الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراءة روائية للواقع

قراءة روائية للواقع
23 نوفمبر 2011 21:10
بمناسبة إطفائه الشمعة الثلاثين، أضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب فعالية جديدة إلى برنامجه الثقافي الموازي تتمثل في “ضيف شرف الثقافة العربية” حيث يتم توجيه الدعوة لدولة عربية معينة ولأسباب محددة من مكتب صاحب السمو شخصيا وتحمل توقيعه للمعنيين بالأمر، بحيث تشتمل مشاركة الدولة المعنية على برنامج خاص تقوم بتنظيمه والإشراف عليه الدولة ذاتها ويدرج ضمن قائمة فعاليات المعرض ويتم إدخال مفرداته ومطبوعات إلى البرنامج المعتمد للمعرض. ولدورها في الثقافة العربية في إثراء الثقافة العربية والإسلامية والإعلاء من شأنها في العالم بإظهار مقدرتها على التسامح وتقبلها للآخر، فضلا عن العلاقة الثقافية التاريخية عميقة الجذور وقع الاختيار الأول على المملكة العربية السعودية، وذلك بحسب ما جاء في البيان الصحفي الذي تلاه أحمد بن ركّاض العامري، مدير المعرض، في المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن الفعاليات. وبالفعل فقد ظهر البرنامج خلال المعرض بالتزام واضح وشديد بعناوين الندوات والمحاضرات والفعاليات التي أعلن عنها وكذلك الأمر بالنسبة للباحثين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم الأدبية وتنوع وجهات نظرهم، وذلك إلى حد لافت للانتباه. وبعيدا عن سرد التفاصيل الكثيرة لبرنامج الضيف، وما تم خلاله من مفردات فقد برزت ندوة: “الرواية السعودية في ميزان النقد الأدبي” التي شارك فيها الناقدان الدكتور حسن الحازمي والدكتورة ميساء الخواجة، حيث طرح كل منهما وجهة نظر مختلفة عن الآخر في ما يتصل بموضوع الندوة الذي هو محل جدل عربي أيضا خصوصا مع الرواج غير المتوقع لروائيات سعوديات غير معروفات حتى في الأوساط الدبية ذاتها داخل بلادهن. ورقة الدكتور حسن الحازمي التي جاءت بعنوان: “قراءة في الدراسات النقدية الأولى في الرواية السعودية”، حيث أفرد فيها الباحث إطلالة واسعة على نشأة الرواية السعودية بالمعنى الفني والتاريخي. في ورقتها التي حملت العنوان: “الرواية النسائية السعودية في ميزان النقد ـ قراءة في نماذج مختارة” رأت الناقدة الدكتورة ميساء الخواجة أن الرواية هي “فعل تشكيل جديد للواقع وخطاب يقدم مساءلات وحوار مع العالم... وهي إحدى حيل الذات لمناوشة الخطاب السائد ومسلماته”. وبناء عليه “يحضر الخطاب النسائي في ظل هيمنة الخطاب الذكوري تاريخيا وثقافيا” وقالت: “من هنا كانت الكتابة بالنسبة للمرأة علامة على وعي جديد، فشكّل الخطاب النسائي حضوره الخاص على مستوى الثقافة المهيمنة وأقام تعارضه مع الخطاب الذكوري المهيمن. في الوقت نفسه يقوم الخطاب المهيمن باتخاذ اجراءات ضده عبر صور متعددة على مستوى الثقافة التقليدية ومستوى النقد الأدبي”. واكدت الباحثة ميساء الخواجة أن هناك “حضورا ملحوظا للرواية النسائية في المشهد الثقافي السعودي بغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء ذلك التي قد ترجع إلى التحولات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدها المجتمع السعودي واسهمت في بروز أجناس أدبية على حساب أخرى”. ثم استعرضت الباحثة في سياق أطروحتها الخاصة بتميز الأداء الروائي النسائي فنيا عددا من الدراسات وحللت أنماط الخطاب النقدي الذي مورس على هذه الرواية لتخلص في ورقتها إلى التساؤل: “هل يمكن القول أن الرواية النسائية السعودية ما تزال في انتظار المزيد من الدراسات النقدية الجادة؟ وهل يستطيع النقد القادم التخلص من الكثير من الأحكام القبْلية والمفاهيم الجاهزة التي أفرزتها تراكمات القراءات السريعة والكثيرة لعدد من الأعمال الروائية؟” أيضا من الممكن الإشارة لمحاضرة “المتغيرات السياسية في المنطقة وموقف دول الخليج العربي منها” للباحث الدكتور صالح بن عبد الرحمن المانع. وفيها دعا إلى أنه علينا نحن العرب أن “نطور نظريات جديدة لتفسير حدوث الثورات والهزات الاجتماعية والسياسية في مصر وتونس وغيرهما من دول المنطقة، حيث لا تكفي اللحظات التاريخية وحدها لتفسير الاحتجاجات الشعبية الكبرى. بل لعلنا ننظر إلى أسباب سياسية واقتصادية أخرى تظهر المشكلة بشكل أكثر عمقا”. في هذا السياق ربط المانع بين الزيادة في التعداد السكاني وبين الوضع الاقتصادي الخانق معتبرا أن هذه العلاقة كانت سببا رئيسيا لما حدث في البلدان العربية. ثم قال المانع بما لا يقبل أي لُبس: “تؤمن دول الخليج العربية بعقيدة سياسية تقوم على الاصلاح المتدرج، وتمقت الثورة والتغيير المفاجئ. ويقوم منطق الدولة في منطقة الخليج العربي على الحرص على الاستقرار السياسي بما يكفل النمو الاقتصادي لسكان هذه المنطقة من العالم من المواطنين والمقيمين، وهذا المنطق يحتّم على دول الخليج العربية تبني سياسات إقليمية تقوم على نبذ العنف سواء في الحروب بين الدول أو في حركات الاحتجاج السياسي التي قد تقود إلى حروب أهلية”. كما رأى المانع أن منطق الدولة في الخليج العربي يأخذ بعين الاعتبار عاملين: الحفاظ على منطق الدولة واستقرارها وتمكينها ونمائها السياسي والاقتصادي ومنطق مواز آخر، هو وجود العدل في علاقة الحاكم بالمحكوم. وكل من هذين العاملين يمكن أن يفسر سياسات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تجاه أحداث الربيع العربي. واوضح: “إن أكثر ما تخشاه دول الخليج العربي هو انهيار السلطة المركزية خاصة في الدول المحورية في العالم العربي مثل مصر وسوريا والعراق. فضعف الدولة المركزية في هذه الدول يعني إخلالا كاملا بالتوازن الإقليمي وحدوث فراغ سياسي داخلي من الممكن أن تملأه الدول المحيطة بها مثلما هو الأمر في العراق والتمدد الإيراني الحادث فيه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©