مصر تتوسط للتهدئة وتبني جداراً على حدود رفح

قتل جندي اسرائيلي وجرح ثلاثة آخرون واستشهد مقاوم فلسطيني في قطاع غزة امس، بينما تتسارع جهود التوصل الى تهدئة، حيث كثفت مصر جهودها لهذه الغاية، واستقبلت امس وفدا من حركتي ''حماس'' و ''الجهاد الإسلامي''· ومن جهة ثانية قالت مصادر أمنية، إن مصر تبني جدارا من الحجارة والإسمنت على خط الحدود الحساس مع رفح، لمنع الفلسطينيين من اقتحام الحدود مرة أخرى · وقال متحدث عسكري ''قتل جندي وجرح ثلاثة آخرون، اصابة احدهم خطرة، في انفجار شحنة ناسفة لدى مرور دوريتهم على طول السياج الأمني في القطاع الأوسط في قطاع غزة''· وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان القتيل من قصاصي الأثر· وأفاد شهود عيان عن سماع دوي عدة انفجارات ضخمة قرب موقع للجيش الاسرائيلي بمحاذاة القطاع، وقالوا انهم رأوا آلية للجيش الاسرائيلي تشتعل اثر هذه الانفجارات· وعقب الهجوم، دخلت قوات اسرائيلية الى غزة وتبادلت اطلاق النار مع مقاومين بالقرب من دير البلح· وشنت الطائرات الاسرائيلية غارة على شمال المنطقة ما اسفر عن استشهاد عادل ابو داير (22 سنة) وجرح أخر، وهما من حركة ''الجهاد الاسلامي'' التي تبنت التفجير الذي وقع قرب الموقع العسكري الاسرائيلي في ''كيسوفيم'' شرقي مدينة خان يونس· وقال ''أبو أحمد'' المتحدث باسم ''سرايا القدس'' في بيان صحفي أن ''مقاتلي الحركة تمكنوا من تنفيذ عملية مركبة تم خلالها تفجير عبوة ناسفة تزن 50 كيلو جراما بجيب قيادة عسكري جنوب الموقع العسكري ''كوسوفيم'' أو ما يعرف بمنطقة أبو ظاهر، وجاء ذلك بعد تفجيرهم عبوة أخرى مضادة للأفراد تزن 10 كجم بقوةإسرائيلية خاصة كانت تترجل في محيط المنطقة الواقعة ما بين السريج وكوسوفيم''· وقالت صحيفة ''معاريف'' إن ضباط القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي وبخوا الجنود الموجودين في أبراج المراقبة شرقي حاجز ''كيسوفيم'' في أعقاب العملية، سأل أحد الضباط الجنود: ''أين كانت أعينكم عندما زرع المخربون العبوة الناسفة؟''· ووصف ضابط آخر العملية بأنها ذكية، وتم التخطيط لها جيدا من قبل منفذيها· وحسب أقواله، فإن منفذي العملية يتمتعون بقدرة فائقة على جمع معلومات استخباراتية حول تحركات الدوريات العسكرية في المنطقة· وأضاف الضابط أن هذه العملية تعتبر بمثابة كمين ناجح· وقالت الصحيفة العبرية، إن التحقيقات الأولية أظهرت أن العبوة التي انفجرت في الجيب الإسرائيلي تم زرعها الأربعاء، حيث عثر أحد الجنود على عبوة كبيرة تم إبطال مفعولها، ولكنه لم يلاحظ العبوة الأخرى التي انفجرت امس، وأدت إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين· كما أعلنت ''سرايا القدس'' امس، قصف مستوطنة ''سديروت'' الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة بأربعة صواريخ محلية· وذكرت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة ان القوات الاسرائيلية اعتقلت امس 15 فلسطينيا ممن تصفهم بالمطلوبين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية· من جهة أخرى، نفى الجنرال عاموس جلعاد المستشار السياسي في وزارة الدفاع إجراء محادثات مع ''حماس'' حول التهدئة، لكنه اضاف ''لدينا اتصالات مع مصر للحفاظ على علاقات السلام الاستراتيجيةالت تربطنا''· وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون فلسطينيون إن مصر تبذل جهودها لتحقيق تهدئة بين اسرائيل وحركة ''حماس'' في قطاع غزة· وأوضح المسؤولون في تصريحات نقلتها إذاعة ''صوت فلسطين'' امس، أن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان سيعرض على المسؤولين في إسرائيل و''حماس'' خطة لوقف اطلاق النار خلال زيارته المرتقبة لإسرائيل الاسبوع المقبل· وقالت مصادر في حركة ''حماس'' وحركة ''الجهاد الإسلامي'' إن مصر بدأت محادثات مع الحركتين امس، بشأن هدنة مع إسرائيل· واجتمع وفد من الحركتين مع مسؤولين مصريين في بلدة العريش المصرية جنوبي قطاع غزة· الي ذلك قالت مصادر أمنية امس، إن مصر تبني جدارا من الحجارة والإسمنت على خط الحدود الحساس مع رفح، لمنع الفلسطينيين من اقتحام الحدود مرة أخرى تحت وطأة الحصار الإسرائيلي للقطاع· وقال شهود مصريون في مدينة رفح الحدودية إن عمالا مصريين يزيلون سلكا شائكا من على خط الحدود مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة ''حماس'' ويقيمون بدلا منه جدارا ارتفاعه ثلاثة أمتار· وأقيمت إلى الآن ثلاثة كيلومترات من الجدار· وقال مصدر أمني مصري طلب عدم نشر اسمه ''الجدار الجديد سيساعد مصر على ضبط حدودها مع غزة''· وأضاف ''الجدار الذي دمره الفلسطينيون خلال اقتحامهم الحدود المصرية كان ارتفاعه منخفضا ويسهل اختراقه''· ولم يذكر المصدر ما إذا كانت مصر ستقيم الجدار بطول الحدود 14 كيلومترا أم أنها ستقيمه في نقاط معينة· وتقيم مصر الجدار على مسافة 20 مترا من المنازل في مدينة رفح المصرية· وقال شهود إن بناء الجدار بدأ بعد أن أغلقت مصر حدودها مع قطاع غزة الشهر الماضي· وكان نشطاء قد أنشأوا فتحات في الجدار الحدودي الذي كان قائما مستخدمين المتفجرات في يناير الماضي، مما تسبب في دخول أعداد ضخمة من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية للحصول على السلع التي ندرت في القطاع بتأثير حصار إسرائيلي· وأعيد إغلاق الحدود بعد ذلك· وقال الرئيس المصري حسني مبارك إن بلاده تعمل على رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإعادة فتح معبر رفح الذي طلبت ''حماس'' أن يكون لها دور كبير في إدارته· وتقول مصر إنها تود أن تتولى السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس إدارة معبر رفح·