أنقرة- وكالات الأنباء: في تصعيد خطير للأزمة بين أنقرة وحكومة كردستان العراق، أبدى الجيش التركي أمس تأييده لشن عملية عسكرية عبر الحدود ضد المتمردين الأكراد التابعين لحزب العمال الكردستاني والمتحصنين في المناطق الجبلية بشمال العراق، مبيناً أن الجيش لم يطلب بعدُ تصريحاً من البرلمان للمضي قدماً بالعملية، مشدداً على أنه ينبغي للرئيس المقبل للبلاد أن يكون علمانياً في إشارة للأغلبية البرلمانية التي تسمح لرئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان بتولي المنصب الشهر المقبل·
وقال رئيس هيئة أركان الجيش التركي الجنرال ياسر بويوكانيت خلال مؤتمر صحفي: ''إذا كنتم تسألونني هل نحن بحاجة الى عملية عبر الحدود؟ نعم: نحن بحاجة اليها، وهذا سيكون مفيداً''، واضاف ''ولكن هناك بُعداً آخر لهذا الامر، فهذا الأمر يحتاج الى قرار سياسي''، وقال: ''إذا ما أوكلت هذه المهمة الى القوات المسلحة، فهي قوية بما فيه الكفاية لتنفيذ عمليات مماثلة بشكل جيد''·
وتعتقد تركيا أن آلاف المتمردين الانفصاليين الأكراد التابعين لحزب العمال الكردستاني لجأوا الى الاقليم الكردي الذي يتمتع باستقلال ذاتي في شمال العراق والذي يستخدمونه، بحسب أنقرة، لشن عملياتهم العسكرية ضد قوات الأمن التركية في جنوب شرق الاناضول ذي الغالبية الكردية التي تطالب بالاستقلال· وتأتي تصريحات الجنرال بويوكانيت الذي نادراً ما يطل عبر الإعلام، في وقت تشهد فيه العلاقات بين انقرة ورئيس اقليم كردستان في شمال العراق مسعود بارزاني توترات شديدة· ووفقاً لوسائل الاعلام التركية، فقد هدد بارزاني في مطلع الاسبوع أنقرة بالتدخل في المسألة الحساسة للأقلية الكردية اذا ما عارضت أنقرة الحاق مدينة كركوك الغنية بالنفط باقليم كردستان·
واعتبر بويوكانيت أن المنطقة التي يسيطر عليها بارزاني أضحت ''منطقة محمية'' بالنسبة لحزب العمال الكردستاني حيث يستفيد الحزب من ''حرية كبيرة'' ومن ''دعم لوجستي''، واضاف ''لقد تجذر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق لأنه لا يوجد في تلك المنطقة اي عنصر من قوات الأمن العراقية''، مشيراً إلى أن المتمردين ''باتوا يستقلون سيارات الاجرة للذهاب الى حيث كانوا في السابق ينتقلون على ظهر البغال''· واعلن الجنرال التركي كذلك ان الجيش شن عمليات ''واسعة النطاق'' لقتال حزب العمال الكردستاني على الأراضي التركية حيث ضاعف المتمردون عملياتهم بعد ذوبان الثلوج·
وقال بويوكانيت: ''تجري حاليا عمليات واسعة النطاق في مناطق متعددة''، مشيراً الى ان ''الجيش التركي مصمم على مواصلة القتال''، وأكد أن المعارك الدائرة بين قوات الأمن التركية والمتمردين أوقعت منذ مطلع أبريل 10 قتلى في صفوف قوات الأمن و29 قتيلاً في صفوف المتمردين· ويقول محللون سياسيون: إن من المستبعد أن تشن تركيا غزواً واسع النطاق لشمال العراق، ولكن مع اقتراب الانتخابات يمكن أن تسمح الحكومة للقوات الخاصة بالجيش بشن غارات عبر الحدود أو ربما شن ضربات جوية ضد أهداف حزب العمال الكردستاني· وقال بويوكانيت: ''اذا حصلنا على التفويض القانوني من البرلمان سنمضي قدما وسننجح''· من جهة أخرى، قال بويوكانيت: ''نأمل أن يكون الرئيس المقبل شخصاً ملتزماً بصدق بالقيم الأساسية للجمهورية وبينها العلمانية وليس شخصاً يتشدق بها فقط''· وامتنع بويوكانيت عن التعقيب على المرشحين المحتملين في الانتخابات·
عدد اليوم
