الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ملايين الصينيين يتحدّرون من يعرب بن قحطان!!

14 ابريل 2007 02:30
الاتحاد - خاص: حسب ما تقوله السلطات الرسمية الصينية فإن عدد المسلمين يبلغ 35 مليون نسمة· لكن الكثيرين يؤكدون أن العدد الحقيقي هو 158 مليون شخص· الكثيرين منهم يتحدّرون من تجّار عرب من الشرق الأوسط قطعوا طريق الحرير واستقرّوا هناك ليذوب أحفادهم في ذلك الأوقيانوس البشري· إقبال مثير على تعلم العربية، فضلاً عن التعرّف إلى التقاليد، لاسيما من خلال المسلسلات الرمضانية، وإن كان آلاف الطلبة الصينيين ينتشرون في معاهد المنطقة لدراسة لغة القرآن· شهر رمضـــــان الماضي شهــــد أياماً احتــــفاليةً بما تعنيه الكلمة في الصين· المساجد غصّت بالمؤمنين، لاسيما، الشباب· يلقي هذا التقرير إطلالته على أحد الأقاليم التي يوجد فيها المسلمون: الذوبان في الأوقيانوس إذا أردتم أن تتعرَّفوا إلى أقربائكم في الصين·· فحص الحمض النووي لا بد أن يفضي إلى هذه الحقيقة المثيرة، وهي أن هناك عشرات الملايين من الصينيين يتحدّرون من صاحبنا ''يعرب بن قحطان''، فمنذ أكثر من 1200 عام، والتجّار الذاهبون من المشرق العربي كانوا يقيمون مستوطنات في الصين، وسواء سلكوا طريق الحرير أم أي طريق آخر· الآلاف الذين نقلوا الإسلام إلى تلك البلاد التي استطاعت أن تدمج بين البوذية والكونفوشيوسية والطاوية، وبعد ذلك الشيوعية، على نحو عجيب، وإن بطقوسية متنوّعة، تزوّجوا من صينيات وأقاموا هناك، ليذوبوا، تدريجياً، في ذلك الأوقيانوس البشري·· ولعل اللافت هو أن مستشرقاً فرنسياً مغموراً ''في القرن التاسع عشر'' ويدعى ''فيليب شينيون'' تحدّث عن نوع معيّن من الخرافات والقصص لدى بعض الجماعات الصينية يتقاطع مع الخرافات والقصص الشائعة في الشرق الأدنى، فهل ظل شيء ما عالقاً في لا وعي أولئك الأحفاد الذين، بالطبع، لا يعرفون شيئاً عن جذورهم بعدما تغيّرت أشكال عيونهم، بفعل التزاوج، وبعدما أصبحت لهم أسماؤهم الصينية البعيدة كلياً عن الأسماء المعتمدة في العالم العربي والإسلامي؟· المسلسلات الرمضانية هنا، بالتأكيد، أناس من ''الهان''، وهو العرق الطاغي، اعتنقوا الدين الإسلامي على أيدي التجار، ولكن هناك بالتأكيد أيضاً مَن يتحدّرون من أصول عربية، وقد تحتاج المسألة إلى بحث أنتروبولجي شديد الدقة للتعرّف إلى ملامح ثقافية عربية يمكن أن تكون لا تزال حاضرة في الأداء السوسيولوجي لدى بعض الجماعات الصينية· هذا العام، كان شهر رمضان المناسبة التي تألق فيها الإسلام في الصين· هذا قالته إحدى القنوات التليفزيونية الغربية المتخصصة، حتى أنها أشارت إلى أنه مع وجود الأقمار الصناعية، فإن صينيين يشاهدون، من قبيل الفضول وربما من قبيل الحنين، المسلسلات العربية التي تعرض في شهر رمضان· بنوع خاص المسلسلات التاريخية أو تلك التي تجري أحداثها في مناطق ريفية، باعتبار أن سكان المدن ينفصلون، في تقاليد معينة بما في ذلك اللباس، عن سكان الأرياف·· والواقع، كما ذكرت القناة، أنّ المسلمين الصينيين الذين يُقبِل الكثيرون منهم على تعلم العربية، يتخذون من المسلسلات، لاسيما الرمضانية منها، وسيلة لتعزيز ما يعرفونه من لغة القرآن· ومثل هذه الأمر كان يحدث في المغرب العربي، وبعد انحسار الحقبة الاستعمارية، إذ كانت المسلسلات المصرية وسيلة مهمة لإتقان الحديث باللغة العربية· 30 ألف مسجد الأرقام المسجلة تقول: إنّ عدد المسلمين في الصين يناهز الـ35 مليوناً، لكن رجال الدين يقولون: إنّ العدد يتخطى الـ158 مليوناً، وإذ مال العديد من الشباب إلى الشيوعية، فإن العودة إلى الإسلام، في الوقت الحاضر، تبدو كثيرة ولافتة· وهذا ما عكسه الإقبال الشديد على المساجد، لاسيما من الشباب، خلال شهر الصوم، مع الإشارة إلى وجود أكثر من 30 ألف مسجد في الصين بالرغم من كل الممارسات القمعية إبان عهد الرئيس الراحل ''ماو تسي تونغ'' الذي كان يتخوّف من ''المتفجرات الأيديولوجية'' أن تنتشر داخل المجتمع الصيني، هذا مع أن دستور عام 1982 ضمن الحرية الدينية، فيما أوقفت الملاحقات الدينية في 6 شباط / فبراير ·1993 تجّار حاليون من العالم العربي يقصدون الصين، وأصبحت لهم صداقات هناك· أحدهم لبناني حمل إلى عائلة مسلمة مأكولات لبنانية رمضانية· استساغها أفراد العائلة، وطلبوا تعلم كيفية صنعها، وإن كان معروفاً أنّ أنواع المواد أو الخضار مختلفة بين لبنان والصين· وإذا كانت المأكولات الصينية تغزو العالم، بما في ذلك العالم العربي، بالرغم من غرابتها وارتباطها ''الثقافي'' ببيئة محددة، فإن رجل الأعمال اللبناني تفاهم مع مجموعة من رجال الأعمال العرب على إنشاء سلسلة مطاعم في بكين وشنغهاي وغيرهما لتقديم المأكولات العربية· الفول المدمّس وبابا غنوج هكذا تستطيع أن تتذوَّق الفول المدمّس أو المغربية أو بابا غنوج أو الفتّوش، فضلاً عن الكلاّج ''الرمضاني'' والبقلاوة وأقراص التمر في أحد المطاعم أو في أحد المتاجر في شنغهاي· العقيدة الرسمية هي الإلحاد، والعقيدة التقليدية هي البوذية· لكن الأنوار بدت وهي تتلألأ على المآذن التي تبنى بطريقة خاصة، فيما صوت المؤذن يطرب الأذان عند الغروب· الجميع يتوجّهون إلى المسجد، حيث تسمع الصينيين كيف يستخدمون عبارة ''السلام عليكم''، ومعها ''والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته''، تتردد بين المصلين وهم يتبادلون التحيّة· وإذا كان ''ماو تسي تونغ'' قد راهن كثيراً على دور النساء، فإن الإسلام في الصين يولي المرأة اهتماماً خاصاً، فهناك مساجد للنساء· كلمة الإمام التي لا تستخدم فيها تاء التأنيث بحاجة إلى مثل هذه التاء في الصين، إذ إن كثيرات منهن تحوّلن إلى أئمة للمساجد يتقدمَّن المصليات· المرأة ــ الإمام تدعى ''نو ـ آهونغ''، وهذا ليس بالتقليد الجديد، إذ إن الجوامع المخصصة للنساء عُرفت في الصين منذ القرن الثاني عشر· الآلاف من الشباب المسلمين قصدوا بلداناً عربية لتعلم اللغة العربية· ثمة حديث عن ''اليقظة العربية'' في بلاد التنين، ومع ثورة الاتصالات أصبح باستطاعة الصينيين المسلمين الذين بدوا لقرون، وكأنهم يعيشون وراء الأزمنة، التواصل مع المسلمين في البلدان العربية والإسلامية· عزلة القرون الجالية الإسلامية الأكثر عدداً هي الـ''هوي''· أفرادها يتجاوزون عشرة ملايين نسمة، وهم أحفاد تجّار وفدوا من الشرق الأوسط عبر طريق الحرير ابان عهد سلالة ''تانغ'' (618 ـ 906)، وقد ظلوا معزولين لقرون قبل أن يمتزجوا بأبناء الديانتين الآخريين ''البوذية والكونفوشيوسية'' الذين يشكلون نحو 90 في المائة من السكان· الـ''هوي'' لا يختلفون في شيء عن ''الهان''· مثلهم يتكلمون الصينية ''الماندارين''· ولكن في قراهم ثمّة شكل آخر للمساجد وإن مع بعض اللمسات الصينية المعروفة، وهم ينتشرون، بصورة خاصة، في إقليم نيشغزيا شمال البلاد· إنهم مسلمون ورعون لديهم 70 إماماً مسجلين لدى السلطات المختصة، مع وجود 300 مسجد وأكثر من 5000 مللا، وهؤلاء شباب يتابعون، في قسم من الوقت، العربية والشريعة الإسلامية· بالطبع الإسلام في الصين يواجه القيود التي تواجهها الديانات الأخرى: الدعوة محظورة، والأولاد دون الثمانية عشرة ممنوعون من متابعة أي دروس دينية· وعلى كل الأئمة أن يحصلوا على موافقة السلطة، وعلى الأخذ بمعادلة تقدم الدولة على الدين، وهذا لا يمنع الـ''هوي'' من ممارسة شعائرهم بحرارة لافتة· البنك الإسلامي للتنمية وفي السنوات الأخيرة تلقى الـ''هوي'' ملايين الدولارات هبة من البنك الإسلامي للتنمية، وهو ما أتاح لجامعة ينشوان، العاصمة، تجديد حلتها، مع إنشاء عدد من المعاهد التي تتولى تدريس العربية· اللغة العربية جذابة بالنسبة إلى الجميع، لكن تحصيلها يتسم بالصلابة، والتعقيد، فضلاً عن غياب الإمكانات، وثمة اقتراح أمام جامعة نينغزيا بتخصيص اجازة في العربية بعد دراسة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات· وفي العام الفائت افتتحت الجامعة شعبة للغة العربية، فيما يقصد مسجد ''كسي غوان'' 300 طالب، نصفهم من الإناث، الذين تتراوح أعمارهم بين الـ30 والـ70 عاماً لتعلم لغة الضاد، والهدف ''أن نقترب أكثر من ديانتنا''· الوضع المعيشي في الصين تحسن· كان الناس قبلاً يمضون كل الوقت وراء أسباب الرزق· الآن، تقول امرأة في الأربعين من العمر، وتدعى ''سونغ كسيولان''، إن الوقت أفضل بكثير لـ''الاهتمام بأرواحنا''· لا مرافىء في الإقليم، ولا موارد طبيعية، ولكن هناك الإسلام الذي، بالإضافة إلى كونه ثروة روحية، فإنه يمنح الفرص لرفع المستوى المادي، فالحكومة المحلية نظمت في شهر آب/ أغسطس الفائت معرض للمنتجات الحلال، وذلك بهدف إقامة نوع من التواصل بين المصانع المحلية وبلدان الشرق الأوسط· وبالفعل فإن قيمة العقود التي أبرمت توازي 1,3 مليار دولار· غطاء الرأس للنساء لم يكن شائعاً في الصين· الآن تجد نساء محجَّبات، على غرار الوضع في البلدان الإسلامية، مع تعاطف واضح مع قضايا العالم العربي، ورفض للإرهاب الذي ''هو ليس من ديننا''، كما تقول ''يانغ يو هونغ'' التي تؤم المصليات في أحد المساجد، مؤكدة ''إن الإسلام هو دين التسامح الكبير والرحمة الكبرى''· ''أورينت برس''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©