الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شبكة حقاني بعد مقتل «ناصر الدين»

19 نوفمبر 2013 23:06
يثير مقتل ناصر الدين حقاني ابن مؤسس “شبكة حقاني”، التي صنفتها الولايات المتحدة ضمن المجموعات الإرهابية بسبب ارتباطها بتنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان”، في باكستان الأسبوع الماضي، مخاوف بشأن الانقسامات في صفوف الجماعات المسلحة وتداعياتها على حكومتي أفغانستان وباكستان. وقتل ناصر الدين، نجل مؤسس الشبكة جلال الدين حقاني، والذي كان رئيساً لأنشطة جمع الأموال، برصاصة في الرأس في إحدى ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حسبما أفادت حركة “طالبان باكستان” ووحدة الاستخبارات الباكستانية (آي. إس. آي)، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الحادث. وذكر مصدر من حركة “طالبان” لـ«رويترز» أن نصر الدين قتل في إسلام آباد أثناء سفره مع مجموعة أخرى لم يحددها، بينما نقلت صحيفة «إكسبرس تربيون باكستان” أن مسلحاً أطلق النار عليه لدى عودته إلى المنزل من الصلاة. وترتبط “شبكة حقاني”بحركة “طالبان” في أفغانستان، ويشار إليها بأنها «الخصم اللدود للقوات الأميركية في أفغانستان»، وتتمتع الشبكة بنفوذ في المناطق القبلية الباكستانية على الحدود مع أفغانستان. ويشير تقرير «سي. بي. إس» إلى أن مقتل نصر الدين «يمثل ضربة قوية لشبكة حقاني وحلفائها»، بينما ذكرت قناة «بي. بي. سي» أن قتله سيزيد الضغط على الحكومة الباكستانية. ولطالما اتهمت الولايات المتحدة وحدة الاستخبارات الباكستانية «آي. إس. آي» بدعم شبكة حقاني، كوكيل لها في الحرب الأفغانية، غير أن المسؤولين الباكستانيين دأبوا على نفي هذه الاتهامات. وكان نصر الدين ممثلاً لشبكة حقاني في مساعي “طالبان” إلى تأسيس مكتب سياسي لها في الدوحة في بداية العام الجاري من أجل إجراء محادثات السلام مع الولايات المتحدة. وكان من المتوقع أن يلعب دوراً في مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية و«طالبان». ولفتت «بي. بي. سي» إلى أن السلطات الأفغانية تشعر بالاستياء من إزالة شخص كان يعمل على تذليل العقبات أمام خطوات السلام مع طالبان الأفغانية من الصورة. وكانت الولايات المتحدة أضافته إلى قائمة وزارة الخزانة الأميركية للإرهابيين الدوليين في عام 2010، وصنفت شبكة حقاني كجماعة إرهابية في سبتمبر من عام 2012 بسبب صلتها بتنظيم “القاعدة”. وكشف مصدر مطلع من حركة “طالبان” الباكستانية عن وجود انقسامات بينهم وبين شبكة حقاني، حسب «سي. بي. إس». وأضاف «إن زعيم الحركة حكيم الله محسود الذي قتل الشهر الجاري في هجوم طائرة أميركية من دون طيار أشار في السابق إلى أن إخواننا في شبكة حقاني عبارة عن (دمى) في أيدي وكالة الاستخبارات الباكستانية». من جانبها أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي بظهور انقسامات في شبكة حقاني في موطنها داخل أفغانستان. وانتشرت شائعات عن حالة من الاستياء في منطقة نفوذ الشبكة، بسبب لجوء جلال الدين ونجله سراج الدين، الذي يقود الشبكة حالياً، إلى الحدود الباكستانية، ومن ثم تحول الدعم إلى استياء في بعض المناطق. وفي غضون ذلك، أعلن زعماء قبيلة “زادران” التي ينحدر منها حقاني في إقليم خوست انفصالهم رسمياً عن الشبكة المسلحة المثيرة للقلق. وأفاد القائد السابق في شبكة حقاني فيصل رحيم، والذي يترأس الآن مجلس قبيلة زادران، بأن القبيلة باتت تدرك الآن لحساب من كان يعمل السيد حقاني، مشيراً إلى دعم باكستان للشبكة. وتابع «لم تكن حربه مقدسة، وإنما كانت من أجل الدولارات والروبيات الباكستانية والسلطة». وعلى أية حال، لاتزال شبكة حقاني تمثل مصدر قلق فعليا لقادة الجيش الأميركي وخبراء مكافحة الإرهاب، لاسيما أنها حافظت على وابل هجماتها على كابول وحملتها العالمية لجمع الأموال. ورغم ذلك، فإن المواقف المتغيرة بين البعض في أفغانستان تظهر مدى تأثير سنوات الحرب الطويلة في أفغانستان على المشهد الاجتماعي، وخصوصاً حجم انعدام الثقة العميق في النفوذ الأجنبي بين الأفغان، حتى عندما يتعلق الأمر بأبنائهم المفضلين. وبدأ هذا التحول تدريجياً خلال الأعوام القليلة الماضية، عندما أقدم مقاتلون موالون للشبكة على قتل عدد كبير من زعماء القبيلة بسبب رفض منحهم الطعام والمأوى، حسبما ذكر قادة سابقون في «حقاني» ومسؤولون أفغان. وفي سبتمبر الماضي، قتل أحد المتمردين أحد كبار قبيلة زادران بينما كان يصلي في مسجد مدينة خوست. ويدير الشبكة في الوقت الراهن سراج الدين شقيق نصر الدين، وكان والدهما جلال الدين مقاتلاً سابقاً ضد القوات السوفيتية في أفغانستان في عام1979. ويتني إيوليتش محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©