دعت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الأول الأمم المتحدة إلى تعزيز دورها في أفغانستان ليشمل تطوير القطاعات الإنمائية كافة، لتمكين الدولة الأفغانية من إحلال الأمن والاستقرار واستعادة دورها الطبيعي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وجددت دعمها للجهود الدولية المبذولة لتحقيق هذه الغاية.
وقال المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة السفير أحمد عبد الرحمن الجرمن أمام الاجتماع الخاص الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن “الحالة في أفغانستان”، إنه “رغم الجهود الكبيرة التي بذلها المجتمع الدولي على مدار سنوات لتحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان، إلا أن أفغانستان لا تزال تواجه تحديات بسبب انعدام الأمن، ما ألحق أضراراً كبيرة في البنية التحتية والخدمات”، وأثر سلباً على جميع الخدمات ومظاهر الحياة اليومية.
وأشار الجرمن إلى أنه بينما تدعم الإمارات مشروع قرار الجمعية العامة بشأن الحالة في أفغانستان، لكن يساورها قلق من استمرار الخسائر المتزايدة في صفوف المدنيين بمن فيهم العاملون في المنظمات الإنسانية الدولية، نتيجة لاستمرار العنف. وأكد أن المسؤولية الرئيسية تقع في المقام الأول على الأطراف الأفغانية نفسها في وقف العنف واتخاذ خطوات ملموسة لممارسة حقوق الإنسان في صلب سياستهم وتوفير الحماية للمدنيين.
وجدد الجرمن دعم الإمارات لجهود إحلال الأمن والاستقرار في أفغانستان وتأييدها لعملية كابول المعنية بانتقال المسؤولية إلى الحكومة الأفغانية، وتوليها زمام مسؤولياتها الوطنية وخاصة في مجالات الحوكمة والأمن، لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأكد أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان إلا بتعزيز الحوار والمصالحة على نطاق واسع. وأكد أيضاً دعم الإمارات للمساعي الحميدة في هذا الصدد التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام والبعثة النرويجية واللجنة المشتركة الأفغانية الباكستانية للمصالحة والسلام.
وتطرق الجرمن لانعكاس الدور الإقليمي على الحالة في أفغانستان. وقال إن الأحداث أثبتت أن الدور الإقليمي يلعب دورا حيويا وبارزا في تعزيز الأمن والسلام وإعادة الإدماج والاستقرار. ورحب بالنتائج الإيجابية التي صدرت عن مؤتمر إسطنبول الذي عقد في الثاني من الشهر الجاري، التي شملت الاتفاق على حزمة إجراءات للثقة والتعاون متعدد الأطراف في عدة مجالات، من بينها الأمن، وإعادة الإعمار والصحة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وإنتاج المخدرات، والتهريب في أفغانستان.
وأشار إلى أن الإمارات تتطلع لنجاح المؤتمر الدولي المعني بأفغانستان، المزمع عقده في مدينة بون الألمانية خلال شهر ديسمبر. وأكد أن الإمارات، التي استمرت في دعم ومساندة الشعب الأفغاني سياسياً واقتصاديا منذ منذ بداية محنته قبل عشر سنوات، تحرص على مواصلة مساهمتها في إطار جهود المجتمع الدولي من خلال برامج المساعدات والإغاثة الإنسانية، ودعم تنفيذ مشاريع البنية التحتية والبرامج التنموية في كافة القطاعات الصحية والزراعية والاجتماعية.
وأوضح أن جملة مساهمات الإمارات من المساعدات الحكومية المقدمة إلى أفغانستان للنهوض باقتصادها بلغت حوالي 1,5 مليار دولار أميركي، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية الخاصة الأخرى التي قدمتها عبر مؤسسة الشيخ خليفة بالتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس التي تقدر بـ50 مليون دولار لبرنامج تطعيم الأطفال. وأشار إلى أن الإمارات أعلنت في أغسطس الماضي تقديم منحة قدرها 250 مليون دولار أميركي، يديرها صندوق أبوظبي للتنمية، لدعم مشاريع التنمية في أفغانستان وبشكل خاص في مجال الإسكان للأرامل واليتامى والمعاقين وتأهيل العاصمة كابول وبقية المقاطعات الأخرى.
وتابع “هذا بالإضافة إلى مساهمات أخرى قدمتها الإمارات منذ عام 2007 وبشكل مباشر لدعم جهود إعادة الإعمار والمشاريع الإنمائية. ومشاركتها في تنفيذ العديد من المشروعات الحكومية وغير الحكومية، بما فيها بناء مراكز للتدريب وشق الطرق وإعادة بناء البنية التحتية في البلاد وتنفيذها لمشروع إزالة الألغام في قندهار الذي يتوقع استكماله خلال 4 سنوات بكلفة 28 مليون دولار أميركي”.
وأكد الجرمن إدانة الإمارات وبشدة لجميع الهجمات الإرهابية في أفغانستان بما فيها التي استهدفت عناصر القوات الدولية والبعثات الإنسانية والدبلوماسية. وأكد أن أمن واستقرار أفغانستان مرتبط بالأمن الإقليمي بما في ذلك منطقة الخليج العربي. وأكد مواصلة الإمارات سعيها مع شركائها في دعم برامج أفغانستان الوطنية الرامية لتنفيذ استراتيجية شاملة للإصلاح والتدريب الأمني لمكافحة أنشطة الأعمال المسلحة والإرهاب والتطرف والتشدد، فضلًا عن عمليات إنتاج وتهريب المخدرات.
عدد اليوم
