الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انحسار دعوات مقاطعة الانتخابات في المغرب

23 نوفمبر 2011 11:56
بعد أن انطلقت بقوة واضطلعت بدور اكيد في الحركة الاحتجاجية التي شهدها المغرب واجرى اثرها ملك المغرب محمد السادس اصلاحات دستورية، تجد حركة 20 فبراير اليوم صعوبة في تعبئة الراي العام وتلبية دعوتها الى مقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة الجمعة لكنها تؤمن بقدرتها على رفع لواء المطالب الاجتماعية. وفي مؤشر على تراجع زخمها فإن دعوتها إلى «تعبئة وطنية» الأحد من أجل مقاطعة الانتخابات لم تنجح سوى في حشد آلاف من المتظاهرين. وقبل انتخابات الجمعة استجاب فقط ما بين أربعة وخمسة آلاف شخص لهذا النداء في الدار البيضاء ، المركز الاقتصادي والمدينة الأكبر لجهة عدد السكان في المغرب ، مقابل الفي شخص في العاصمة الرباط. ويرى ناشطو هذه الحركة الاحتجاجية التي ولدت في خضم ثورات الربيع العربي ، أن الانتخابات التشريعية لن تحل مشاكل المملكة مثل التفاوت الاجتماعي والبطالة والفساد فضلا عن تغيير النظام الذي يترأسه ملك يعتبرون أن سلطاته كبيرة جدا رغم الإصلاح الدستوري الأخير. ويبدو أن مطالب التظاهرات التي نظمتها الحركة في بداية تحركها على خلفية موجة الاحتجاجات في المنطقة، وجدت صداها لدى العاهل المغربي الذي اتخذ لتهدئة غضب الشارع إجراءات اجتماعية وطرح دستورا جديدا ينص على مزيد من الديمقراطية تم الاستفتاء عليه في يوليو الماضي. ويبدو أن حركة 20 فبراير التي تتنازعها تيارات مناضليها الإسلاميين واليساريين والمستقلين العلمانيين ، فقدت بمرور الزمن من قدرتها على التعبئة رغم المسيرات السلمية التي تنظمها بانتظام. وقال المحلل السياسي محمد مدني»ليست النداءات على غرار الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات التي ستعزز الحركة ، بل العمل الميداني والالتحام بالقوى الاجتماعية». وراى فؤاد عبد المومني الخبير الاقتصادي القريب من الحركة «أن الناس حين تسمع أن قسما من الحركة مكون من متطرفين إسلاميين ومتطرفين شيوعيين ، يتملكهم الخوف». ويقول المحلل السياسي بودوان دوبري انه علاوة على ذلك فإن «الأهالي يحصلون على المزيد من خلال المطالب القطاعية». ويضيف أن المنظمات النقابية القوية «تميزت بغيابها عن الفعل في هذه الحركة. وهي تفضل ممارسة ضغوطها الخاصة للحصول على مطالبها». وتابع «إن الناس لا يهتمون كثيرا بالسياسة وبالانتخابات في الوقت الذي تبدو فيه حركة 20 فبراير حركة سياسية قبل كل شيء» وتطالب بإصلاح النظام. وبالتالي فإنه إذا قاطع المغاربة الانتخابات فإن ذلك لن يكون بسبب دعوات المقاطعة بل اتباعا لتقليد قديم في البلاد التي تطال الأمية ثلث سكانها. وفي وثيقة داخلية للحركة أقر ناشطون فيها بـ«ضعف التعبئة في مستوى الأحياء وضعف الدعم الحقيقي من النقابات والجمعيات والكيانات الأخرى». ودعت الوثيقة إلى «إعادة كتابة برنامج الحركة لجعلها أكثر بساطة ووضوحا». وتعاني حركة 20 فبراير كذلك من غياب شبه تام في وسائل الإعلام العامة وهي لا تستطيع التعويل إلا على الشبكات الاجتماعية ونشاط مناضليها ميدانيا لإسماع صوتها. ورغم ذلك لا يزال ناشطو حركة 20 فبراير مقتنعين بأن الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات التي انضمت إليها أحزاب يسارية صغيرة ، هي مسألة «جامعة». وقالت وداد ملحاف الطالبة الشابة الناشطة في الحركة «حتى وإن تم حظر حركتنا في وسائل الإعلام ، فإن حملة المقاطعة ستجمع المناضلين وتعزز التفاهم بين مختلف التيارات».
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©