الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

روماريو وبيليه·· هناك فرق !

روماريو وبيليه·· هناك فرق !
14 ابريل 2007 02:04
إعداد - أنور إبراهيم: تناقلت الصحف ووكالات الأنباء العالمية في الآونة الأخيرة نبأ وصول نجم السامبا الهداف روماريو الي الهدف رقم 999 في سجله الحافل ومشواره الطويل كلاعب كرة قدم، وبات الجميع في انتظار الهدف رقم 1000 الذي يضاهي به روماريو رقم مواطنه الملك أو الجوهرة السوداء بيليه ولكن مجلة ''فرانس فوتبول'' كان لها رأي آخر، فرقم 1000 هدف لم يعد هو المشكلة لأن تسجيله ليس صعباً طالما أن روماريو ما زال في الملاعب، وربما يكون قد سجله أثناء كتابة هذه السطور أو بعدها، والأمر الأهم في هذا الموضوع هو هل حقاً وصل روماريو الى هذا الرقم أم أنه أضاف أهدافاً من عنده؟ وهل إنجازه يضاهي فعلاً إنجاز بيليه ويتساوى معه في القيمة أم أن ما حققه الجوهرة السوداء بيليه كان إعجازاً بكل المقاييس؟ وأسئلة أخرى كثيرة نجد الإجابة عليها في هذا التحقيق· في البداية علينا أن نسترجع عبارة شهيرة كان قد صرح بها روماريو في مارس عام 88 عندما قال: ستسمعون كلاماً كثيراً عني فسوف أصل الى الهدف رقم 1000 تماماً مثل بيليه· هذا التصريح أدلى به روماريو وهو في الثانية والعشرين من عمره وكانت لهجته تنطوي على التحدي والإصرار وهما الصفتان اللتان تلتصقان بهذا النجم البرازيلي الكبير· ولأنه واثق من نفسه وقدراته وموهبته كهداف بالفطرة فإن روماريو أو الـ ''بيكسينهو'' (أي الصغير) وهذا لقبه أدلى بتصريح آخر قال فيه: لو شاء الله فسوف أسجل الكثير من الأهداف حتى يمكنني أن أعتزل في حوالى السابعة والعشرين أو الثامنة والعشرين من عمري، ولكن الله لم يشأ أن يحقق روماريو هذا الأمل في هذه السن المبكرة واحتاج الى أن يبقى في الملاعب حتى الآن وبعد أن تجاوز الواحد والأربعين من عمره· وتقول مجلة ''فرانس فوتبول'' إن الحسابات الخاصة لروماريو تقول إنه وصل الى رقم 999 هدفاً ولكن السؤال الذي طرحته المجلة هو: ما مدى صحة هذا الرقم؟ 900 هدف الإجابة على هذا السؤال احتاجت البحث والتنقيب في القائمة التي أعدتها صحيفة ''أوجلوبو'' البرازيلية التي تصدر في ريو دي جانيرو حيث أكدت هذه القائمة أن روماريو سجل حتى 14 مارس الماضي 900 هدف بصفته لاعباً محترفاً· وهذا الرقم تم تفصيله على النحو التالي: 322 هدفاً بفانلة فاسكو داجاما و 204 أهداف بفانلة فلامينجو و 165 هدفاً بفانلة أيندهوفن الهولندي و 71 هدفاً مع المنتخب البرازيلي و 53 هدفاً بفانلة برشلونة و 48 هدفاً بفانلة فلومينينزي و 22 هدفاً بفانلة فريق ميامي فوتبول كلوب، وهدف واحد بفانلة أديليد يونايتد الأسترالي الذي كان مغامرته الخارجية الأخيرة والتي عاد بعدها الى ناديه الأول فاسكو دا جاما في بداية هذا العام· والنادي الوحيد الذي لعب له ولم يسجل معه أي هدف هو نادي السد القطري الذي لعب له ثلاثة أشهر عام 2003 مقابل 1,5 مليون دولار أميركي (حوالى مليون يورو) وإن كانت حقيقة الأمر أنه لم يستمر في هذا النادي سوى شهر واحد فقط لعب خلاله ثلاث مباريات دون أن يسجل أي هدف· تشكك وتقول مجلة ''فرانس فوتبول'' إنه إزاء التشكك المتزايد لبعض المراقبين الذين يأخذون على روماريو أنه أضاف أهدافاً على مزاجه، تم تجميع إحصائيات تتناول هذا الموضوع وتتعلق بأهداف رومايرو، ويقول الصحفي ثياجو لافيتاس القائم بهذا الإحصاء على الموقع الخاص بالصحيفة البرازيلية ''جلوبو سبورت'': لقد بدأنا مشروع روماريو والألف هدف في يناير 2006 استناداً الى الأرقام التي أعلنها اللاعب نفسه وقمنا على امتداد شهرين بتحليل هذه الأرقـــام مباراة بمـــباراة وعندما كنا نجد اختلافاً في بعض الأرقام كنا نبدأ أبحاثاً أخرى لدى المكتبة الوطنية في ريو دي جانيرو وأيضاً لدى اتحادات الكرة المحلية في الدول التي لعب فيها روماريو· وأضاف لافيتاس قائلاً: على سبيل المثال سجل روماريو في أيندهوفن 165 هدفاً وليس 174 هدفاً مثلما قال اللاعب ووجدنا النادي الهولندي متفقاً معنا في هذا الرقم· واستطرد قائلاً: ومثال آخر في برشلونة سجل روماريو 53 هدفاً وليس 55 هدفاً مثلما ذكر اللاعب وفارق الهدفين جاء من خطأ في تسجيل مباراة ضد بارما الإيطالي حيث انتهت هذه المباراة بدون أهداف بينما قال روماريو إنها انتهت 5/1 لصالح برشلونة وانه سجل هدفين منها· ثلاثة آلاف والحقيقة أن روماريو وافق على هذه التعديلات التي أجرتها صحيفة ''أوجلوبو'' أو موقعها جلوبو سبورت ولكنه أضاف الى رقم الـ 900 هدف 77 هدفاً آخرين أحصاها هو عندما كان يلعب ضمن اللاعبين الهواة قبل الاحتراف و 21 هدفاً آخر في مباريات ودية· الطريف أن روماريو علق على ذلك بقوله: هل تريدون أن تعرفوا الحقيقة؟ لو حسبت كل الأهداف التي سجلتها في حياتي الكروية فإنها ستتجاوز 3000 هدف وليس 1000 هدف فقط ولكن هذا لا يعنيني· وأضاف قائلاً: الأبحاث التي أجريت فيما يتعلق بأهدافي تمت من خلال إحصائيات رصدها ثلاثة من كبار الإحصائيين على درجة عالية من الكفاءة وتستند الى أوراق المباريات واللقطات التليفزيونية والمعلومات الخاصة بكل مباراة والتي تنشر في الصحف في اليوم التالي لإقامة المباريات· ويستطرد روماريو قائلاً: أقول ذلك وأنا مرتاح الضمير وهادئ البال· ولكن ماذا عن الشارع الكروي البرازيلي ورأيه في كلام نجمه الكبير روماريو؟ حقيقة الأمر أن عشاق روماريو يقفون وراءه وسعداء بما حققه وخاصة جماهير فاسكو دا جاما، أما الفرق المنافسة فلم تكن سعيدة بهذا الإنجاز وخاصة جماهير فلامينجو الفريق الذي ارتدى روماريو فانلته من قبل في سنوات التسعينات مرتين موسم 96 - 97 وموسم 98 - ·1999 لحظات سحرية الأهم من ذلك أن اتحاد كرة القدم البرازيلي وقف في صف اللاعب رسمياً وأعلن أنه يستحق نفس التكريم الذي حصل عليه بيليه عام 1969 أي يستحق لوحة من الذهب الخالص كتذكار تكريم لروماريو في مقر الاتحاد، بل من المنتظر أيضاً أن تجرى احتفالات جديدة في شهر أكتوبر القادم خلال المباراة التي سيواجه فيها منتخب البرازيل منتخب الاكوادور في ستاد ماراكانا العظيم في تصفيات كأس العالم ·2010 وكانت تلك مبادرة طيبة من جانب اتحاد الكرة البرازيلي ولها أسبابها الوجيهة إذا ما عدنا بالذاكرة الى آخر مباراة لعبها منتخب السامبا على نفس هذا الاستاد عام 2000 وانتهت وقتها بفوز كاسح للبرازيل على بوليفيا 5/صفر منها 3 أهداف سجلها نجمنا روماريو· ونقلت المجلة الفرنسية عن روماريو قوله: أعيش لحظات سحرية شبيهة تماماً بتلك التي عشتها في مونديال 1994 عندما كنا أبطالاً للعالم· وأضاف: عام 2007 هو أفضل عام لي منذ عام ،2000 وهناك من يقولون إنه كان ينبغي أن أعتزل من زمان ولكنني أثبت لهؤلاء مرة جديدة أنهم مخطئون· ولكن المجلة حرصت على القول إن روماريو يعرف أن ساعة الاعتزال قد اقتربت ولهذا يعترف قائلاً: مسألة صعبة جداً ومعقدة بالنسبة لي أن ألعب ثلاث مباريات أسبوعياً·· لقد تجاوزت السن كما أن كل هذه الانتقالات والسفريات ترهقني· فارق كبير ويبقى السؤال: هل سار روماريو فعلاً على طريق الملك بيليه أم أن هناك فارقا كبيرا بين ما حققه النجمان البرازيليان؟ والإجابة تؤكد أن الفارق كبير بين إنجاز الرجلين لأن الجوهرة السوداء بيليه حققه وهو ما زال في التاسعة والعشرين من عمره وبعدها بعام وتحديداً عام 0791 نجح مع منتخب بلاده في إحراز بطولة كأس العالم بالمكسيك، بينما احتاج روماريو الى البقاء في الملاعب طويلاً جداً (عمره الآن 14 سنة) لكي يحقق نفس الإنجاز، وفوق ذلك أن بيليه حقق هذا الرقم من خلال ناديه سانتوس ومنتخب بلاده وربما أيضاً نادي كوزموس نيويورك الذي لعب له في آخر مشواره كلاعب، بينما احتاج روماريو الى أكثر من تسعة أندية لكي يحقق فيها الإنجاز بخلاف منتخب بلاده· ولهذا سيبقى يوم 91 نوفمبر 9691 يوماً لا ينساه أحد في البرازيل كلها وهو يوم تسجيل الجوهرة السوداء بيليه لهدفه رقم 0001 بينما لم يكن قد تجاوز التاسعة والعشرين من عمره·· ومرة أخرى نقول: شتان بين إنجاز وإنجاز·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©