الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فوز أوباما هزيمة ثقيلة لأثرياء أميركا

11 نوفمبر 2012
نيويورك (رويترز) - من بين الخاسرين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي كبار الأثرياء الذين أنفقوا مبالغ لم يسبق لها مثيل لطرد الرئيس باراك أوباما من البيت الأبيض. وانقلبت طبقة المستثمرين بشدة على الرئيس الذي أيده الكثيرون من أفرادها في عام 2008. وفي ليلة الثلاثاء ذهب كل ما أنفقته الطبقة الثرية هباء. وقالت ثيدا سكوكبول البروفيسور في جامعة هارفارد “خسروا أموالا طائلة”. وتابعت “كان من الشيق للغاية أن نسمع ليلة الثلاثاء عن كل طائرات الشركات التي كانت تملأ مطار لوجان” لحضور حفل إعلان فوز المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني في بوسطن. وأحد أهم الأسئلة المطروحة في الولايات المتحدة حالياً هو كيف سيؤثر غياب الفاعلية السياسية لكبار الأثرياء في الانتخابات على الطريقة التي تحكم بها الدولة بالفعل. وهذا السؤال سيكون مطروحاً في نهاية المطاف في كل الديمقراطيات حيث يتزايد بشدة التفاوت في الدخول وهو أمر يحدث إلى حد كبير في جميع النظم الديمقراطية. وترى سكوكبول أن الإجابة ستحددها جزئياً الطريقة التي نختارها بشكل جماعي لتفسير فوز الرئيس بفترة رئاسية ثانية. وقالت “ستكون هناك محاولة للتقليل من شأن الدور الذي لعبته السياسات الشعبوية الاقتصادية”. وأضافت “أتوقع أن يركز جزء كبير من الحشد الديمقراطي في وول ستريت على القضايا الاجتماعية والهجرة. ستكون هناك محاولة لتعريف الأمر على هذا النحو”. وبطريقة أخرى فإن أحد التفسيرات الجديدة لفوز أوباما ستكون بإعطاء العوامل الديموجرافية أسبقية على السياسة الاقتصادية. وإذا أصبحت هذه المقولة هي الرواية السائدة فإن لذلك أهمية لأنه سيحدد نوع التفويض الذي حصل عليه أوباما. وقالت سكوكبول “من الواضح أنه حصل على تفويض لاستخدام الحكومة لبناء فرص للطبقة المتوسطة”. ومضت تقول “حصل على تفويض لزيادة الضرائب على الأثرياء. حصل على تفويض للمضي قدما في برنامجه للرعاية الصحية. أعتقد أن الناخبين يدركون أن هذه الاختلافات واضحة”. ويتفق مع هذا الرأي ديفيد ناساو وهو مؤرخ كتب السيرة الذاتية لكل من أندرو كارنيجي وجوزيف كنيدي وهما أثناء من الأثرياء أصحاب النفوذ من فترات سابقة في التاريخ الأميركي. وقال ناساو “وسائل الإعلام مع كل الاحترام اللائق، لا تزال تحط من قدر الناخبين السود وذوي الأصول اللاتينية على نحو مخيف”. وأضاف “لم يصوت الناخبون السود وذوو الأصول اللاتينية لأوباما لمجرد أن بشرته سوداء. صوتوا له لأنهم يعتقدون أن سياسته أكثر منطقية”. واستطرد قائلاً “لم تعد هذه دولة يسيطر على مصيرها الطبقة الوسطى البيضاء التي تسكن الضواحي... لن يختفي الناخبون السود وذوو الأصول اللاتينية والشبان وسيصوتون بما يحقق مصلحتهم. ومصلحتهم مع حكومة أكبر حجما ومع حكومة تعترف بأنه كان هناك على مدى العقدين المنصرمين استيلاء على السلطة من جانب الأثرياء ومصالح الشركات والمصالح المالية”. وأعجب جزء كبير من مجتمع الأعمال في وول ستريت بأوباما في عام 2008. وكان لدعم الممولين الأبرز في الولايات المتحدة تأثير خاص خلال الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي عندما احتاج أوباما، الذي كان في ذلك الحين عضوا مغمورا بمجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي، لكل تأييد ممكن في مواجهة هيلاري كلينتون. وفيما يتعلق بالسياسة لم يكن أوباما زعيما سيئا بالنسبة لأغلب الأميركيين الأثرياء لا سيما في القطاع المالي حيث تعافت مكاسب أكبر الأثرياء بوتيرة أسرع من أبناء الطبقة المتوسطة وكان برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة ضروريا لوول ستريت. لكن أوباما كان مصدر خيبة أمل كبيرة فيما يتعلق بالجانب الرقيق من خدمة داعميه الأثرياء. ولم تصل كبار المانحين رسائل بخط اليد ولم تتم دعوتهم لحفلات لالتقاط الصور في البيت الأبيض أو للمشاركة في مناقشات خاصة والتي كانت تعويضاً مألوفاً بالنسبة لهم. وكانت النتيجة أن مجتمع الأعمال اعتبر ذلك أكثر من مجرد خلاف كبير مع الرئيس.. لقد شعر زعماء هذا المجتمع بإهانة شخصية. وأصاب ذلك كثيراً من مؤيدي الرئيس السياسيين بخيبة الأمل. وتساءل هؤلاء.. هل كان من الصعب عليه أن يكتب بضع عبارات من الشكر؟ لكنه لم يفعل ورغم ذلك فقد فاز على أي حال. وقال جاكوب هاكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة يال ومفكر بارز بشأن دور المال في السياسة الأميركية “شعر الرئيس حقا بالاستياء إزاء فكرة أنه ينبغي له أن يعبر عن العرفان لوول ستريت”. وأضاف “لقد قاوم الدعوات له لفعل ذلك.. وأعتقد أن النتيجة ستزيد الرئيس جرأة بعض الشيء”. ويعتقد هاكر أن المال لا يزال يلعب دوراً كبيراً في السياسة لا سيما من خلال حشد التأييد لقضايا معينة وفي سباقات محلية أخرى مثل كثير من المنافسات المرتبطة بالكونجرس. لكنه يرى في النتائج بوجه عام إثباتا لسلطة الديمقراطية الشعبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©