بيروت (وكالات)
قتل 7 جنود لبنانيين وفقد 7 آخرون أمس في كمين مسلح تعرضت له دورية للجيش في منطقة جرود راس بعلبك القريبة من الحدود مع سوريا في شرق لبنان، وذلك بعد ساعات من تحدث مصادر عسكرية وأمنية متعددة عن اعتقال الجيش قبل أيام إحدى زوجات زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي وأحد أبنائهما في محيط بلدة عرسال القريبة نسبياً من منطقة الكمين، لكن مقاتلاً في «داعش» نفى نبأ الاعتقال.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن متحدث عسكري «إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات من الجيش والمسلحين الذين كمنوا للدورية وامطروها بالرصاص والقذائف»، مشيراً إلى «أن الجيش استقدم تعزيزات إلى المنطقة». بينما قال مصدر أمني آخر لـ«رويترز» «إن 6 جثث وصلت إلى المستشفى المحلي في بلدة راس بعلبك، وأن الجيش فقد الاتصال بسبعة جنود آخرين».
وكانت تضاربت الروايات أمس حول اعتقال الجيش اللبناني إحدى زوجات البغدادي وبرفقتها ابنها أو ابنتها أثناء العبور من سوريا منذ تسعة أيام، حيث نقلت «رويترز» عن مسؤول أمن لبناني ومصدر سياسي كبير قوله «إن الزوجة عراقية تدعى سجى الدليمي، وان اعتقالها يمثل ورقة مساومة مهمة لممارسة ضغوط في مفاوضات الإفراج عن 27 عنصرا من قوات الأمن اللبنانية أسرهم مقاتلو «داعش» في أغسطس الماضي قرب الحدود السورية»
وأضاف المسؤول «أن زوجة البغدادي كانت تسافر برفقة إحدى بناتهما»، وذلك في تناقض مع تقارير سابقة أوردتها صحيفة «السفير» عن أن الجيش احتجزها مع ابنها بالتنسيق مع أجهزة استخباراتية أجنبية، وأضاف أن اختبارات الحمض النووي (دي أن إيه) أجريت للتأكد من أنها ابنة البغدادي. لافتا إلى ان زوجة البغدادي تخضع للتحقيق في مقر وزارة الدفاع اللبنانية.
وكانت الدليمي بين 150 امرأة أفرج عنهن من سجن تابع للحكومة السورية في مارس الماضي في إطار مبادلة للسجناء تم بموجبها الإفراج عن 13 راهبة أسرهن مقاتلون مرتبطون بـ«القاعدة» في سوريا. وقال مصدر على صلة بالاستخبارات العراقية «إن المرأة المعتقلة هي زوجة عراقية للبغدادي، لكنه لم يستطع تأكيد اسمها». فيما ذكرت مصادر عشائرية في العراق أن لزعيم «داعش» ثلاث زوجات اثنتان من العراق والثالثة سورية.
لكن مصدرا آخر في الجيش اللبناني قال لـ«وكالة الأنباء الألمانية» «إن المرأة المعتقلة سورية الجنسية هي الزوجة الثانية للبغدادي، ومحتجزة حاليا في السجن العسكري»، وهو ما ذكرته وكالة «فرانس برس» أيضا نقلا عن مصدر امني رفيع المستوى قال «إن مخابرات الجيش تمكنت من اعتقال إحدى زوجات البغدادي وتحمل الجنسية السورية عندما كانت تتنقل برفقة نجلهما الذي يبلغ من العمر بين 8 و9 سنوات قرب عرسال قبل نحو عشرة أيام». وأضاف المصدر «أن السلطات تكتمت على عملية الاعتقال لإفساح المجال أمام اتخاذ الإجراءات الأمنية الاستباقية المناسبة». لافتا أيضا إلى أن السلطات احتجزت أيضا زوجة انس شركس وهو زعيم كبير في «جبهة النصرة» في سوريا، لكن لم يكشف عن هويتها.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم يدرسون التقارير الواردة من لبنان. وأوضح أحدهم «إنه إذا كانت إحدى زوجات أو بنات البغدادي قد اعتقلت فان أميركا تعتقد أن بوسعها أن تتعرف عليهما بصورة مؤكدة». إلا أن المسؤول لم يفصح كيف سيتسنى له ذلك. وقالت السفارة الأميركية في لبنان «إنها عملية قامت بها حكومة لبنان». لكن مقاتلا في «داعش» نفى اعتقال زوجة البغدادي، وقال من داخل سوريا «تحريت عن مدى صحة النبأ مع قادتي وقالوا إنها أخبار زائفة..اللبنانيون يكذبون».
عدد اليوم
