اختتمت ندوة الثقافة والعلوم مساء أمس الأول في مقرها بالممزر في دبي فعاليات الاحتفالية التي أقامتها بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على انطلاقتها في الثالث من نوفمبر من العام 1987، والتي افتتحت مساء الأربعاء الماضي بمشاركة عدد من المثقفين والشعراء والفنانين الإماراتيين والعرب.
وجاءت الفعالية الأخيرة، التي قدمها المخرج المسرحي جمال مطر، تحمل عنوان: “بالعربي – مقتطفات من روائع الشعر العربي المعاصر” حيث اشتملت على الإلقاء المسرحي، لقصائد تنتمي غالبا لشعراء عرب من جيليْ الستينات والسبعينات، قدّمه الممثل والمخرج الدكتور حبيب غلوم صحبة الغناء الذي قدمته الفنانة السورية سمر نصر وعزف على العود للعازف والمؤلف الموسيقي العراقي خالد صلاح.
وظّف الدكتور حبيب غلوم إمكانياته كممثل مسرحي، سواء على مستوى التنويع في استخدام الطبقات الصوتية أم على مستوى ذلك التناغم الإيقاعي الذي توزع بين الممثل والمغنية والعازف، ليقدم بذلك خطابا شعريا متماسكا من ناحية الرؤية الثقافية والفنية.
تضمن العرض “بالعربي – مقتطفات من روائع الشعر العربي الحديث” قصائد للشعراء: محمود درويش ونزار قبّاني ومعز عمر بخيت وسميح القاسم وأحمد مطر وقاسم حدّاد وفاروق جويدة ومانع سعيد العتيبة وأمل دنقل.
من جهة أخرى كان صوت الغناء، أقرب إلى أن يكون صوتَ الذات برقّته وانسيابيته واقترابه من الصمت إذا جاز التعبير، إذ يعيد غناء الشعر بعد إلقائه أو يمهّد لهذا الإلقاء، إلى حدّ يشعر المتفرج معه أن “نبر” الشعر ليس بعالٍ أو متعالٍ بل يجري إلى جوار الشعر كأنهما رافدان يصبّان في مصبّ الموسيقى والإيقاع مثلما يصبّان في قلب المعنى.
ولعل “صوت” العود كان الأكثر خفوتا بين الغناء والإلقاء، ربما بسبب الارتجال الذي قدّمه العازف خالد صلاح في فسحات زمنية قصيرة لم تكن لتكفي لإشباع رغبة المتفرج أكثر من صوت العود الذي هو صوت الشجن. مع ذلك ففي تلك الانتقالات بين الغناء والموسيقى كان هناك ما ينمّ عن مقدرة العازف وتمكنه من أدواته الفنية. لكن ما كان باديا للعيان أن الشعر كله، لم يخلُ من عتاب إذ يتبادله المرء مع وطن أو مكان في لحظة احتفاء به، مثلما أنه لم يخل أيضا من جلد للذات، بمعنى ما أو تأويل ما للدلالة الواسعة لهذا العرض، ربما بسبب ما توفر عليه من حنين ومناجاة. إنما الشعر بوصفه قولا شعريا لم يكن يحتاج إلى أي تأويل فقد جاء مباشرا وصريحا.
وكان العرض “بالعربي – مقتطفات من الشعر العربي الحديث مسبوقا بعزف على البيانو كما قدمت الفرقة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة والشباب والتنمية المجتمعية رقصتين فولكلوريتين: العيالة والليوا.