الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«تنمية المجتمع»: استخدام الذكاء الاصطناعي لدمج «أصحاب الهمم» قريباً

13 فبراير 2018 00:51
محمود خليل (دبي) كشفت وزارة تنمية المجتمع، أنها ستباشر خلال الفترة القريبة المقبلة استخدام الذكاء الاصطناعي لتسهيل الدمج المجتمعي الكامل لأصحاب الهمم وتحويل عالمهم إلى عالم يمكنهم من الاستقلال والاعتماد على ذواتهم والوصول إلى مرافق الحياة والخدمات بسهولة ويسر والتمتع بها على قدر المساواة مع الآخرين. وأكدت وفاء حمد بن سليمان مديرة إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في الوزارة، أن تطبيق المشاريع التقنية لتقديم الخدمات لأصحاب الهمم سينعكس إيجاباً على عملية دمجهم المجتمعي الكامل فيما سيضمن لهم التمتع بالمنافع التعليمية والصحية والترفيهية التي يتمتع بها غيرهم. وأوضحت في حوار مع «الاتحاد» على هامش جلسات الذكاء الاصطناعي التي شهدتها فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات، أن الوزارة تعمل الآن على تطوير تجربة مركز معين للتكنولوجيا المساعدة الذي يعد أحد المراكز التابعة للوزارة، للانسجام مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، حيث يقدم المركز حالياً مجموعة من الأجهزة والتقنيات الذكية المساندة التي سهلت حياة أصحاب الهمم في المجالات التعليمية الحياتية اليومية، وفي مجال التواصل. وقالت: الوزارة باشرت فعلياً باستخدام الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد في تقديم الخدمات لأصحاب الهمم، فيما ستواصل عمليات تطوير تقنياتها في هذا المجال للاستفادة الى أبعد مدى في تطويع الذكاء الاصطناعي بهذا السياق، منوهة الى ان الوزارة ستعرض اليوم الثلاثاء من خلال جناحها في معرض تقنيات الإعاقة البصرية أحدث الأجهزة والتقنيات. وذكرت بن سليمان، أن الإمارات تشهد تطوراً غير مسبوق في مختلف مجالات الحياة، ودخلت هذه التطورات على صيغ وأشكال الخدمات المقدمة من قبل المؤسسات الحكومية لتأخذ طابعاً إلكترونياً ذكياً ينسجم مع التطورات المعاصرة. وأضافت: أن أصحاب الهمم يعدون أحد أهم المتأثرين بهذه التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي من حيث طبيعة الخدمات المقدمة لهم، كونها تحوّل عالمهم إلى عالم يمكنهم فيه الاستقلال والاعتماد على ذواتهم والوصول إلى مرافق الحياة والتمتع بها على قدر المساواة مع الآخرين. وتابعت، أن استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، سيكون لها أثر كبير في طبيعة الخدمات المقدمة لأصحاب الهمم في الدولة، وتطويع التقنيات الحديثة لخدمتهم، حيث تعتبر الاستراتيجية أول مشروع ضخم ضمن مئوية الإمارات 2071، والذي يمثل الموجة الجديدة بعد الحكومة الذكية، وأضافت: أن الأشخاص من أصحاب الهمم يواجهون تحديات جمة على المستوى الجسدي والحسي تعيقهم الوصول إلى المرافق والخدمات بسهولة ويسر، والاستمتاع بالمنافع التعليمية والصحية والترفيهية التي يتمتع بها غيرهم، الأمر الذي يعتبر تحدياً لهم أمام الدمج المجتمعي الكامل. وأكدت أن الذكاء الاصطناعي حل أمثل يضفي على حياة أصحاب الهمم أملاً جديداً في التعويض عن الأطراف أو الحواس المفقودة،عبر الأجهزة والأدوات التقنية التي تساعدهم على التحكم في العالم من حولهم عن بعد، أو استقبال المعلومات وإرسالها بطرق نصية أو شفهية أسوة بالآخرين على الرغم من فقدان البصر أو السمع وذلك عن طريق أجهزة لوحية ذكية تمكنهم من التواصل الأمثل مع البيئة المحيطة. واعتبرت، أن الصحة من أهم القطاعات التي يمكن أن تستفيد من استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي من خلال تقليل نسبة الإصابة بالأمراض الخطيرة التي تسبب الإعاقات المزمنة، وتوفير الأجهزة التعويضية والأطراف الاصطناعية، وزراعة القوقعة، وتوفير الأجهزة التي تمكّن شديد الإعاقة من التحكم في البيئة المحيطة بهم وممارسة حياتهم في التنقل وتلبية الاحتياجات اليومية بأقصى قدر من الاستقلالية. وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي سيفتح الباب على مصراعيه أمام فئة أصحاب الهمم في قطاع التعليم، للتعلم والإندماج في مدارس التعليم العام، وذلك عبر توفير الأجهزة الذكية الناطقة، وتسهيل وصول المكفوفين إلى المعلومات بصيغ ميسرة لهم، وبرامج الترجمة من لغة الإشارة الخاصة بالصم إلى صوت أو نص مقروء، إضافة إلى الربوتات التفاعلية التي تحفز أصحاب الإعاقات الذهنية والتوحد على التفاعل عبر الأسئلة والإجابات البسيطة، مما يوصل لهم المعلومات عبر الروبوتات بسهولة ويسر وبطرق جاذبة تختلف عن طرق التعليم التقليدي. وأكدت بن سليمان، أن قطاع التكنولوجيا يعتبر مجالاً خصباً أيضاً لإفادة أصحاب الهمم، وذلك عبر توفير البرامج والتقنيات التي تمكن أصحاب الهمم من السيطرة على مرافق المنزل وتلبية احتياجاتهم اليومية في التنقل والحركة، وفي بيئة العمل، الأمر الذي يفتح المجال أمام توفير فرص عمل جديدة لهم في ظل توفر هذه البرامج والأدوات التي تساعدهم في المكاتب وغيرها، مما يشكل نقلة نوعية في إدماجهم الكامل في مختلف مجالات الحياة التعليمية والتشغيلية والثقافية والترفيهية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©