إعداد- صالح الحمصي:
أنهت أسواق المال المحلية تعاملاتها الأسبوع الماضي، الذي ساد فيه اللون الأخضر شاشات التداولات، لتتمكن العديد من الأسهم القيادية من استعادة بعض قيمتها السوقية المفقودة ويبلغ إجمالي المكاسب نحو 16,8 مليار درهم·
وبلغت القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة بالسوق نهاية الأسبوع الماضي 522,6 مليار درهم بارتفاع نسبته 3,3% عن الأسبوع قبل الماضي كما ارتفع المؤشر العام الأسبوعي لهيئة الأوراق المالية والسلع بنسبة 2,9% ليبلغ انخفاض مؤشر العام للسوق منذ بداية العام 1,4%·
وتخطى متوسط قيمة التداول اليومي خلال هذا الأسبوع حاجز المليار درهم ليصل إلى 1,39 مليار درهم وارتفع إجمالي قيمة التداولات للأسبوع بنسبة 79,5% مقارنة بالأسبوع قبل الماضي لتصل إلى حوالي 6,95 مليار درهم تم تنفيذها من خلال حوالي 58 ألف صفقة ووصل عدد الشركات التي ارتفعت أسعار أسهمها إلى 43 شركة تمثل نسبة 56% من إجمالي الشركات المتداولة·
وبلغت قيمة تداولات الأسبوع الماضي نحو 7 مليارات درهم موزعة على 58,2 ألف صفقة وبعدد 1,9 مليار سهم مقارنة بالأسبوع الذي سبقه حيث بلغت نحو 3,9 مليار درهم موزعة على 36,3 ألف صفقة وبعدد 1,04 مليار سهم·
وأشار التقرير الأسبوعي لشركة الإمارات للأسهم والسندات إلى ارتفاع معدل التداول اليومي إلى 1,389 مليار درهم تقريباً مقارنة بمعدل 774,013 مليون درهم تقريباً للأسبوع الذي قبله·
وتركزت ما نسبته 78,6% من التداولات الإجمالية في سوق دبي المالي، مقابل 21,4% في سوق أبوظبي للأوراق المالية· كما تركزت معظم التداولات الأسبوعية في قطاع الخدمات والصناعة بنسبة 54,9% من إجمالي التداولات، وما نسبته 38,6% في قطاع البنوك والخدمات المالية، وما نسبته 6,5% في قطاع التأمين·
وتركز حوالي 59% من التداولات الإجمالية على الأسـهم الخمسة الأولى الأكثر تداولاً
(2 من قطاع البنوك والخدمات المالية و2 من قطاع الخدمات والصناعة و1 من قطاع التأمين)·
وبلغ إجمالي تداولات قطاع البنوك والخدمات المالية خلال الأسبوع الماضي، نحو2,7 مليار درهم بارتفاع نسبته 91,1%، حيث تصدرها سهم بنك دبي الإسلامي بمعدل سعر 7,61 درهم بارتفاع نسبته 14,2%، يليه سهم شركة تمويل بمعدل سعر 3,59 درهم بانخفاض نسبته 1%، يليه سهم شركة أملاك بمعدل سعر 2,98 درهم بارتفاع نسبته 2,3%·
وبلغ إجمالي تداولات قطاع التأمين خلال الأسبوع نحو 451 مليون درهم بارتفاع نسبته 237,1% حيث تصدرها سهم الشركة العربية الإسلامية للتأمين بمعدل سعر 2,80 درهم بارتفاع نسبته 5,9%، يليه سهم شركة أبوظبي الوطنية للتأمين بمعدل سعر 7,26 درهم بانخفاض نسبته 9,3% يليه سهم شركة دبي الإسلامية للتأمين ''أمان'' بمعدل سعر 14,84 درهم بانخفاض نسبته 2,2%·
وبلغ إجمالي تداولات قطاع الخدمات والصناعة نحو 3,8 مليار درهم بارتفاع نسبته 63,1 % حيث تصدرها سهم شركة أعمار العقارية بمعدل سعر 11,48 درهم بارتفاع نسبته 2,8%، يليه سهم شركة سوق دبي المالي بمعدل سعر 2,39 درهم بارتفاع نسبته 12,4%، يليه سهم شركة دبي للاستثمار )ة( بمعدل سعر 4,41 درهم بارتفاع نسبته 4,5%·
وأرجع التقرير الأسبوعي لمركز أبحاث ''أمانة كابيتال'' تحسن مؤشر سوق أبوظبي إلى ارتفاع سهمي بنك أبوظبي الوطني والإمارات للاتصالات حيث ارتفعا بنسب 14,94%، 4,87% على التوالي، فيما شهد الأسبوع مضاربات قوية على العديد من الأسهم خاصة الدار العقارية، ودانة غاز، وأركان لمواد البناء· أما سوق دبي فقد حقق عدة ارتفاعات ارتبطت في معظمها بعمليات جني أرباح سريعة وانهى تعاملات الاسبوع مرتفعاً بنسبة 3,02% وشهد تحولاً إيجابياً في أداء السوق واتسمت تعاملاته بالتنوع ولم يعد سهم إعمار العقارية هو النجم الأوحد الذي طالما استحوذ على أكثر من 50% من أحجام التعاملات، إذ نشطت العديد من الأسهم مثل دبي الإسلامي الذي شهد عمليات تجميع قوية واحتل قائمة أكثر الشركات نشاطاً من حيث القيمة ليتجاوز صدمة الانخفاض عقب توزيع أرباح عام 2006 والتي انخفض على إثرها إلى مستويات دنيا وبلغ 6,03 درهم في مارس الماضي وارتفع هذا الأسبوع بنسبة 9,75 % ليغلق عند 7,54 درهم· كما شهد الأسبوع عودة النشاط لسهم سوق دبي المالي الذي ارتفع بنسبة 10,3%، واستمر سهم تمويل ضمن قائمة أنشط الشركات·
وقال محمد علي ياسين، العضو المنتدب لشركة الإمارات للأسهم والسندات: إن المؤشر العام للسوق استمر في الارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي وصاحبه ارتفاع كبير في حجم التداولات ليمثل أعلى حجم تداول أسبوعي تشهده أسواق الإمارات منذ بداية العام ،2007 ورفعت معدل التداولات اليومية خلال الأسبوع إلى 1,39 مليار درهم·
وأشار إلى أن ارتفاع حجم التداولات كان نتيجة طبيعية لضخ سيولة المضاربين بالإضافة إلى المحافظ الاستثمارية المحلية والأجنبية في نفس الوقت ما ساعد على تحقيق الأسواق لمكاسبها·
وقال ياسين: ظهر جلياً نشاط المضاربين في السوق على العديد من الأسهم وخاصة سهمي بنك دبي الإسلامي وسهم تمويل قبل أن تنتقل إلى أسهم أخرى وخاصة في النصف الثاني من الأسبوع قبل أن تمر الأسواق بمرحلة جني أرباح محدودة على تلك الأسهم يوم الخميس الماضي·
وأشار ياسين إلى تأخر الشركات القيادية بالإعلان عن نتائج الربع الأول من العام 2007 ما يسمح للشائعات أن تنشط وتحكم حركة بعض الأسهم خلال الفترة المقبلة وحتى الإعلان الرسمي عن النتائج مما قد ينتج عنه خسائر تداول في حال كانت بعضها أقل من توقعات المستثمرين·
من جهتها قالت المحللة المالية مها كنز بقسم البحوث والدراسات المالية لشركة الفجر للأوراق المالية: إن سوق أبوظبي للأوراق المالية شهدت تحسناً شاملاً في أسعار الأسهم المدرجة وكذلك الحال بالنسبة لسوق دبي المالي فقد تمت إضافة سهم سوق دبي المالي إلى المؤشر العام للسوق والى مؤشر قطاع الاستثمار والخدمات المالية· وأضافت أن انتعاش الأسواق يدل على وجود استثمار مؤسساتي يقوم بعمليات الشراء بالإضافة إلى عودة ثقة المستثمرين من جديد·
وأشارت كنز إلى أن السوق المحلية جاءت في صدارة الأسواق الخليجية من حيث الارتفاع تلتها قطر بنسبة ارتفاع تبلغ 2,03% وعمان بـ 1,91 %، فالكويت بنسبة 1,11%· وقالت إن درجة الارتباط بين الأسواق الخليجية قلت خاصة بين الإمارات والسعودية·
من جانبه، قال د· همام الشماع، المستشار الاقتصادي بشركة الفجر: إن قرار المصرف المركزي برفع سعر الفائدة لشهادات الإيداع طويلة المدى استدرك أن قراره السابق لا ينسجم مع سياسته المتشددة في سحب السيولة، ويبدو أنه قرر تصحيح الأخطاء السابقة (التخفيض) واستبداله بالرفع لتشجيع المصارف على التوظيف قي شهادات الإيداع·
وأكد همام أن القرار صحيح من حيث الأهداف التي يتوخاها البنك المركزي إلا انه اعتبر القرار يتقاطع مع متطلبات إنعاش أسواق المال التي تتنافس على السيولة المصرفية الشحيحة أصلاً بسب حجم التوسعات الاستثمارية الهائلة في دوله الإمارات، كما يتقاطع مع ضرورة أن تكون العوائد التي يحصل عليها المستثمر من الإيداعات المصرفية أدنى من عائد السهم بما يشجع السيولة المتاحة من دخول السوق وعدم الخروج منه إلى بديل أعلى عائداً وهو الودائع البنكية ذات المخاطر القليلة أو حتى المعدومة·
عدد اليوم
