخير منها مع الاستدلال بعدد من الشواهد العلمية على ذلك· وأضاف زغلول أنه من كل ذلك تتضح قيمة العلاج بالقرآن الكريم، بأنه إذا كانت للنبتة وللنخلة وللسمكة ولغيرها من الأحياء وحبات الرمل القدرة على التحرك لكتابة لفظ الجلالة تسبيحا لله تعالى وتمجيدا وخضوعا للعبادة التسخيرية، وإذا كانت لذرات وجزيئات الماء القدرة على التأثر بسماع القرآن الكريم والانفعال بذلك والتعبير عنه بشكل بلوري محدد فإنه من باب أولى أن يستجيب جسد الإنسان لتلاوة القرآن وهو مكون في غالبيته من الماء· شروط المعالج بالقرآن من جانب آخر أوضح الدكتور زغلول النجار بعضا من شروط المعالجين بالقرآن الكريم: ومن شروط المعالج بالقرآن الكريم الإيمان بأن الله تعالى قادر على كل شيء وهو القائل عن ذاته العلية: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون· فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ''يس:''82,83 والإيمان كذلك بأن المرض ابتلاء من الله سبحانه وتعالى وهوالقادر على الشفاء منه لقوله عز من قائل على لسان عبده ونبيه إبراهيم '' عليه السلام '' : وإذا مرضت فهو يشفين'' ''الشعراء: ''80وقوله إلى خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم- : وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ''يونس: ''107 وقوله تعالى عن عبده ونبيه أيوب '' عليه السلام '' : '' وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين· فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ''الأنبياء:''83,84 اليقين على المعالج بالقرآن أن يكون موقنا يقينا لا يدخله أدنى شك بأن القرآن الكريم هو شفاء للمؤمنين بإذن رب العالمين وأن عليه بالصبر حتى يأتي أمر الله بالشفاء: لقوله تعالى:'' وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ''الإسراء: ''82وقوله : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ''الرعد: ''28ووصفه - سبحانه وتعالى- للقرآن الكريم بقوله العزيز:''···قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء··· '' فصلت: ''44 الجلسات الصباحية عقدت الجلسة الأولى حول عنوان التشخيص عند المعالجين بالقرآن وأدارها الدكتور محمد حسن المرزوقي، وتحدث فيها الشيخ علي بن مشرف العمري حول التلخيص في حكم ما يفعله الرقاة من التشخيص· وأكد العمري أن التشخيص لا يخفى على العقلاء الذي يمارسه بعض المتصدرين لهذا الباب المبني على ثلاثة أمور: الأول: أن يكون دجالاً مشعوذاً له علاقة محرمة مع الجن فيعلمونه ببعض الأمور فيصدقون في واحدة ويكذبون في مائة،والثاني: وان يكون رجماً بالغيب ،واعتداءً على مقام الرب تعالى ،وإيهاماً للناس بأن هذا الرجل لديه من العلوم ما ليست للأولين ولا للآخرين· الثالث تطرق فيه إلى أنه مبني على الخبرة وطول الممارسة والمعرفة ببعض الأعراض التي تتكرر من شخص لآخر · فأما الأول والثاني فباطلهم ظاهر، لايحتاج إلى إعمال عقل وفكر وجمع للنصوص لبيان باطلهما·أما الثالث فباطله ماكر مختبئ فينبغي على الناس أن يسلموا لهذا الخبير بتشخيصه الذي بناه على تخرصات وأوهام بزعم الخبرة وتشابة الأعراض· التلخيص والتشخيص وأشار إلى أن التلخيص في حكم التشخيص لايجوز والواجب على الراقي ان يلصق المريض بربه تعالى ويوجه المعاني الإيمانية من ضمنها الرقية الشرعية بالكتاب والسنة ولامانع من معاونته في ذلك بالقراءة عليه والتعامل معه بما فيه رضا الرب تعالى· أما المتحدث الثاني في الجلسة فكان الدكتور طارق الحبيب بروفيسور واستشاري الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك سعود ومستشار الهيئة العامة للخدمات الصحية لإمارة أبوظبي، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، حيث قدم ورقة عمل بعنوان وسائل التشخيص والعلاج عند المعالجين بالقرآن أكد فيها أن المعالجين بالقرآن يقومون في غالب الأحيان باستخدام وسائل غير مألوفة في علاج مراجعيهم ممن يعانون من مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي ربما توحي لهم بوجود عين حاسدة أو تلبس جن للإنس أو السحر في هذا البحث تم تحليل نموذج تلك الأعراض التشخيصية ووسائل العلاج المستخدمة لتلك الاضطرابات·ولقد تمت هذه الدراسة في منطقة القصيم بالسعودية بدراسة خمسة وأربعين معالجا بالقرآن· وأشار إلى أنه لوحظ أن أكثر المعالجين بالقرآن ليس لديهم تصور واضح للأعراض التي تفرق بشكل جلي بين تلك الاضطرابات الروحية التي اعتاد المعالجون بالقرآن أن يوصوا مرضاهم بالتداوي منها بطرق علاجية مستمدة من المفاهيم الدينية التي لاحظوا أنها تؤدي إلى تحسن ملحوظ في المعاناة العقلية· الاستنتاج : إن الأعراض الظاهرة للاضطرابات الروحية المذكورة ليست ذات خصوصية، ولكنها رغم عدم خصوصيتها تساعد المعالجين بالقرآن حسب إفادتهم في تشخيص تلك العلل ووصف الدواء المناسب لها· ولذا أرى أن الأبحاث القادمة يجب أن تركز على طرق التشخيص المستخدمة· هليل: المؤتمر رسالة توعية مهمة من الإمارات للعالم العربي والإسلامي أكد معالي الدكتور أحمد محمد هليل قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية أهمية انعقاد مؤتمر العلاج بالقرآن بين الدين والطب في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات ليوجه رسالة توعية إلى العالمين العربي والإسلامي بالابتعاد عن الخرافات والدجل والشعوذة والعودة إلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة السمحاء· وفي حديث خاص للنشرة اليومية للمؤتمر أشاد الدكتور هليل مستشار العاهل الأردني ووزير الأوقاف الأردني السابق بجهود الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ودعمه ورعايته للمؤتمر· كما أشاد بجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المؤتمر، وأكد أهمية المؤتمر الذي يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط على مستوى العالمين العربي والإسلامي والتي تنبع من تصديه لظاهرة خطيرة وهي تفشي الشعوذة والدجل في المجتمعات العربية ولأنه يجيء أيضا في ظروف حرجة يواجهها العالم الإسلامي من خلال توجيه الشبهه والاتهامات للإسلام من جوانب متعددة· وقال إن الأساليب التي يشار إليها بالبنان وما يمارس باسم الاسلام والدين من أعمال شعوذة وسحر ورقيا غير شرعية لا تلتزم لا بالكتاب ولا بالسنة مما يؤدي إلى الإساءة للإسلام أولا واتهامه بأنه دين التخلف والإساءة أيضا إلى الأشخاص المرضى ونحن نعلم أن الإنسان المريض يعيش حالة من الضعف يستمتسك من خلالها بأوهى الأسباب وقد حصلت بالفعل العديد من الحالات المأساوية لمرضى تمت معالجتهم بهذه الأساليب الخطيرة· وأكد معالي الدكتور أحمد محمد هليل أن ريادة دولة الإمارات في معالجة هذا الموضوع وطرحه بجرأة ووضوح وعلم وعقلانية واتساق مع منهج القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يؤكد ريادة هذه الدولة لتنقية الإسلام وتجليته بصورة بعيدة عن الخرافة والدجل والشعوذه والتمسك بالعلم والحق حسب أصول ديننا وعقيدتنا وشريعتنا الغراء· كما أشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي في وقت بالغ الدقة حيث يتعرض الإسلام إلى حرب شرسة تستهدف شريعته ومنهاجه وتشكك في عقيدتنا السمحة وأن من يوجهون سهامهم المسمومة لهذا الدين الحنيف يستغلون بعض الممارسات الخاطئة والشاذة التي يقوم بها نفر ممن ينتسبون إلى الإسلام وهو منهم براء· فضائيات الشعوذة وأعرب عن سعادته للمشاركة الى جانب كوكبة من العلماء والأطباء في هذا المؤتمر الذي يهدف لنشر فكر واع في مجال العلاج بالقرآن من خلال جمع وجهات النظر المختلفة لعلماء الدين والرقاة والأطباء والوصول بهم إلى أرضية مشتركة تنأى بالقرآن الكريم عن دائرة الشبهات لا لفضائيات الدجل والشعوذة· ومضى معاليه قائلا : من هنا تأتي أهمية مؤتمر أبوظبي في خلق الوعي لدى الناس حول أهمية الاعتماد على العلماء والشريعة السمحاء، وحث الناس على عدم التوجه إلى المشعوذين وتذكير العلماء والدعاة بدورهم ومسؤوليتهم أمام الله والناس لكشف حالات الزيف وبيان الحكم الشرعي فيها وتوضيح الرقية الشرعية التي يرضاها الله عز وجل· قرع الجرس وأعرب عن أمله في ختام الحوار أن يقرع المؤتمر الأجراس ويوقظ الناس ويتصدى من خلال أعمال وأبحاث العلماء لإلقاء الضوء على أحد الجوانب المشرقة للقرآن الكريم وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عبر مجموعة من أوراق العمل التي أعدها نخبة من كبار العلماء والأطباء والخبراء والمختصين وأهل الرأي والمشورة بهدف إظهار الحقائق وكشف الأكاذيب والتأكيد على عظمة الإسلام وشريعته السمحاء وما يحتويه القرآن الكريم من كنوز ثمينة فيها خير البشرية جمعاء لو تمسكت بمنهجه وشريعته وسنة نبيه العظيم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©