الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميريل ستريب.. سيّدة الشاشة الحديدية

ميريل ستريب.. سيّدة الشاشة الحديدية
23 نوفمبر 2011 21:22
ميريل ستريب، الممثلة الهوليوودية العريقة، وصفة ناجحة لأي فيلم وأي مخرج، فكيف إذا اجتمعت هذه الممثلة مع سيدة أخرى طبعت عصرها سواء داخل بلدها أو في العالم ككل؟ بشكل أوضح كيف تجسّد ميريل ستريب شخصية مارغريت ثاتشر، التي حملت لقب “السيدة الحديدية” طيلة وجودها في مقر الحكومة البريطانية المعروف بـ “10 داوننيغ ستريت” طيلة أكثر من عقد بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي؟ هذا ما سيكون في فيلم “السيدة الحديدية” The Iron Lady الذي كشفت عنه ميريل ستريب في حملة ترويجية قادتها إلى لندن ومدن أوروبية أخرى. وعلى الرغم من الإعلان المبكر عن البدء بإنتاج الفيلم وتصويره، إلا إن الملصق الإعلاني الضخم الذي ظهر في شوارع لندن، قد أثار مشاعر ترواحت ما بين الدهشة والقلق، وقد عبّر أبناء ثاتشر عن “فزعهم” من فكرة الفيلم. فقد كانت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة شخصية مثيرة للجدل، وأثرت، سلبا وإيجابا، في أجيال من البريطانيين سواء منهم من يتعاطون السياسة أو من المواطنين العاديين الذي اكتووا يسياساتها الضريبية، فضلا عن تأثيرها الدولي المعروف. ويسجّل لمارغريت ثاتشر في التاريخ البريطاني الحديث، أنها صاحبة إنجازات، نالت تأييد الناس في بعضها ومعارضتهم في بعضها الآخر، مثل استردادها جزر الفوكلاند من الأرجنتين، وتمكنها من القضاء على النقابات العمالية التي كانت “دينمو” الحياة السياسية في بريطانية، وخصوصا نقابة عمال المناجم. ومن المقرر أن يبدأ عرض فيلم “السيدة الحديدية” في السادس من يناير المقبل، وتظهر ستريب في دور ثاتشر متأملة فترات الصعود والهبوط في مسيرتها السياسية والثمن الشخصي الذي دفعته للوصول إلى السلطة. وحضرت الممثلة، في إطار حملتها الترويجية، جلسة تصوير بجوار مبنى البرلمان البريطاني، وانضمت إليها مخرجة الفيلم فيليدا لويد التي أخرجت لستريب من قبل الفيلم الموسيقي الشهير “ماما ميا”. وقالت ستريب (62 سنة) الحائزة جائزتي أوسكار، إن أداء شخصية ثاتشر هو أكبر دور في حياتها. وقد انقسمت الآراء في الصحافة البريطانية مبكرا حول الفيلم، انطلاقا من المواقف المكونة حول شخصية ثاتشر نفسها. فقد ذكرت صحيفة “تليغراف” أن هذا العمل الفني أثار حفيظة المقربين الى ثاتشر ومن المحتم أنه سيغضب عددا كبيرا من أصدقائها ومعارفها. فقد “تبرأ” عدد منهم مما جاء فيه ومن ضمنه بعض الحقائق القاسية. فقد وصفه البعض بأنه “فنتازيا من ابتداع مخيلة يسارية مغرضة”. ويأخذ هؤلاء على صنّاع الفيلم أنه يبالغ في تصوير حالة الخرف التي أصابتها بعد سنوات قليلة من مغادرتها السلطة، فقد أدمنت الخمر لفترة، ثم أصبحت تنسى أن زوجها قد توفي فتناديه وتحادثه وكأنه موجود، وهذا ما كشفته أصلا ابنتها كارول في كتاب عن والدتها صدر عام 2008. وقد أتيحت فرصة مشاهدة الفيلم لعدد من النقّاد، الذين ساهموا في إثارة تلك الانقسامات. إذ قال زان بروكس من صحيفة “ذي غارديان” إن الفيلم يركز على الجانب الشخصي في سيرة رئيسة الوزراء السابقة وليس على الأحداث العظيمة التي ميّزت بها عهدها.. وهذا رغم أنه يتناول، مثلا، أكبر تظاهرات شغب شهدتها بريطانيا في عهدها عندما فرضت ثاتشر ما يعرف باسم “ضريبة الرؤوس”. وهكذا فإن الفيلم عمل فني عن ثاتشر وليس عن الثاتشرية، حسبما قال. ووصفت “ذي غارديان” الفيلم بأنه “خليط رشيق من الأحداث التاريخية الموثقة التي لا تخلو من الكوميديا السياسية”، وأنه “ينطلق من موقع حب كبير للسيدة الحديدية”. ومن الجوانب المميزة في الفيلم هي تلك المشاهد التي تسلط الضوء على صباها عندما كانت تبيع الحلوى في متجر أبيها، ثم وهي مرشحة عن حزب المحافظين في بداية حياتها السياسية، حيث كانت مضطرة إلى احتساء الشاي مع السيدات بينما كان الرجال منهمكين في مناقشة الأمور السياسية المهمة. وهناك مشاهد تصورها وهي ترقص مع زوجها دنيس. وتقر الصحيفة البريطانية بأن أداء ميريل ستريب، قد أضفى سحرا خاصا على الفيلم، لم تحز عليه الأعمال السينمائية والتلفزيونية السابقة التي تناولت جوانب من حياة ثاتشر. وتشير الصحيفة بالخصوص إلى قدرة الممثلة على تجسيد شموخ السيدة الحديدية التي كانت توصف أيضا بأنها “أقوى رجل في بريطانيا”، فقد أجادت ميريل ستريت التحدث بلكنة إنجليزية أصيلة، واتشحت بوقار مؤثر، وأبرزت المقدرة على تحدي الخصوم، وأرعبت الجميع بنظرتها الحادة، في وقت كانت تتآكلها مشاعر الوحدة من الداخل بسبب انغماسها في عالم يسوده الرجال. ولعل كل ذلك تكثف في صرختها المتوجعة: “الخونة!”، وهي تصف أركان حزبها الذين انقلبوا عليها في آخر عهدها، حيث حلّ مكانها في رئاسة الوزراء وزير ماليتها جون ميجور، قبل أن تؤول السلطة إلى الخصوم العماليين للمحافظين. ومن أغرب الانتقادات التي طالت ميريل ستريب بسبب هذا الفيلم، هو اتهامها بأنها أرادت القيام بدور رئيسة الوزراء البريطانية السابقة من أجل كسب المال، لكن ستريب نفت ذلك، وأعلنت أنها تبرعت بأرباحها منه للأعمال الخيرية. وأفادت صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية أن ستريب الحائزة جائزة أوسكار قلصت ما تقاضته عن المشاركة في الفيلم إلى مليون دولار فقط متبرعة بكل المبلغ للأعمال الخيرية. وقالت مصادر مقربة من ستريب إنها قررت التبرع بالمليون دولار لمتحف تاريخ النساء الوطني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©