عبدالله القواسمة (أبوظبي)
يختبر المنتخب الوطني لكرة القدم قدراته، عندما يلتقي ضيفه بنجلاديش في ملعب مدينة زايد الرياضية مساء اليوم، في بروفة ودية تأتي في إطار تحضيراته لخوض مواجهتي فلسطين والسعودية 24 و29 مارس الجاري، في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم «روسيا 2018».
ولن يتسنى للجماهير حضور ودية بنجلاديش، بعدما قرر مهدي علي إغلاقها لضمان الحفاظ على سرية التحضيرات وخطط اللعب، ويسمح لوسائل الإعلام المقروءة فقط بالحضور، من دون دخول أي كاميرا إلى الملعب.
ويخوض المنتخب الوطني مباراة بنجلاديش بقائمة تضم 13 لاعباً انخرطوا في المرحلة التحضيرية الحالية التي انطلقت الأحد الماضي، بعدما غاب لاعبو العين والجزيرة والنصر لارتباطهم بالجولة الثالثة لدوري أبطال آسيا، ولن يشارك أي منهم في مباراة اليوم، رغم التحاقهم بمعسكر المنتخب الوطني، إلا إذا رأى مهدي علي المدير الفني عكس ذلك، وربما يعمد إلى إشراك بعضهم تبعاً لحالتهم البدنية والفنية.
ويهدف مهدي علي من مباراة بنجلاديش، إلى الحفاظ على الحضور الفني للاعبين الذين لم يشاركوا مع أنديتهم بالصورة المطلوبة في بطولة الدوري خلال الفترة الماضية، حسب ما أعلنه في مستهل مرحلة الإعداد، إذ أكد أنه سيكون من الصعوبة ابتعاد بعض اللاعبين عن المباريات التنافسية، وعلى مدار أكثر من 20 يوماً، لذلك جاء خوض هذه البروفة.
ويدخل بنجلاديش «الودية»، بعدما فقد الأمل في التأهل إلى الدور الحاسم لتصفيات «المونديال»، وكذلك التأهل إلى النسخة المقبلة لنهائيات كأس آسيا «الإمارات 2019»، حيث يحتل المركز الأخير في المجموعة الثانية برصيد نقطة، فيما يتأهب لخوض مواجهة الأردن في العاصمة عمان يوم الخميس المقبل في الجولة قبل الأخيرة لتصفيات كأس العالم.
ويتوقع أن تضم تشكيلة «الأبيض» في مباراة اليوم، ماجد ناصر في حراسة المرمى، ووليد عباس، وحسن إبراهيم، وعبدالعزيز هيكل، وعبدالعزيز صنقور، وعامر عبدالرحمن، وماجد حسن، وإسماعيل الحمادي، وحبيب الفردان، وإسماعيل مطر، وأحمد خليل.
والتحق علي مبخوت وموسى عباس بالمعسكر أمس، إلى جانب سالم صالح وأحمد شمبيه، حيث خضع مبخوت لفحص مكثف من الجهاز الطبي للوقوف على حالته الصحية، بعد الإصابة التي تعرض لها خلال مباراة الجزيرة أمام الهلال السعودي في دوري أبطال آسيا، فيما من المنتظر أن يلتحق لاعبو العين بمعسكر المنتخب اليوم على أن يخوضوا مرانهم الأول غداً.
ومن جانبه، أكد عبدالقادر حسن مدير إدارة المنتخبات الوطنية في اتحاد كرة القدم، أن الوضع الراهن لـ «الأبيض» يتطلب مساندة الجميع، وقال: من المتعارف عليه أن لاعبي المنتخب الوطني يخوضون تدريبات مكثفة بهدف الوصول إلى الحالة الفنية المثالية التي تتطلبها المواجهتان المقبلتان في التصفيات، في حين أن المدير الفني وضع الحسابات كافة المتعلقة بالمرحلة المقبلة، لكن يبقى أن المنتخب يحتاج إلى وقوف الجماهير خلفه وبكل قوتها، لعبور هذه المرحلة التي تتطلب تكاتفاً من الجميع.
ويرى عبدالقادر حسن أن المنتخب الوطني مطالب باستغلال عاملي الأرض والجمهور بصورة مثالية، ومن هنا فإن الجماهير مطالبة بالزحف إلى استاد محمد بن زايد 24 و29 مارس، وقال: آخر ما نتوقعه أن تفوق أعداد الجماهير الفلسطينية أو السعودية عدد جماهير «الأبيض»، والمنتخب يجب أن يلعب بين جماهيره الغفيرة، وأن يعيش معها فرحة التأهل إلى الدور الحاسم للتصفيات، بصحبة اللاعبين والجهاز الفني، وهذه الفرحة سوف يعيشها القاطنون على أرض الدولة، سواء من المواطنين أو المقيمين.
وكشف عبدالقادر حسن أن الترتيبات الخاصة بالمباراة تضمن توفير وسائل الراحة أمام الجماهير، والتي تمنح لها زجاجات المياه والأعلام والشعارات الخاصة التي ترمز إلى «الأبيض»، وغيرها من الوسائل، حتى أن الاتحاد على استعداد لتوفير وسائل المواصلات من شتى أنحاء الإمارات لحضور المباراة، إن تطلب الأمر ذلك، مضيفاً: الاتحاد لم ولن يقصر في سبيل توفير السبل لضمان حضور الجماهير بشكل سلس ومريح دون عناء، وهي ليست في حاجة إلى الدعوة للحضور، فالمحب والعاشق للمنتخب الوطني يفترض أن تدفعه مشاعره إلى الحضور، وهو الأمر الذي نثق بأنه سيحدث.
وعن دور روابط المشجعين، قال عبدالقادر حسن: سعى الاتحاد لعقد بعض الاجتماعات مع الروابط، لكن للأسف، فإن الاجتماع الأول لم يحضره سوى أربعة أشخاص فقط يمثلون ناديين، رغم الدعوة التي وجهها الاتحاد إلى هذه الروابط، لمناقشة متطلباتها واحتياجاتها، سواء على صعيد أدوات التشجيع أو غيرها من التفاصيل، لكن الاجتماع لم ينجح بسبب قلة عدد من لبوا الدعوة، ومن هنا، فإن الاتحاد لا يجب أن يلومه أحد في هذه المسألة، رغم أنه لا يزال يسعى لحث الجماهير على الحضور.
وعن مباراتي فلسطين والسعودية، قال عبدالقادر حسن: لا تقلان أهمية عن بعضهما البعض، فالمنتخب الفلسطيني الذي يلتقيه «الأبيض» أولاً يعتبر من المنتخبات المتطورة على الصعيد القاري، وفريق محترم يضم مجموعة قوية من اللاعبين، قدموا أداء لافتاً في المباراة الودية التي جمعتهم مع المنتخب الأولمبي الجزائري مؤخراً، لذلك لا بد للمنتخب الوطني أن يخوض المباراة المقبلة تحت شعار احترام المنافس، والسعي الجاد لاستغلال الفرص القائمة للتأهل.
وعن الفوائد الفنية المرجوة من خوض مباراة بنجلاديش الودية اليوم، في ظل وجود 13 لاعباً فقط قادرين على المشاركة، قال عبدالقادر حسن: لا شك أن تداخل أجندة الاتحاد الآسيوي ما بين دوري الأبطال وتصفيات كأس العالم هناك حالة من الإرباك ليس لدى المنتخب الوطني فقط، بل لدى المنتخبات الأخرى، وهذه الأجندة ليست سليمة، ولا تأخذ في عين الاعتبار منح المنتخبات هامشاً مريحاً للتحضير، إذ من غير المعقول أن تخوض الأندية مواجهات دوري الأبطال، وتدخل بعدها المنتخبات الوطنية تصفيات «المونديال»، إذ من المفترض أن يكون هناك فاصل زمني مريح بين المسابقتين.
وتناول عبدالقادر حسن دور لاعبي المنتخب، قائلاً: المطلوب أن يكونوا في مستواهم الطبيعي، ولدى الجميع ثقة كبيرة بقدرات اللاعبين وحضورهم الفني، لكن يبقى تطبيق ذلك على أرض الملعب، أعتقد أن اللاعبين إذا نجحوا في تقديم أدائهم الطبيعي، فإنهم يملكون القدرة حينها على مجابهة الصعاب والعقبات وتخطيها على الشكل الأمثل.
وعن حظوظ المنتخب في تحقيق الفوز خلال المواجهتين المقبلتين، أكد عبدالقادر حسن أن أي مباراة عادة ما تكون حظوظ الفوز فيها متساوية بين طرفيها، لذلك يجب على اللاعبين زيادة فرصهم في الفوز، من خلال الأداء القوي، منهياً حديثه بالتأكيد على أن التفاؤل والثقة يسودان الجميع في المرحلة الحالية.
عدد اليوم
