الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مدرس سابق يتحول مهرباً لمصلحة المعارضة السورية

11 نوفمبر 2012
الحدود التركية السورية (أ ف ب) - كان أبو عبدو مدرساً قبل أن يصبح مهرباً متعدد المواهب، ووسيطاً قادراً على تدبير كل ما يلزم لإبقاء الانتفاضة السورية حية من خلال ممر حيوي غير شرعي عبر الحدود التركية. عندما تحتاج الكتائب التي تقاتل لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد إلى اتصال بالإنترنت أو هواتف لاسلكية أو عادية وسترات واقية من الرصاص أو أسلحة أو ذخائر، فأبو عبدو هو رجلهم. ربما لن يقوم بنفسه بشق طريقه وسط بساتين الزيتون في المنطقة الحدودية التي تعج بعمليات التهريب، محاولاً تجنب الجنود الأتراك، لكنه يعرف الباعة الأتراك والشراة السوريين، والزبائن ليسوا قلة على الإطلاق. وأكد أبو عبدو أنه دبر معدات اتصال لقيادة الجيش السوري الحر الذي يشكل أكبر حركة معارضة مسلحة. كما أنه يؤمن الأسلحة والذخائر لقادة الكتائب في محافظتي حلب وإدلب في شمال غرب البلاد، كما وفر بعض مدافئ على الحطب لسكان يسعون إلى توفير تكاليف التدفئة شتاء. وقال أبو عبدو لـ”فرانس برس” في مقابلة على الحدود التركية السورية “الأمر رهن بالناس والطلب. فعندما يطلبون مني شيئاً أحاول توفيره. أحياناً يجري ذلك يومياً، وأحياناً أخرى أسبوعياً”. وأوضح “الحيز الأكبر من عملي يقضي بوصل الناس ببعضهم. إذا احتاج أحدهم شيئاً في مكان ما، فأنا أصله بالشخص القادر على تلبية رغبته”. وبسبب الحواجز الطيارة للجيش السوري، إلى جانب غاراته الجوية وقصفه، تصبح خطوط التموين التي يستخدمها المعارضون المسلحون في سوريا خطيرة جداً، ولا يمكن توقع ما قد يجري عليها. كما أن العقوبات الدولية تعني أن الكثير من المواد لم تعد متوافرة، وحتى الغذاء والأدوية الأساسية باتت ترد من الخارج. لذلك باتت تركيا المنصة الرئيسية لكل تلك العمليات. وقال أبو عبدو “إذا أرادت تركيا حراسة الحدود بصرامة، فسيخسر الثوار في 10 أيام، لأنها المورد الرئيسي لكل شيء”. وتابع “كل ما نحتاجه للمخيمات مثل الهواتف والبطانيات والفرش والأغذية، يأتي من تركيا، وبسبب العقوبات على سوريا لا يمكن لأحد تحويل المال إلى مصرف سوري، لذلك نستعين بالأتراك لإدخال المال إلى سوريا”. وأوضح “ونقل الأغذية من تركيا سهل، لأننا نتجنب حواجز الجيش والنظام” التي ستطرح مشكلة إن كانت السلع تأتي من أي مكان آخر في سوريا. “على سبيل المثال، إذا احضرنا خيماً للاجئين وأوقفنا على حاجز، فسنتهم بإنشاء مخيم تدريب”. وتجري عمليات التهريب في الصباح الباكر عند غياب الحراس الأتراك أو تبديل الحراسة. ويتقاضى المهربون الأتراك 5 دولارات عمولة على كل سلعة. لكن أبو عبدو يؤكد أنه لا يجني أي ربح، لكن ما يدفعه إلى ذلك حلم تحويل سوريا إلى “بلد ديموقراطي يتمتع فيه الجميع بحقوق”. وهو يعارض بقوة أي احتمال لتفكيك البلاد، معتبراً أن الانفصال أو الفدرالية “هدر للدم وخسارة للتضحيات”. لكن عمله ينطوي على كثير من المخاطر. ففي إحدى المرات كان ينتظر تسلم خمس أجهزة للاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية، ثمن كل منها 1100 دولار عندما “”ضبطنا الجنود الأتراك. كنت واقفاً بانتظار الأجهزة، تحدثت إلى الضابط بنفسي فقال، إما أن تغادروا الآن، أو أقوم بتوقيفكم لأنكم تهربون. بالتالي خسرنا الأجهزة”. في مرة أخرى، كان ينقل جريحاً من تركيا إلى بلدة تفتناز السورية عندما واجه حاجزاً للجيش النظامي. وروى “استدرنا في اللحظة الأخيرة ولوحنا بتحية باليد من نافذة السيارة، موحين بأننا أخطأنا في الطريق. لا بد أنهم ظنوا أننا من أنصار النظام لأنهم لم يقدموا على توقيفنا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©