الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

86,9 % يؤيدون فتح عيادات للعلاج بالقرآن في المستشفيات

13 ابريل 2007 02:47
تواصلت فعاليات مؤتمر العلاج بالقرآن بين الدين والطب، والذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبرئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وتنظمه المؤسسة· تضمنت فعاليات اليوم الثاني والختامي للمؤتمر مجموعة من الجلسات بدأت بالمحاضرة الرئيسية تحت عنوان أسس التغذية العلاجية في القرآن الكريم، أدارها الدكتور بدر الحسون، وألقاها الدكتور جميل قدسي الدويك، ثم فتح مجال واسع للنقاش والأسئلة، خاصة وأن المحاضر قدم معلومات جديدة من خلال دراسة قيمة قام بها، فطرح أرقاما وإحصائيات حول مجال الموضوع· عيادات للعلاج بالقرآن وانطلقت عقب ذلك فعاليات الجلسات، بداية من الجلسة الخامسة وجاءت بعنوان ''عيادات العلاج بالقرآن الكريم'' أدارها الدكتور شافع الحمادي، وقدم الدكتور طارق الحبيب محاضرة حول عيادات العلاج بالقرآن ''منهج مقترح''، جاء فيها اختلاف الناس في شأن فكرة إنشاء عيادات للعلاج بالقرآن تكون تحت إشراف لجنة من العلماء والأطباء الذين يقومون بمنح التصاريح للرقاة ومتابعتهم وتوجيههم· ولعل الناظر في واقع الناس اليوم يجد أن الخطر أكبر إذا بقي الحال على ما هو عليه حيث إن أي واحد يمكن أن يفتح باب بيته ويشخص ويعالج كيف يشاء دون إشراف أو توجيه، أما لو تم تنظيم العيادات فيصبح الراقي كالطبيب الذي يؤتى إلى عيادته وكل شيء ضمن برنامج وإطار معين، ويمكن أن يكون أكثر من راق في عيادة واحدة· كما أنه يجب أن يسعى المنظمون إلى تعميق أثر القرآن في نفوس الناس واستغلال ذلك ليس فقط في عدم فتنتهم بالراقي وإنما أيضاً في تقوية عقائدهم وتصفيتها من الشوائب· وأما القول باحتمال اعتقاد الناس بخصوصية قارئ معين مما يؤدي إلى طغيان مكانته وأهميته عند الناس على أهمية كلام الله فيمكن منع ذلك من خلال تقنين العلاج بالقرآن وتوعية الناس في ذلك وعدم تركهم يلجأون للعلاج دون إرشاد وتوجيه، وكذلك الأمر بالنسبة لاحتمال حدوث العجب عند القارئ فيمكن علاجه بنفس الطريقة علما بأن العجب قد يعتري أي متخصص يبدع في تخصصه ويرى آثار نجاحه، فهل من باب سد الذرائع أن نمنع أي عمل ناجح خوفا من العجب مع عدم وجود محذور شرعي واضح، وكذلك أيضا بالنسبة للخوف من تظاهر المشعوذين بالعلاج بالقرآن فإن منع ممارسة العلاج بالقرآن خارج العيادات سالفة الذكر يمنع- إلى حد كبير - وقوع مثل هذا المحذور، في هذه الورقة سيتم دراسة سلبيات وإيجابيات هذه العيادات وتقديم مقترح محدد لتأهيل المعالج وطريقة ممارسته لمهنته وكذلك محل الممارسة ضمن فريق طبي في المستشفى· نظرة المجتمع أما حول نظرة المجتمع لعيادات العلاج بالقرآن، فطرح الدكتور محمد بن عثمان الركبان استشاري وأستاذ طب الأسرة المساعد، قسم طب العائلة والمجتمع بكلية الطب، جامعة الملك سعود دراسة متخصصة، قال أجريت الدراسة بأسلوب الدراسة المقطعية، واستخدمت فيها المنهج المسحي لتجميع البيانات من العينة الممثلة لمجتمع الدراسة، والتي شملت سكان منطقة الرياض، كما استخدمت عينة عنقودية عشوائية متعددة المراحل للوصول للعينة المطلوبة باستخدام نموذج منظمة الصحة العالمية للعينة العنقودية، وقد وزعت العينة على أربعين عنقوداً: ثلاثون منها داخل مدينة الرياض، وعشرة عناقيد خارجها، وقد تم توزيع العناقيد بالتناسب مع حجم سكان منطقة عمل المراكز الصحية، وكانت وحدة العينة هي الأسرة، تم تصميم استبانة لجمع المعلومات باللغة العربية، تتكون من مجموعة أجزاء· الجزء الأول: خاص بالخصائص السكانية والشخصية للمبحوث، والجزء الثاني: يتعلق بالعلاج بالقرآن من قبل وخلال الإثني عشر شهراً السابقة، وأنماطه، ومبررات الاستخدام، ودار الجزء الثالث: حول استخدام القرآن في علاج الأطفال، وتم التحقق من مصداقية وثبات أداة البحث بالطرق العلمية المعتمدة، تبين الدراسة شيوع استخدام القرآن الكريم للعلاج بين سكان منطقة الرياض بأنماطه المختلفة، وهو أمر متوقع في مثل هذا المجتمع المسلم المعتز بدينه والمؤمن بدور القرآن في الشفاء، وقد يعزى سبب الفروق بين الجنسين في نسبة استخدام القرآن للعلاج المشاهدة في هذا البحث إلى صعوبة وصول النساء لمراجعة الأطباء مقارنة بالرجال، وقد يكون لتواجد المرأة الدائم في المنزل وتأثر النساء السريع بما يدور حولهن من مناقشات وحوارات حول العلاج بالقرآن دور في ذلك· الأغلبية تؤيد ثم قال: أيد الأغلبية - 86,9% - فتح عيادات للعلاج بالقرآن، وهذه صفة المسلمين في إيمانهم بالتشافي بالقرآن الكريم، ويمتاز هذا الضرب من العلاج بخلوه من الآثار الجانبية الضارة، ولعل القلة التي عارضت فتح مثل هذه العيادات تخشى أن تنحرف الممارسات، أو أن يقوم بها غير المؤهلين لها· وفي ختام الجلسة قدم الدكتور السيد محمود مهران محاضرة حول التكييف القانوني لعيادات العلاج بالقرآن الكريم· الطب النفسي أما عنوان الجلسة السادسة فكان حول العلاج بالقرآن والطب النفسي، وأدارها الدكتور عبدالحميد عبدالله الحبيب، ثم قدم الدكتور عبد الرزاق محمود الحمد، أستاذ واستشاري الطب النفسي رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب والمستشفيات الجامعية جامعة الملك سعود محاضرة حول الرقية الشرعية والأمراض النفسية، وتستعرض هذه الورقة العلاقة المتشعبة بين الرقية الشرعية والأمراض النفسية، حيث تبحث دور الرقية الشرعية في العلاج لكل الأمراض، وخاصة المرض النفسي، كما نبحث التحليل العلمي للأعراض بين الرقية والطب النفسي ومصداقية تلك الأعراض، كما تتعرض لجوانب الرقية الشرعية والعلمية والتجريبية ثم تخلص إلى توصيات في هذه القضايا المحددة التي تفيد الباحثين والرقاة والمرضى وعموم المجتمع وذلك من خلال بحث إحصائي وصفي لحالات من المس كما يشخصه الرقاة وعددها اثنتي عشرة حالة، تكون المعيار لما يعرضه هذا البحث· ثم قدم الدكتور محمد عثمان المرازقي محاضرة حول مفهوم العلاج، والدكتور محمد شاووش محاضرة حول الجوانب الإيجابية والسلبية لممارسة الرقية في السعودية· أما نظرة المعالجين بالقرآن للطب النفسي فقال الدكتور طارق بن علي الحبيب، إن هناك تطبيقات هامة فيما يتعلق بوعي العاملين في القطاع الصحي ومرتاديه وكذلك العامة فيما يختص بالطب النفسي لذا تهدف هذه الدراسة إلى دراسة نظرة المعالجين بالقرآن للطب النفسي في منطقة القصيم في السعودية· فقد تمت مقابلة 45 معالجا بالقرآن من خلال استبيان أعد لذلك، ولوحظ أن لدى المعالجين بالقرآن ثقافة جيدة عن الأمراض النفسية مع عدم وجود وصمة في نظرتهم للمرض النفسي، وقد كان ذلك متناسقا مع مستواهم التعليمي· علاوة على ذلك فإنهم نسبوا الأمراض النفسية إلى الأسباب النفسية والقوى الروحية، وعلى الرغم من قناعتهم بكفاءة العلاج بالقرآن إلا أنهم غالبا ما ينصحون مرضاهم بمراجعة المعالجين النفسيين، كما أظهر كثير منهم استعداده للعمل في المستشفيات النفسية شرط تلقيهم التدريب الكافي لذلك· واستنتجت الدراسة أن المعالجين بالقرآن المدربين بشكل جيد يمكن الاستفادة منهم في تقديم الخدمات الصحية النفسية والروحية للمرضى النفسيين وكذلك في تخفيف الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية· مخاطر الممارسات الخاطئة أما حول الممارسات الخاطئة عند بعض المعالجين بالقرآن فقال الشيخ الباحث محمد عبد الواحد معالج ممارس في مجال العلاج بالقرآن الكريم إن ''الرقية الشرعية'' سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنها تحولت في كثير من ديار المسلمين إلى باب يدخل منه الدجالون والمشعوذون؛ بسبب غياب ضوابطها وإهمال شروطها حتى غدت ضرباً من السحر والشعوذة والكذب على العامة، فهناك فرق كبير بين الرقية الشرعية وما يحدث في المجتمع المسلم من خرافات وخزعبلات يقوم بها حفنة من الدجالين باسم العلاج بالقرآن وهم أبعد ما يكونون عن ذلك· لقد صارت حرفة قراءة القرآن على المرضى مهنة تمتهن ويسعى إليها كثير من الناس كطريق للكسب السريع والغنى الفاحش، مستغلين جهل العامة وغفلة بعض العلماء· إن تلك الظاهرة قد شاعت في هذا العصر بصورة لم تعرفها أي حقبة سابقة من حقب الإسلام، وحازت انتشاراً واسعاً، وتحدث عنها الخطباء في خطبهم والكتّاب في مقالاتهم، وعرضت لها الإذاعات والتليفزيونات، بل عرضت لها القنوات الفضائية في بعض البرامج التي خصصتها لتلك الأمور، بل وصل الأمر عند بعضهم لفتح عيادات متخصصة في العلاج بالقرآن تجاور عيادات الأطباء!· لذا؛ كان لا بد من وقفة، تبين صحة ما يدعيه هؤلاء، وموقف الشرع منه، وبيان الطريق الصحيح الذي على اساسه يتبعه من يحتاج للتداوي بالقرآن· علاج ضغط الدم أما عنوان الجلسة الثامنة فكانت حول ''أثر الرقية في علاج الأمراض العضوية والنفسية'' وأدارها الدكتور منصور السعيد، ثم حول تأثير الذهاب إلى المعالج الروحاني على مرضى الذهان في نوباتهم الأولى، قدم الدكتور حمدي مصلحي ورقة بذلك، وعن تأثير الرقية على ضغط الدم قدم الدكتور محمد أيمن عرقسوسي استشاري ورئيس قسم الصحة النفسية مساعد المدير الطبي لشؤون العلاج النفسي مستشفى الأمل بجدة إن الإحصائيات العلمية تشير إلى أن من أكبر أسباب الوفيات في المجتمع الإصابة بارتفاع ضغط الدم الأساسي، وقد ظهرت في الأسواق كثير من الأدوية الكيميائية والتي تخفض مستوى ضغط الدم، والكل يعلم أن لهذه الأدوية غالبا أثارا جانبية· ولأن ارتفاع ضغط الدم الأساسي احد الأمراض النفسجسمية التي تصيب الإنسان بأسباب نفسية، لذلك فقد توجه اهتمام العلماء نحو العلاج النفسي بأنواعه التي تخفض مستوى ضغط الدم دون أن تعرض الإنسان لمخاطر الأعراض الجانبية، ولقد أجريت العديد من الدراسات على بيئات مختلفة في الهند، اوروبا وأمريكا، وأظهرت النتائج فوائد للاسترخاء العضلي والنفسي، وللتدريب على التغذية الحيوية الراجعة، وللتأمل ''التفكر'' الارتقائي· أما في العالم الإسلامي، فلقد حث الإسلام على التداوي بالقرآن، وبالدعاء والرقية الشرعية، وعلى ممارسة الاسترخاء، ولكن في مجال الأبحاث التجريبية في علاج ضغط الدم ظهرت لدينا ثغرة واضحة، وهذه الدراسة على البيئة السودانية الإسلامية وهي من أولى اللبنات لسدها، فهي دراسة تجريبية تهدف إلى معرفة تأثير الاسترخاء، وكذلك تأثير الاسترخاء المصحوب بالرقية الدينية الإسلامية على مرضى ارتفاع ضغط الدم الأساسي· ففي هذه الدراسة تم اختبار هاتين الطريقتين على عينة عشوائية مكونة من 75 مريضا شخصهم أطباء الباطنية وأجريت على 6 منهم طريقة الاسترخاء العضلي وحده وعلموا طريقة الاسترخاء النفسي لممارسته في المنازل، حيث اجري 53 جلسة علاجية ومتابعة على هذه المجموعة· أما المجموعة الثانية فتتكون من 69 مريضا اجريت عليهم طريقة الاسترخاء العضلي، اتبعت بإسماعهم بعض الأدعية والآيات المأثورة في شريط، ثم علموا طريقة الاسترخاء النفسي المصحوبة بالرقية الذاتية واجري عليهم 551 جلسة علاجية ومتابعة· وأكدت نتائج هذه الدراسة في مجال الاسترخاء نفس ما توصلت إليه الدراسات السابقة في البيئات الأخرى، من أن نسب التحسن تصل إلى 60% من أفراد العينة· وتوصلت هذه الدراسة إلى أنه إذا ما أضيفت الرقية الشرعية للاسترخاء فإن هذه النسبة ترتفع إلى 87,11% من أفراد العينة· نتائج الدراسة وأظهرت نتائج اختبار ''ت T'' لدلالة الفروق بين المتوسطات في المجموعات المرتبطة، أن الفرق بين مستوى الضغط لحظة الوصول وبين مستواه بعد إجراء الاسترخاء دال إحصائيا، ويسير في اتجاه متوسط الضغط في العاصمة السودانية· وكذلك أثبتت الدراسة وجود فروق دالة إحصائيا بين مستويات الضغط لحظة الوصول وبين مستويات الضغط بعد الاسترخاء والرقية معا· ووجود فروق دالة إحصائيا بين لحظة الوصول في الجلسة الأولى وبين لحظة الوصول في الجلسة الخيرة وأظهرت نتائج المتابعة عدم وجود فروق دالة إحصائيا· وخلصت هذه الدراسة إلى وجود تحسن وقتي، وتحسن طويل المدى وطالبت بأهمية استخدام هذه الطريقة، التي من شأنها تطوير علاج ارتفاع ضغط الدم الأساسي، والتخفيف من الأعباء الاقتصادية على المريض والدولة معا وهي علاوة على ذلك تجنب المريض التعرض للأعراض الجانبية، نتيجة تعاطي الأدوية الكيميائية المخصصة لعلاج ارتفاع ضغط الدم· وحول استخدام عمليات البنية المقطعية في القرآن لعلاج اضطرابات النطق قدم الدكتور محمد محمود النحاس، ورقة في ذلك ثم عاد الدكتور محمد أيمن عرقسوسي ليقدم ورقة حول دور الرقية في علاج الإدمان· ثم حول البيان والبرهان أن الجن لا يحترق بسماع القرآن تحدث الشيخ مصطفى محمد شمخال، وعن الرقية في الماء تحدث الشيخ محمد مصطفى حسنين، أما عنوان الجلسة العاشرة فكانت حول الجوانب الاجتماعية للعلاج بالقرآن وأدارها الدكتور مهدي القحطاني، وتحدث حول أخطاء العزو في تفسير الإصابة بالعين والمس، الدكتور مصطفى عشوي، وحول الخصائص الثقافية والاجتماعية والذاتية لمن يعانون من الاضطرابات الروحية تحدث الدكتور خالد بن عبد الله التركي، وحول الرقية الشرعية ''دراسة اجتماعية'' تحدث الشيخ جلول يوسف حجيمي، فيما تحدث الدكتور حمدان بن محمد الحمدان حول العين الحاسدة ''دراسة ميدانية''· اتخاذ العلاج بالقرآن مهنة جائز عن حكم اتخاذ العلاج بالقرآن الكريم مهنة قال الدكتور عبد الحق حميش أستاذ - كلية الشريعة - جامعة الشارقة: إن اتخاذ الرقية مهنة وحرفة هو في حد ذاته من التجاوز، فجانب الخير والمعروف فيها أكبر من جانب المهنة·· والرقية فيها جانب عبادي وفيها جانب عادي، وهو التطبب·· فليس على الإنسان حرج أن يمتهن الطب·· والرقية نوع من أنواع الطب·· وحجة المنكرين أن السلف لم يفعلوا ذلك، ولكن ليس كل أمر لم يفعله السلف محرم·· والأمر في النهاية يخضع للاجتهاد بتقدير الواقع، والمصالح المجلوبة والمفاسد المدفوعة·· وعموما الذي يمارس الرقية لا يستطيع أن يمارس معها عملاً آخر فهو إما أن يتفرغ لها أو يتركها·· وأعتقد أن هذا الأمر شأنه شأن كثير من القضايا التي اختلف السلف في جوازها من قبل، ثم تجاوزها الفقه الإسلامي في الوقت الحالي مثل أخذ الأجر على القيام على المساجد وأخذ الأجر على تعليم القرآن· ويرى آخرفي موضوع أن السلف لم يفعلوها أمر يحتاج إلى تجديد!·· ويقول: لم أجد في كلام السلف شيئًا في منع التفرغ للرقية وما دام أخذ الأجر على الرقية مباح، فلا مانع من اتخاذها حرفة ومصدرا للرزق·· ويقول: إن الزمان لم يفسد أيام السلف كفساده الآن·· وأمور السحر والمس وغيرها يجب أن تحارب لأنها خلل عقائدي·· ويضيف إنه قد ردَّ على بعض من نصحه بترك الرقية، بقوله: ''هل الأفضل أن يهرع الناس إلى النشرة السحرية أم يلجأون إلى الرقية الشرعية والقرآن؟!''، ويقول: هذا فضلاً عن أن الرقية باب من أبواب الدعوة إلى الله·· فالناس يقبلون من المعالج ما لا يقبلونه من غيره''· رفض الاستعانة بالجن لدرء المفاسد تناولت الجلسة السابعة الممارسات العلاجية عند المعالجين بالقرآن، وأدارها الدكتور علي العجلان، ثم تحدث الدكتور أنس بن سعيد بن مسفر في محاضرة بعنوان ''الاستعانة بالجن حقيقة أم خرافة'' وقال فيها لقد تم تحديد نقاط وهي خلاصة بحث الاستعانة وكافة تلك النقاط أكدت على ما يلي: 1- أنه لا يجوز الاستعانة بالجن مطلقا لما يترتب على ذلك الفعل من مفاسد عظيمة وأخطار جسيمة· 2- تأكيد معظم أهل العلم على مفهوم عدم جواز الاستعانة، ومن هؤلاء العلماء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - والعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - والشيخ صالح الفوزان وكثيرون من العلماء الأجلاء· 3- تعتبر هذه الطريقة من الطرق التي يستخدمها السحرة والمشعوذون في طرقهم الباطلة، وعامة الناس لا يملكون العلم الشرعي والوسائل والطرق التي تؤهلهم لتحري مشروعية المسلك والتصرف الذي يتبعه هؤلاء الخبثاء، وبذلك يكون استخدام تلك الطريقة مدعاة لهم لتمرير أعمالهم وتصرفاتهم الشائنة على عوام الناس ليأكلوا أموالهم بالسحت والباطل· إن المتتبع لأحوال هذا العالم - عالم الجن والشياطين - يعلم جازما بقدراتهم الخارقة في القوة والتنقل ونحوه، وقد أكدت على ذلك المفهوم النصوص القرآنية والحديثية، ومن باب أولى أن يساعد الجن المسلم دون أن يترتب على فعله مفاسد لا يعلم مداهـا إلا الله، والذي أراه في هذه المسألة أن نغلق هذا الباب بالكلية سدا للذريعة، وسدا لطرق أخرى قد تخرج علينا من آونة لأخرى، لا تخالف الشرع في ظاهرها فحسب، بل قد يأتي من قبلها الباطل والعذاب، وفيها خدش للعقيدة وهدم للأصول والأحكام، بل قد يصل الأمر إلى تدمير وهدم عقائد المسلمين، وتجريدهم من أغلى ما يملكون، مع أن الواجب يملي علينا صيانة العقيدة وحفظها من عبث العابثين ونزوات المكابرين والمعاندين· إنعاش وتنبيه تناولت الجلسة التاسعة موضوع الممارسات العلاجية عند المعالجين بالقرآن أدارها الدكتور أحمد الصبان· وحول حكم ضرب المريض قدم الشيخ محمد مصطفى حسنين مدير مركز التميز للتدريب والتوجيه الأسري، دبي قال : إن الخلاصة التي نخرج منها في هذا البحث لا يوجد - بعد طول بحث- ما يفيد جواز ضرب المريض في حال الرقية الشرعية غير حديثين، أحدهما اختلف في صحته والاعتماد عليه، وهو حديث الزارع العبدي، والثاني حديث عثمان بن أبي العاص، رضي الله عنهما، ولو سلمنا بصحة الحديثين، فيستفاد منهما مشروعية الصفة الواردة في هذين الحديثين من وضع اليد على الصدر أو الظهر، لا لغرض الضرب بل لإنعاش المريض أو تنبيهه، ولولا عدم وجود إمام سابق لقلنا بخصوصية هذا الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لقول الجماهير من العلماء والعامة بخصوصية التفل في الفم للرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يستفاد من هذه الأدلة الضرب المبرح الشديد الذي نسمع به هذه الأيام، كما لا يجوز استخدام الآلات للضرب؛ كالعصا، أو السوط، أو الصعق بالكهرباء؛ لما في ذلك من الأضرار البالغة، وعلى ذلك فتوى العلماء كابن باز، رحمه الله تعالى، وغيره· القراءة الجماعية خطأ حول القراءة الجماعية في الرقية الشرعية قال البروفيسور الدكتور فالح بن محمد الصغير إن البحث يلقي الضوء على ممارسة خاطئة يستخدمها بعض الرقاة أو القرّاء أثناء الرقية الشرعية، ألا وهي القراءة الجماعية، أسبابها وأضرارها وحكمها الشرعي، وأسأل الله تعالى أن يجعل فيها المنفعة للمسلمين، ويصبحوا على دراية كافية بحقيقة المرض وكيفية التعامل معه من خلال الرقية الشرعية الصحيحة· وغني عن القول أن نؤكد في بداية هذه الورقة أن الاستشفاء بالقرآن الكريم والأدعية المأثورة أمرٌ مقرر شرعًا، ثابت بالقرآن الكريم، والسنة المطهرة القولية والعملية، فليس النقاش والبحث في تأصيل هذا الأمر، وإنما في صورة من صوره التطبيقية المنتشرة في عالم اليوم وما يصاحب هذه الصورة من أعمال أخرى· نتعرض لهذه الصورة بتوصيف الواقع أو شيء منه لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ثم البحث في أسباب وجود هذه الصورة، وبعض آثارها الإيجابية والسلبية، واستنتاج الحكم الشرعي لها· ونختم ببعض المقترحات والتوصيات· وحول العلاج بالتخييل قدم الشيخ محمد مصطفى حسنين ورقة خاصة بذلك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©