عواصم (وكالات) - أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلف عبدالرحيم الكيب مساء أمس التشكيلة الوزارية التي طال انتظارها مسنداً حقيبتين أمنيتين أساسيتين للثوار المقاتلين السابقين، وذلك عقب الموافقة عليها من قبل المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل السلطة التشريعية المؤقتة في البلاد لحين إجراء الانتخابات التشريعية العام المقبل. وقبيل ذلك بساعات سلم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو الذي وصل إلى طرابلس أمس لمباحثات حول محاكمة سيف الإسلام القذافي ورئيس الاستخبارات السابق عبدالله السنوسي المطلوبين لدى المحكمة الدولية، بإمكان محاكمة سيف الإسلام القذافي في ليبيا لا أمام المحكمة في لاهاي وهو ما يعني إمكان الحكم عليه بالإعدام إذا أدين. في حين أعلن ستيفن اندرسون المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن “موفدين” من اللجنة تمكنا أمس، من لقاء سيف الإسلام في معتقله السري بمدينة الزنتان، مبيناً أن اللقاء استمر “ساعة أو ساعتين.. وحصل عصراً، قبل أن يعود ليؤكد وفي برقية منفصلة، أن نجل الزعيم الليبي الراحل الذي اعتقل السبت الماضي “بدا في صحة جيدة”.
وفي مؤشر على التوترات المحيطة بالتشكيل الحكومي، قال وزراء في وقت سابق أنه جرى الاتفاق على التشكيلة الحكومية الجديدة التي ستدير البلاد إلى حين إجراء انتخابات خلال اجتماع عقد في وقت متأخر الليلة قبل الماضية قبل أن يعودوا ليؤكدوا أن بعض أعضاء المجلس الانتقالي تناقشوا مجدداً بعد الاتفاق على التعيينات. وأسند الكيب وزارة الدفاع لأسامة الجوالي رئيس المجلس العسكري في الزنتان الذي تمكن مقاتلوه من أسر سيف الإسلام القذافي السبت الماضي، بينما عين فوزي عبدالعال القيادي لثوار مصراتة التي نجح مقاتلوها في اعتقال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وكان وزير الإعلام محمود شمام استبق الإعلان الرسمي للتشكيلة الوزارية الجديدة بتأكيده للصحفيين أن عاشور بن خيال وهو دبلوماسي من شرق ليبيا سيتولى وزارة الخارجية بينما سيتولى المسؤول السابق في شركة “إيني” الإيطالية للطاقة عبدالرحيم بن يازا وزارة النفط. وأضاف شمام الذي كان يتحدث قبل إعلان التشكيل الحكومي من جانب رئيس الوزراء عبدالرحيم الكيب، أن حسن زقلام سيحتفظ بمنصبه الحالي وزيراً للمالية.
وأبلغ الكيب الصحفيين في طرابلس مساء أمس بقوله “الآن اتخذنا الخطوة الأولى بتشكيل الحكومة” مضيفاً “ليبيا مليئة بالكفاءات.. التشكيلة الوزارية تتألف من مختلف أنحاء البلاد”. وتابع الكيب قائلاً “أؤكد لكم أن أي فرد وكافة شرائح وفئات الليبيين قد تم تمثيلهم” في الوزارة الجديدة التي ستدير الأمور لحين الانتخابات التشريعية المقبلة. ومن بين مفاجآت التشكيلة الجديدة، تعيين المحامي فتحي تربل الذي تسبب اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية السابقة في 15 فبراير الماضي، في اندلاع الانتفاضة في بنغازي ضد نظام العقيد القذافي، وزيراً للشباب والرياضة. وقال نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي والمتحدث باسمه عبد الحفيظ غوقة أن التشكيلة الوزارية التي عرضها الكيب حظيت بثقة السلطات العليا الحاكمة في البلاد.
واختار الكيب كل من مصطفى بو شاقور نائب أول للرئيس، وعمر عبد الكريم نائب ثاني. كما عين عيسى تويجر وزيراً للتخطيط، وطاهر ترقب وزيراً للاقتصاد، وحمزة أبو فارس وزيراً للأوقاف، وناصر جبريل حامد وزيراً لأسر الشهداء والمفقودين، ومبروكة الشريف وزيرة للشؤون الاجتماعية، وسليمان الساحلي وزيراً للتربية والتعليم. وجرى اختيار مصطفى الرجباني وزيراً للعمل والتأهيل، وعلي أحميد عاشور وزيراً للعدل، وفاطمة الحمروش وزيرة للصحة، وعلي الهاشمي الأحراري وزيراً للحكم المحلي، وإبراهيم السكوطري وزيراً للإسكان المرافق، وأنور الفيتوري وزيراً للاتصالات والمواصلات والنقل، وسليمان عبد الحميد وزيراً للزارعة والثروة الحيوانية، ومحمد محمود الفطيسي وزيراً للصناعة، ونعيم الغرياني وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي، وفتحي تربل وزيراً للشباب والرياضة، وعبد الرحمن هبيل وزيراً للثقافة والمجتمع المدني، وعوض البرعصي وزيراً للكهرباء. وكان تأخر إعلان الحكومة قد أثار شائعات بشأن وجود خلافات داخلية بين الجماعات والقبائل المختلفة حول تشكيلها.
ويأتي إعلان تشكيل الحكومة بعد أيام من اعتقال سيف الإسلام ورئيس جهاز المخابرات السابق عبد الله السنوسي اللذين تباحث أوكامبو مع المسؤولين الجدد في طرابلس أمس لتحديد مكان محاكمتهما. ووجهت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إلى سيف الإسلام والسنوسي إضافة إلى العقيد الراحل القذافي تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وأعلن أوكامبو لاحقاً أن سيف الإسلام يمكن أن يحاكم داخل ليبيا ما دامت المحاكمة ستلتزم بمعايير المحكمة الجنائية الدولية. وقال للصحفيين “الليبيون مصممون على إقرار العدالة وبمقدورهم إقرار العدالة، فسنساعدهم على القيام بذلك ومن ثم فهذا هو النظام”.
رايس: قادة ليبيا ليس لديهم ما يؤكد اعتقال السنوسي
بنغازي (أ ف ب) - قالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أمس، إن الحكام الجدد في ليبيا لا يتوافر لديهم دليل يؤكد إلقاء القبض على رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي، الذي أفاد مسؤولون عسكريون بالمجلس الوطني الانتقالي بأنه تم توقيفه مختبئاً في منزل أخته قرب سبها جنوب غرب ليبيا. وذكرت رايس التي أجرت محادثات مع زعيم المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس الحكومة المكلف عبد الرحيم الكيب، في بنغازي أمس «عند هذه المرحلة لم يكن بوسعهم التأكيد على أن السنوسي معتقل لدى أي جهة بعينها».
عدد اليوم
