الممارسات البشرية مسؤولة عن مرض ونفوق الأسماك

دبي (الاتحاد) - تعتبر حماية الحياة في البيئة البحرية جزءا مهما من المسؤولية الملقاة على عاتق الجهات التي ترعى وتهتم بهذا المصدر المهم الذي يوفر لنا الغذاء، وتستكمل البيئة البحرية في الخليج جوانب التنمية الاقتصادية، وقد أثرت الممارسات البشرية على البيئة البحرية في العالم، ما أدى إلى انتشار الأمراض ونفوق الأسماك، وهو أمر عادة ما يحدث نتيجة الأنشطة البشرية. وفي دول الخليج العربي، هناك تحديات من نوع آخر وهي الخوف من تناقص المخزون السمكي نتيجة لتحديات مناخية وعدم توفر المحميات. وتتميز مياه الخليج بخصائص وصفات طبيعية وبيولوجية تنعكس على الحياة في البيئة البحرية، وعلى الرغم من تشابه الأسماك والكائنات المتواجدة في مياه الخليج مع مثيلاتها في المناطق الاستوائية في العالم وفي المحيط الهندي، إلا أن البعض منها يختلف في الكم والنوع، لأن البيئة الفريدة للخليج تضفي صفات نادرة على الكائنات من أهمها القدرة على التحمل للمتغيرات السريعة الكبيرة، وفي درجة حرارة مياه البحر السطحية ودرجة الملوحة على مدار العام. حماية الثروة السمكية يقول صلاح عبدالله مدير جمعية الصيادين في مدينة خورفكان: أشرفت لمدة يوم كامل على عملية تنظيف الميناء والمرسى في خورفكان، كما أشرفت على تحميل سبع حمولات من المركبات البيك آب كلها من المخلفات، وبعض الصيادين لا يشعرون بالخطر إلا في حال حدوث أي أمر يضر بأحدهم، وقد ساهمت البلدية ووزارة البيئة والدفاع المدني في هذه الأعمال بالتعاون مع المجلس البلدي ولجنة تنظيم الصيد في خورفكان. كما جاءت لجنة بشكل فجائي للتفتيش على الأسماك المطروحة، من حيث إن كانت صغيرة أثناء صيدها، ولكنها وجدت أنها أكبر من الحجم المطلوب، وهذا ليس دورنا نحن فقط. وبالعودة للحديث عن البيئات البحرية فإن تقارير المنظمات العالمية المختصة بالبيئات البحرية على مستوى العالم، تشير إلى الزيادة في حالات الإصابة بالأمراض بين الأسماك. الأمر الذي يستدعي الاهتمام من ناحيتنا، حتى نحافظ على هذه الثروة ونحميها. مزارع أسماك يضيف صلاح عبدالله قائلا: يعتبر الاستزراع السمكي في الوقت الحالي محورا أساسيا لجلب الأسماك، ولذلك نحن نعمل حاليا على مشروع لم ينفذ بعد لإنشاء مزرعة لتربية الأسماك، حيث قمنا بتقديم الطلب وننتظر موافقة حكومة الشارقة للبدء في المشروع، كما أننا كرجال نعيش بشكل بجوار البحر ونعيش على خيراته، نرى أنه من الأمور الهامة هناك ضرورة لإقامة محميات للأسماك، فتلك إحدى الحلول الهامة لزيادة المخزون السمكي، وهذه المعلومات ليست من بحث شخصي أو دراسة خاصة، وإنما هي نتيجة أبحاث للهيئات البيئية في الدولة وفي الدول الخليجية المجاورة. ويوضح أن أي كائن حي بحاجة لمكان يلجأ اليه للعيش فيه بعيدا عن كل المؤثرات السلبية، وكذلك الأسماك، التي نعرف معدل تزامن تطور نشاطها وتنوع الأطوار العمرية لها، بدءا من البيضة، ومرورا بالأمهات وباقي الأعمار، فكل المعلومات التي يعرف منها حال الأسماك ووضعها متوافرة لدينا، وتفيد هذه الدراسات للتعرف على أية أمراض أيضا. ونتيجة لما يمارسه الإنسان وما يزال يفعله نتيجة أنشطته المختلفة في منطقة عدة، نتج عنه ظهور اختلال في التوازن الطبيعي بين هذه المجموعات، وتزخر الدراسات بالعديد من الأمثلة من مختلف القارات، كما تشير إلى مسببات قلة المخزون السمكي في أية دولة يجري بها البحث، ومن تلك الأسباب التلوث وفقدان المصدر الغذائي الخاص بالأسماك، وتغير سمات بيئتها من حيث الملوحة والحرارة. بيئة بحرية صالحة يؤكد صلاح عبدالله، أن الدولة والهيئات البيئية في الامارات ودول الخليج العربي، تعمل على تحسين البيئات عبر جهود حثيثة، وبالنسبة لكيفية حماية البيئة البحرية من تلك الآثار المدمرة في الامارات، فإن هناك ضوابط تتعلق بانتقال الأسماك، وهو من الإجراءات التي تنظمها معظم التشريعات التي تهدف إلى منع استنزاف المخزون السمكي، وعدم قبول ما يقوم به بعض الصيادين، بصيد الأسماك التي لم تتح لها فرصة كي تكبر، ونراهم يقولون إن لم نقم بصيدها فإن غيرنا سوف يصيدها. ويوضح: بالنسبة لنا نحن نعمل عبر القوانين والضوابط على تنفيذ كافة التعليمات، التي تهيئ للثروة السمكية بيئة بحرية صالحة، خاصة بالنسبة لما يتعلق بتوفير الموائل والآن يتم العمل على مراقبة المرجان المزروع، لأنه هام جدا لتأمين تكاثر القشريات والطحالب والتي تشكل غذاء هاما للأسماك، وبالتالي تبقى الأسماك وتتكاثر طالما توافر المأوى والغذاء، وأيضا يتم العمل بين فترة وأخرى على تنظيف المناطق التي ربما تتكاثر فيها النفايات وتصبح بيئة خانقة للكائنات الحية. توعية الصيادين يقول صلاح عبدالله، إن جمعية الصيادين في مدينة خورفكان، تعمل وبشكل دائم على توعية الصيادين، سواء بالنسبة لآثار النفايات على البيئة البحرية، أو توعيتهم بأهمية ترك الأسماك حتى تصبح في طول ووزن قانوني، لتكون صالحة للصيد، وقد تم توزيع النشرات الخاصة بذلك، وقد وجدنا تجاوبا منهم، حتى أنهم ساهموا بجهودهم في يوم الحملة الخاصة بتنظيف الميناء والمرسى.