بغداد (وكالات)
أقرت الحكومة العراقية أمس اتفاقاً مع إقليم كردستان العراق ينص على أن «نفط العراق ملك لجميع العراقيين»، ويقضي بتسليم الإقليم 250 ألف برميل يومياً إلى الحكومة الاتحادية بغرض التصدير، مما ينهي خلافاً طال أمده بخصوص صادرات النفط وتحويل مدفوعات الموازنة إلى الإقليم. وأعلن رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني أن الاتفاق يصب في صالح الطرفين، معتبرا ذلك بداية جيدة، مؤكداً حرص رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على حل كل المشاكل مع الإقليم بجدية.
وأكد بيان مجلس الوزراء العراقي «الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، على أن النفط العراقي هو ملك لكل العراقيين»، كما يلحظ الاتفاق قيام إقليم كردستان العراق بـ«تسليم ما لا يقل عن 250 ألف برميل نفط يومياً إلى الحكومة الاتحادية بغرض التصدير». وتم الاتفاق بحضور رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني.
ويتضمن الاتفاق أيضاً تصدير 300 ألف برميل يومياً من قبل الحكومة الاتحادية من حقول محافظة كركوك، عبر خط أنبوب النفط في إقليم كردستان. وينص كذلك على تخصيص نسبة من ميزانية قوات الجيش العراقي لقوات البيشمركة الكردية تحدد على أساس النسبة السكانية، باعتبارها جزءاً من المنظومة الأمنية العراقية.
وأكد وزير المالية العراقي هوشيار زيباري التوصل للاتفاق أمس، مؤكداً أن مجلس الوزراء العراقي أقره وصادق عليه، مضيفاً أنه صار اتفاقاً نهائياً. ووصف زيباري الاتفاق بأنه مفيد للطرفين قائلاً إنه سيسهم في زيادة صادرات النفط العراقية في وقت تعاني فيه موازنة البلاد من هبوط أسعار الخام والحرب على مسلحي تنظيم «داعش».
وقال زيباري، إن الاتفاق ينص على تصدير حكومة كردستان 250 ألف برميل يومياً إلى ميناء جيهان التركي، على أن يجري تسليمها هناك إلى شركة تسويق النفط العراقية (سومو). وأشار إلى أن الحكومة الكردية ستساعد أيضاً على ربط حقول نفط كركوك بخط الأنابيب التابع لها الممتد إلى تركيا، نظرا لتدمير خط الأنابيب الأصلي الذي يخضع لسيطرة «داعش».
من جهته قال بارزاني في مؤتمر صحفي ببغداد «توصلنا إلى اتفاق يصب في صالح الطرفين، وسنقوم بتسليم 250 ألف برميل من نفط آبار الإقليم ونساعد الحكومة الاتحادية على تصدير 300 ألف برميل من نفط كركوك يومياً، مقابل تأمين حصة إقليم كردستان من الموازنة الاتحادية والبالغة 17%».
وأكد بارزاني أن «رئيس الوزراء العبادي عبر عن استعداده لتأمين تريليون و200 مليار دينار عراقي (نحو مليار دولار) من الميزانية العراقية العامة لقوات البيشمركة»، وأضاف أن «هذا الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ مطلع 2015».
كما أكد أن الاتفاق بداية جيدة، وقال إن «رغبة العبادي في التوصل إلى اتفاق، يشجعنا»، مضيفاً «نأمل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين أربيل وبغداد، ولكن لن نقبل لهجة التهديد التي كانت سائدة سابقاً».
وتابع: «نحن سعداء بالتوصل إلى عدة اتفاقات تصب في مصلحة الإقليم والعراق»، مستطرداً «يستطيع الجانبان القول إننا نجحنا في المفاوضات، فأولويتنا هي حل المشاكل مع بغداد»، مشيراً إلى أن «الحكومة العراقية السابقة قطعت حصة إقليم كردستان من الموازنة الاتحادية» .وقال إن «هذه الاتفاقات بداية جيدة لكنها ليست نهائية، فهناك مجموعة مشاكل يجب الاتفاق حولها»، مضيفاً «نثمن الاتفاق ونريد خلال 6 أشهر الوصول إلى نتائج جيدة،ونأمل البدء بتنفيذ الاتفاق عمليا قريباً».
وبخصوصرواتب موظفي الإقليم قال بارزاني: «تسلمنا سلفة مخصصة لرواتب الموظفين وسنستلم أخرى، ونأمل التوصل لحل جذري في يناير المقبل».
عدد اليوم
