الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

السعودية تقدم 1000 عنوان من منجزها الأدبي والفني والفكري والسياسي

السعودية تقدم 1000 عنوان من منجزها الأدبي والفني والفكري والسياسي
23 نوفمبر 2011 12:18
نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب برنامجا ثقافيا حافلا بمناسبة اختيار المملكة العربية السعودية كضيف شرف لهذه الدورة المميزة من عمر المعرض، وذلك ضمن احتفاليته الخاصة بمرور ثلاثين عاما على إقامته، واستكمالا لمسيرة الشراكة الثقافية والحوار المعرفي بين دول المنطقة. وركزت المشاركة السعودية في موضوعها الثقافي على مجالات متعددة منها المجال الأدبي والسياسي والفني والفكري، ضمن مسار التبادل الثقافي الطويل والمتداخل بين الإمارات والمملكة، ويستشعر الزائر لجناح السعودية في المعرض حجم وقيمة هذه المشاركة من حيث الدلالات القوية التي تبثها المشاركة بشكلها التفاعلي والحيوي، والتي لم تتوقف على الكتاب وحده، أو على الشكل التنظيمي فقط، ولكنها شملت برامج وفعاليات متعددة توزعت على فضاء التشكيل والمعارض الفنية وإقامة الندوات التخصصية والملتقيات العامة التي تبحث في عروق وتضاريس العلاقة التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتجذرة والممتدة بين الإمارات والسعودية. وللوقوف على تفاصيل هذه المشاركة المتوهجة بأنساقها وتنوعها وثرائها، التقت “الاتحاد” بكل من الدكتور سليمان بن صالح العقلا، مستشار وزارة التعليم العالي في المملكة، والدكتور صالح بن حمد السحيباني الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية في دولة الإمارات. واللذين أشرفا على عدة مناشط وبرامج أفرزتها هذه المشاركة ذات الأبعاد الموحية والمكثفة في شكلها ومضمونها. دعوة من حاكم الشارقة بداية تحدث الدكتور سليمان العقلا عن فضاءات المشاركة وأهدافها، مشيرا إلى أن المملكة تلقت دعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتكون ضيف شرف المعرض في مناسبة عزيزة ثقافيا ومعرفيا بالنسبة للشارقة، والمتمثلة في مرور ثلاثين عاما على عمر هذا المعرض الضخم والمتميز على مستوى الوطن العربي، وحتى على مستوى المعارض الدولية الكبرى. وأضاف العقلا “تأتي هذه المشاركة استكمالا لمسيرة العلاقات الطيبة بين المملكة وبين دولة الإمارات، لذلك تم الاستعداد جيدا من قبل الهيئات الرسمية والأهلية والأكاديمية في السعودية كي تليق المشاركة بحجم الإنجازات الثقافية التي تشهدها السعودية والتي وصلت لمراحل متقدمة خلال السنوات الخمس الماضية في ظل الجهود الكبيرة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعم الثقافة وتعزيز الحوار المعرفي بين شعوب المنطقة والعالم”. تفاصيل المشاركة وعن حجم وتفاصيل مشاركة المملكة في معرض الشارقة للكتاب، أوضح العقلا أن جناح المملكة في المعرض احتوى على منصات وأقسام ومحتويات ترجمت قيمة وزخم المشاركة مقارنة بالأجنحة الأخرى، مضيفا بأن جناح المملكة احتوى على معرض للفنون التشكيلية التي تشهد رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة بالسعودية، وهناك ركن خاص يضم مجسمات الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى عرض ألف عنوان لكتب وإصدارات معظمها من النتاجات الجديدة التي تعرض لأول مرة، وتخاطب مختلف الأذواق والتخصصات مثل كتب التراث والكتب الإسلامية، والجغرافيا والآثار واللغات والتاريخ والشعر والقصة والرواية والدراسات النقدية والأخرى الأكاديمية والعلمية التخصصية التي تنتجها الجامعات السعودية. وقال العقلا “والأطفال أيضا كان لهم نصيب في الجناح من خلال مشاركة المملكة بالعديد من الكتب والوسائل التعليمية الموجهة لهذه الفئة العمرية المهمة في مجتمعاتنا الخليجية والعربية، وذلك عن طريق تخصيص ركن مستقل للناشئة والأطفال، هذا بالإضافة للإصدارات المرتبطة بحدث المشاركة مثل إصدارات الحرم المكي الشريف، وكسوة الكعبة، وإصدار خاص يتعلق بالجوائز العالمية التي تقدمها المملكة للهيئات والشخصيات المتميزة في الحقول الأدبية والفكرية والاجتماعية والسياسية المختلفة، بجانب البرنامج الثقافي الحي والمباشر مع جمهور المعرض والذي احتوى على المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية”. عمق العلاقات الإماراتية السعودية وأوضح العقلا في نهاية حديثه أن الحفاوة التي استقبلت بها المشاركة السعودية في المعرض تترجم عمق وقيمة وأصالة العلاقات الثقافية القديمة والمتواصلة بين البلدين، وتمنى العقلا في المقابل أن تكون الإمارات هي ضيف شرف معرض الكتاب القادم في الرياض، حتى تتواصل الزيارات الثقافية والنقاشات المثمرة بين مثقفي وكتاب الإمارات وبين نظرائهم من الأدباء والمفكرين في السعودية. ومن جانبه وتعليقا على هذه المشاركة الثقافية المميزة، تحدث الدكتور صالح السحيباني الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية في الإمارات قائلا “ لا أخال أحدًا ينكر دور الثقافة وأهميتها في دعم الترابط والتقارب والتواصل الراقي بين شعوب العالم، فكيف إذا كان ذلك بين أبناء أمة (اقرأ) الواحدة، من هذا المنطلق الواعي بدور الثقافة تأتي مرتكزات الشراكة الثقافية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة استمرارًا لجهودهما النبيلة الرامية إلى تعزيز القيم الأصيلة، وتوطيد أواصر التلاحم، وتأكيدًا لمبدأ نشر الثقافة العربية، وتوسيع دائرتها الإقليمية إلى دوائر أخرى متماسكة لتتسع مختلف أرجاء المعمورة، وتخلق بيئة متكاملة تستمد مقوماتها من مبادئ إنسانية وقيم أصيلة مشتركة، حيث إن مثل هذه الشراكة تفتح أبوابًا واعدة لالتقاء الثقافات بين الشرق والغرب، وخلق آفاق أرحب للمساهمة في نشر المعرفة”. وحول صدى وأهمية المشاركة في راهن ومستقبل التعاون الثقافي بين البلدين، قال السحيباني “إن ما يشهده البلدان الشقيقان (المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة) من حراك ثقافي مبشر بنهضة ثقافية شاملة تواكب التطور الكبير في كل مناحي الحياة في هذين البلدين، وذلك تحت قيادة حكيمة وتوجيهات سديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – يحفظهما الله تعالى –، وحرصهما الكبير على أن تكون هذه الثقافة معبرًا لإشاعة قيم الإسلام النبيلة المرتكزة على التسامح والتعاون، وكذا السجايا الحميدة التي تنتجها هذه الثقافة الأصيلة بما يعود على البلدين الشقيقين بالخير والتقدم، وعلى الأمة الإسلامية جمعاء بالنفع والفائدة، وكذلك على الأمم الأخرى بالسلام والمحبة؛ لأن ما يشهده البلدان من تطور سريع ومنجز ثقافي مشرف لا ينفصل البتة عن ماضيهما العريق، وهو بقدر تمسكه بأصالته، فإنه متفاعل مع غيره في إطار حضاري مستنير، حيث إن المشهد الثقافي في البلدين ليس في معزل عن بعضهما البعض، فالثقافتان متشاركتان في مكوناتهما، ومتشابهتان في منبعهما، إذ تنعكس على هذا المشهد شخصية الثقافة العربية الإسلامية، وهي ثقافة قائمة على الاتصال والحوار والإبداع والإنتاج، مبنية على التسامح والتعارف”. جمال السويدي: للكتاب دور مهم في دفع حركة التنمية الشاملة في الدولة نحو الأمام أبوظبي (الاتحاد) - أكد الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن مشاركة المركز سنوياً في “معرض الشارقة الدولي للكتاب”، الذي يعدّ احتفالية ثقافية يأتي في إطار سعي المركز المتواصل إلى نشر الثقافة وتدعيم الفكر والمعرفة في المجتمع الإماراتي من جهة والعالم العربي من جهة أخرى، وإيماناً منه بأهميّة الكتاب ودوره في دفع حركة التنمية الشاملة في الدولة نحو الأمام دائماً. وأوضح السويدي في بيان صحفي صادر عن المركز أمس بمناسبة مشاركة المركز في فعاليات الدورة الثلاثين لـمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أن مركز الإمارات للدراسات يقوم خلال مشاركته في هذا المعرض بعرض المئات من إصداراته لا سيّما الحديثة منها التي تشمل كتباً أصيلة ومترجمة لمؤلفين متخصّصين يحظون بشهرة عربية وعالمية، إضافة إلى إتاحة الفرصة للجمهور للتعرّف إلى دراسات علميّة محكمة باللغتين العربية والإنجليزية مثل سلاسل دراسات استراتيجية ودراسات عالمية ومحاضرات وأوراق الإمارات التي تتناول بالبحث والتحليل مختلف القضايا الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعلوماتية التي تهمّ دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربية بصفة خاصة، والقضايا المتعلّقة بالعالم العربي وأهم المستجدات الإقليمية والعالمية بصفة عامة. وأضاف السويدي أن كتب “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” وإصداراته المختلفة والمتنوّعة تلقى اهتماماً واسعاً لدى القرّاء والمثقفين والمفكّرين والباحثين المتخصّصين، كما تتمتّع بحضور متميّز على المستويات المحلية والعربية والدولية كافة، لافتاً النظر إلى أن المركز يهدف من خلال مشاركاته المتواصلة في كل معارض الكتب المحلية والدولية إلى تشجيع حركة البحث والتأليف والترجمة في العالم العربي، وإثراء المكتبة العربية بالكتب المتميزة والدراسات الجادة، وتعزيز التفاعل الثقافي عبر العالم. وأشار السويدي إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يعدّ من أهم معارض الكتب في الدولة، مشدّداً على أهميّة مشاركة الجمهور في معارض الكتب المختلفة سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية، نظراً إلى الفوائد والمكتسبات العظيمة التي تقدّمها تلك المعارض، وذلك من خلال إطلاع الجمهور على خليط من المطبوعات ومصادر المعلومات المتنوّعة والحديثة من شتّى بقاع المعمورة، الأمر الذي يسهم في رفع مستوى “أفراد المجتمع العاديين” المعرفي والعلمي والأدبي والمهني من ناحية، وإتاحة الفرصة للباحثين والقرّاء لاقتناء ما يلبّي احتياجاتهم ورغباتهم من الكتب النادرة والحديثة والمتخصّصة من ناحية أخرى. وقال السويدي، إن “تلك المعارض تعدّ منابر لمد جسور التواصل والتعاون بين دول العالم عبر إتاحة الفرصة لتجمّع عدد كبير من أصحاب الثقافات والحضارات والأفكار المختلفة من الأدباء والمثقفين والمفكّرين والمبدعين وتعرّف كلا منهم إلى خبرات الآخر وتجاربه وثقافته”، مبيّناً أن تلك المعارض تتميّز بعقد ندوات ومحاضرات ولقاءات ومناقشات جادّة بين نخبة من صنّاع الثقافة المشاركين في هذه الفعاليات الثقافية، بما يسهم في إثراء تلك الفعاليات ويساعد على تعظيم قيمة القراءة وتشجيع اقتناء الكتب وتعزيز الحراك الثقافي ونشر الوعي الحضاري في المجتمعات كافة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©